سعدان يستحق العلامة الكاملة .. وصربيا بصرتنا بعيوبنا
عدلان قديورة لاعب متكامل وجدير بالألوان الوطنية
جمال زيدان واحد من صناع ملحمة خيخون سنة 82، وأحد الأسماء الكبيرة التي أنجبتها الكرة الجزائرية، والكل يشهد له بإمكاناته ومهاراته الكبيرة، هو الذي ذاق طعم الاحتراف في بلجيكا كان أحد أحسن سفرائنا في الخارج وكان بمقدوره الذهاب بعيدا في مشواره لولا قلة الحظ، هذا اللاعب الذي ارتبط اسمه في السبعينيات باتحاد العاصمة الذي ترعرع فيه، كان له أيضا الشرف في المشاركة في مونديال 86 بمعية قاسي سعيد، قندوز، بلومي، عصاد وثلة من المحترفين من أمثال قريشي، مجادي وآخرين، وحصل له أيضا الشرف في التسجيل في المباراة الأولى أمام إيرلندا، لكن متاعب الحياة جعلته يختفي عن الأنظار لمدة طويلة، وقليلون هم الأشخاص والمسؤولون الذين فكروا فيه وبحثوا عنه، وهو ما حز في نفسه كثيرا. "الشروق" التقت بهذا اللاعب القدير وهذا من باب الاعتراف بالجميل وضرورة نفض الغبار عنه، حيث كرس حياته لخدمة الكرة الجزائرية .
جمال، أهلا بك على صفحات جريدة الشروق، شكراعلى قبولك التحدث لقرائنا وأنت الذي رفضت التحدث للصحافة الجزائرية منذ مدة؟
شكرا لك أنت أيضا، أنا تحت تصرفك فاسأل ما شئت وسأجيبك؟
اختفيت عن الأنظار منذ مدة ولم نر لك أثرا ما السبب؟
التقاليد في الجزائر معروفة، الشخص أو اللاعب لما يختفي لا أحد يسأل أو يبحث عنه، فكثيرون هم اللاعبون والشخصيات الكروية والرياضية التي رحلت عنا دون أن يعلم الناس ذلك، ولهذا أقول للذين لا زالوا تحت الأنظار فليحمدوا الله على ذلك لأن ذلك نعمة كبيرة.
وأين كنت طيلة مدة غيابك؟
متاعب الدنيا هي التي جعلتني أغيب، والحمد لله زالت كل تلك المتاعب وقد فضلت بمحض إرادتي الغياب لأنني كنت منهمكا في تسوية بعض الأمور العائلية ومع بداية نشاط جمعية اللاعبين القدامى عدت تدريجيا إلى الساحة لتقديم المساعدة لزملائي السابقين، وكنت ضمن الطاقم الذي ساهم في مجيء منتخب فرنسا لسنة 98 إلى الجزائر للمشاركة في دورة الصداقة الأخيرة، وكم كانت فرحتي كبيرة وأنا أشارك في الحفل الذي جرى بالقاعة البيضاوية، وسأظل جاهزا لتقديم يد المساعدة والمساهمة في أي مبادرة إيجابية في صالح اللاعبين القدامى وفي سبيل خدمة صورة الجزائر .
وأي علاقة تربطك حاليا بالمحيط الكروي؟
في السنوات الأخيرة لم يكن لدي الوقت الكافي للاحتكاك بالمحيط نظرا لالتزاماتي، حيث كنت منشغلا بإنهاء بناء منزلي، وبعده تفرغت قليلا وقد تنقلت إلى الفاف مؤخرا من أجل تسوية وثائقي الإدارية على اعتبار أنني لاعب دولي سابق، وقد تحدثت مع مدير الفرق الوطنية السيد تيكانوين الذي سهل لي المهمة، ولدي مشاريع أخرى أريد تجسيدها لاسيما التحول إلى محلل .
