منذ أزيد من ستة أشهر واسم اللاعب مراد مغني يتصدر صفحات الجرائد بسبب الإصابة التي تعرض لها شهر جانفي الماضي وحرمته من مشاركة فعالة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية. وبالرغم من أن إصابة اللاعب كانت أكيدة، إلا أن التعامل معها يبدو غير جدي بالمرة. من لواندا إلى كرانس مونتانا مرورا بأسبيتار، بقي الحديث عن مراد مغني تائها بين التقارير الطبية والتقارير المضادة، فكثير بشأنه الحديث وقل الفعل وبقي الألم .
والواقع أن إصابة مراد مغني كان بالإمكان التغلب عليها لو كان التعامل معها بعيدا عن الخوف من تفريط اللاعب في كأس العالم، وإلا كيف نفسر تضييع أزيد من خمسة أشهر في الكلام والتأويل والتكهن بشفاء لم يأت؟. لقد بينت التجارب أن عشرات اللاعبين أصيبوا إصابات في غاية التعقيد وتم التخلص منها بعمليات جراحية عادية. ويقول الأخصائيون في موضوع إصابات الرياضيين، أن أهم شيء في هذه الحالات هو تحديد نوعية الإصابة والتصرف بدقة وسرعة وعدم الدخول في التوقعات والتكهنات. ولا بد من القول أن حالة اللاعب مراد مغني يمكن اعتبارها »خطأ طبي « فاضح وواضح، وإذا كان هناك تفسير آخر، فسيكون ذلك شيئا جميلا لو يكشفه لنا المكلفون بهذا الموضوع .
وقبل أقل من ثلاثة أسابيع على انطلاق مباريات كأس العالم، لا يعرف لا اللاعب ولا مدربه ولا مسؤوليه إذا كان سيشارك أم لا، وهذا في حد ذاته أمر غير طبيعي، أما إذا كان طبيعيا، فهو بدون شك جني ثمار الوقت الضائع والتعامل مع إصابة اللاعب بسطحية.أما إذا استيقظ مغني غدا معافى من إصابته، فإن ذلك سيكون معجزة من معجزات الكرة التي لا منطق لها .