بنهاية تربص سويسرا، يكون المنتخب الوطني قد دخل ذهنيا في نهائيات كأس العالم التي ركض وراءها طيلة ربع قرن ولم يبق أمامه ولا أمام مدربه ولا مسؤوليه مجالا للأسف والحديث ومراجعة الحسابات .
لقد أخذت إصابة مغني الكثير من الوقت والجهد وأثرت على اللاعبين تأثيرا بالغا، وهو ما يدل مرة أخرى على روح التماسك والإصرار على الفوز، وانتهت بدموع المدرب سعدان الذي آمن إلى آخر لحظة بمشاركة لاعبه في جنوب إفريقيا، لكن ما حدث هو امتداد لقانون الكرة الذي لا عاطفة له. وحتى وإن كان التأكيد على غياب مغني قد زعزع أركان الخضر وحرم سعدان من ورقة غالية في كأس العالم، إلا أنه لا بد من القول أن من يريد الذهاب إلى كأس العالم والوقوف على خط واحد مع عمالقة الكرة العالمية، لا يمكنه أن يبني على قدرات لاعب أو اثنين. ولن نكشف سرا إذا قلنا بأن سعدان يعرف أكثر من غيره أن الإصابات من مخاطر المهنة لا أكثر ولا أقل، ألم يذهب ماتياس زامر وماركو فان باستن والبرازيلي رونالدو ضحية إصابات في الركبة؟ لقد ودعوا المستطيل الأخضر بالدموع والحسرة وبكاهم مجانين الكرة في العالم بأسره، لكن الكرة استمرت بعدهم بأفراحها وأحزانها وستبقى كذلك إلى الأبد .
ومهما يكن من أمر، فإن منتخبنا الوطني لا بد له أن يتعلم من خروج مغني إصابة العديد من لاعبيه، وهذا أمر طبيعي لا خلاف فيه، وعليه أن يدرك بأنه ذاهب إلى كأس العالم، ولن يكون له هناك من نصير سوى إرادة لاعبيه وحنكة مدربه وإيمانه بأنه منتخب واحد وهدفه واحد وهذا هو الأهم والباقي هو مجرد تفاصيل.