ولا شك أنك تابعت باهتمام كبير الخرجات الأخيرة للمنتخب الوطني، ماتعليقك على التأهل للمونديال بعد 26 سنة؟
لقد شاهدت كل مباريات الخضر، وأنا ككل الجزائريين فخور بما تحقق، والذهاب إلى المونديال يعني في قاموس كرة القدم أن لدينا منتخبا وطنيا كبيرا ولدينا إدارة فنية محترمة وطاقم فيدرالي يؤدي دوره على أكمل وجه. والتأهل إلى المونديال لمن لا يعلمون ربما هي مرآة للشجاعة التي تحلى بها الفريق طيلة التصفيات، والمنتخب الوطني ظل يؤمن بإمكاناته إلى غاية آخر لحظة والتأهل لم يكن سهلا .
وهل كنت ترشح الخضر للتأهل؟
صعب جدا التكهن بالتأهل إلى منافسة بحجم المونديال، لأن التنافس كبير وكل المنتخبات لها كلمتها، رغم النقائص الكثيرة التي لاحظتها في المنتخب الوطني إلا أنني كنت دائما أثق في هذه المجموعة
وماهي هذه النقائص التي تتحدث عنها؟
لا أريد التحدث عن النقائص كثيرا، لكن بما أنك تجرني للحديث عنها أقول إنها تكمن في اللعب الجماعي، حيث يفتقد اللاعبون للقدرة على اللعب جماعيا بفعل الخليط الذي تتشكل منه التشكيلة القادمة، اللاعبون قادمون من عدة فرق ولم يلعبوا سوى لقاءات قليلة بينهم، بينما فرديا فالفريق قوي جدا، وهو ما سهل لهم المهمة في أغلب المباريات، حيث حسمت اللقطات الفردية الموقف، وبالتالي لا يمكن أن نطالب من اللاعبين أكثر مما قدموه
صراحة متى ازدادت قناعتك بالقدرة على التأهل؟
في المباراة أمام مصر بالبليدة، يومها قدم اللاعبون أفضل ما لديهم وأثبتوا أنهم قادرون على التأهل وقادرون أيضا على هزم مصر حتى في القاهرة، وكاد ذلك أن يتحقق في المباراة الأولى لولا تسجيل المصريين الهدف الثاني تحت الضغط وفي الوقت بدل الضائع
واليوم ماذا تقترح من حلول من أجل مشاركة مشرفة في المونديال؟
أظن أن المدرب الوطني رابح سعدان أدرى مني بالتشكيلة والأسماء التي يراها مناسبة لدعم التعداد الحالي، وثمة أسماء كثيرة يتداولها الشارع، شخصيا ومن موقعي كلاعب محترف سابقا أرى أن لاعبا مثل قديورة قادر على تقديم الكثير للمنتخب الوطني، لقد شاهدته في عدة مناسبات، وأظنه أجدر بحمل الألوان الوطنية، وكلاعب سابق في بلجيكا لدي أيضا معلومات عنه من قبل بعض زملائي السابقين هناك، وثمة أسماء أخرى يجب منحها الفرصة وأفضل أن يكونوا من المحترفين .
وأين تكمن في نظرك قوة المنتخب الحالي؟
قلت لك من قبل أنها تكمن في الفرديات وأيضا في اللياقة البدنية للاعبين والإرادة التي يتحلى بها جل اللاعبين الذين أرادوا منذ البداية الذهاب بعيدا، إضافة إلى قدرتهم الكبيرة على التحكم في الأعصاب، وهو العامل الذي ساعدهم في جل المباريات سيما في القاهرة وأم درمان بالسودان، وأقول هذا الكلام ليس من باب الانتقاص من شأن الناخب الوطني، بل بالعكس كل الفضل يعود له هو الذي تولى المهمة في ظروف عصيبة كانت تمر بها الكرة الجزائرية، والمنتخب على حد سواء، واستطاع أن يعيد الإستقرار للفريق ويحقق التأهل للمونديال ولا يمكن بالتالي أن نطلب منه أكثر من ذلك .
و من هم اللاعبون الذين شدوا انتباهك لحد الآن؟
أحترم كل الفريق وليس لدي تفضيل للاعب على آخر .
وما الفرق بين هذه التشكيلة وجيل الثمانينيات؟
الفرق كبير بحكم مرور السنوات، فمنتخب الثمانينيات مرت عليه أكثر من عشرين سنة وبالتالي الفرق شاسع جدا، فمثلا لا يمكن إيجاد نقاط تقارب بين بيليه، مارادونا وبلاتيني أو زيدان، فالمدة الزمنية بين جيل وآخر هي التي تحدد الفرق، ومهما مرت السنين أرى دائما أن جيل 82 يبقى دائما الأروع، لأنه الأول الذي أوصل الجزائر للمونديال وسيظل راسخا في الذاكرة الجماعية لكل الجزائريين، وحتى الجيل الجديد وإن لم يصل على هذا الجيل إلا أنه يحترمه كثيرا، كما أحترم كثيرا منتخب جبهة التحرير هو الذي رفع المشعل في ظروف استثنائية جدا
وكقلب هجوم كبير ما رأيك في الثنائي جبور و غزال؟
لعلمك، لم أكن أريد اللعب كثيرا كقلب هجوم حقيقي، بينما بخصوص سؤالك أقول أن غزال لاعب قوي بدنيا يجب عليه أن يضع كل قوته في خدمة الهجوم من أجل التهديف أولا، وهو مطالب بالعمل من أجل تحسين حيويته في اللعب، ولحد الآن لم يظهر بالمستوى الذي ينتظره منه الجزائريون، بينما يعجبني جبور كثيرا، لأن الصفات التي يفتقدها غزال تتوفر فيه هو، سيما الحيوية والقدرة على التسجيل من أي موقع
وعلى ذكر المونديال ما رأيك في منافسي الخضر؟
أندهش لما أقرأ، أسمع البعض يتحدثون عن منتخبات إنجلترا والولايات المتحدة وحتى سلوفينيا بأنها عادية، لقد نسوا ربما أنها تأهلت إلى المونديال، وذلك مكسب كبير، فخارج الميدان هي منتخبات منظمة جيدا والكرة عندهم ثقافة، وكل الإمكانات بحوزتها للتألق في كأس العالم، يجب احترامها كثيرا بداية بالإنجليز الذين يثبتون مع مرور الأيام أنهم من المرشحين الأوائل للتتويج بالكأس،
والمنتخب الوطني عاد إلى نقطة البداية بانهزامه أمام صربيا الأربعاء ما قبل الماضي، مثل تلك المباريات هامة و مفيدة للمنتخب واللاعبين وأيضا للجزائريين حتى يدركوا أن التأهل للمونديال يعني الشيء الكثير، ويجب إبقاء الأقدام على الأرض، والحمد لله أن الجميع حفظ الدرس، والوقت كاف للناخب الوطني لتدارك الموقف وشحن لاعبيه معنويا قيل التوجه إلى جنوب إفريقيا .
وهل ستكون حاضرا في جنوب إفريقيا؟
إن شاء الله، صدقني أريد حضور العرس العالمي لمؤازرة الخضر وأنوي التنقل إلى هناك رفقة بعض أصدقائي، فمشاركة الجزائر في المونديال هي قبل كل شيء حدث لا نعيشه كل أربع سنوات، لقد غبنا منذ 86، وهي مدة طويلة جدا بالنسبة لبلد كرة القدم مثل الجزائر
نعود للحديث عنك، أكيد سنشاهدك مستقبلا في المحيط الكروي؟
إن شاء الله، لقد خضعت مع مجموعة من اللاعبين لتربص مفيد جدا مع الخبير الألماني شنيدغر الذي تعلمت منه كثيرا، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لتقديم خبرتي للأجيال الصاعدة .
وهل من إضافة قبل أن نختتم الدردشة؟
أمنيتي أن يتخطى المنتخب الوطني الدور الأول في المونديال، وأمنيتي الثانية أن تكون جمعية اللاعبين القدامى فعلا جمعية جامعة وتتكفل فعليا باللاعبين الذين قدموا الكثير للكرة، وهم اليوم يعانون صحيا واجتماعيا.