حفل كروي كبير احتضنته القاعة البيضاوية لمركب محمد بوضياف طيلة عشية الأمس بمناسبة دورة الصداقة التي نظمت بحضور النجم العالم زين الدين زيدان، وهي المناسبة التي اجتمع فيها عدة أجيال للكرة الجزائرية بالمنتخب الفرنسي الحائز على كأس العالم لسنة 1998 بقيادة المدربين القديرين ميشال هيدالغو وإيمي جاكييه وبمشاركة لوران بلا ن، ديشان، تورام والحارس شاربونيي، والموعد كان ممتعا بحضور جماهير غفيرة من الانصار والمتتبعين لاسيما الذين حرصوا على مشاهدة زيو في أول خرجة كروية فوق الأرض الجزائرية.
وكم كان التجاوب الجماهيري كبيرا مع هذا الحدث الاستثنائي الذي كشف شغف الجزائريين بمشاهدة نجمهم الذي تعلقوا به حتى وإن اختار اللاعب المنتخب الفرنسي والدليل كل لقطات هذا اللاعب الظاهرة كانت متبوعة بأهازيج وتصفيقات حارة، والكل أيضا حاول الإقتراب منه لتصويره أو مشاهدته عن قرب، أما أخذ صورة معه فكانت بمثابة مكسب تاريخي غير مسبوق.
بلومي ـ زيدان في لقاء تاريخي
الحدث في هذه المباراة كان أيضا اللقاء التاريخي بين زيزو ولخضر بلومي، لقاء بين نجمين كبيرين تركا بصماتهما على مستوى المنتخب واللقاء هذا كان مصحوبا بصور تذكارية لا شك أن مسجل الهدف الثاني في مرمى الألمان سيحتفظ به في سجله الثري الذي يفتقد فقط لمثل هذه الذكريات التي لا تمحى.
حتى فريق جبهة التحرير لم يتخلف عن الحدث بقيادة محمد معوش ومحمد سوكان، حيث أعطى الرجلان ضربة الإنطلاقة رفقة المدرب الفرنسي ميشال هيدالغو.
ماجر وعصاد أكبر الغائبين
أكبر الغائبين عن الموعد التاريخي كان بدون شك الثنائي رابح ماجر وصالح عصاد اللذين تركا بصماتهما في تاريخ الكرة الجزائرية، فلم يكن بجانب بلومي أي لاعب آخر قادر على خطف الأنظار وصنع الحدث، والأسماء التي حضرت كلها مثلت أجيالا قديمة لم تقدر على منافسة المنتخب الفرنسي الذي أنهى المباراة لصالحه بنتيجة 8 ـ 3 .
زيدان يفوز بسهولة على بلومي
المباراة الافتتاحية عرفت فوز جماعة زيدان بنتيجة ثقيلة 8 ـ 3 على نظيرتها التي قادها لخضر بلومي وتأكد خلال المباراة تفوق الجانب الفرنسي على الجزائري الذي لعب بتشكيلة بلغت من الكبر ما لا يسمح لها بالتفوق أو البروز مع زيدان والبقية ممن صنعوا وحدهم الفرجة وكانوا أفضل من منافسيهم من كافة النواحي.
عائلة بأكملها تنقلت من فرنسا من أجل زيدان
من الطرائف التي وقفنا عليها خلال تواجدنا بالقاعة البيضاوية أن البعض حضروا من أماكن بعيدة من أجل مشاهدة زيدان وأبطال العالم في الجزائر على غرار عائلة حضرت بأكملها من فرنسا من أجل حضور الحدث، وكذا مجموعة من الموظفين الإيطاليين الذين يشتغلون بالجزائر وحضروا خصيصا لمشاهدة المباراة أحدهم يناصر "اليوفي" وجاء لتذكر أيام زيدان وديشان.
فنانون ضمن البعثة الفرنسية
شهدت دورة الصداقة حضور بعض الوجوه الفنية على غرار الفنان بودار الذي صرح لـ "الشروق" أنه حضر أولا لمشاهدة لخضر بلومي كونه مولع به وفي الدرجة الثانية يأتي زين الدين زيدان.
تورام "مبادرة جميلة أتمنى أن تتكرر في المستقبل"
سعد اللاعب ليليان تورام النجم السابق لجوفنتوس الايطالي وبطل العالم 1998 مع منتخب فرنسا كثيرا بالمبادرة على حد تعبيره. فقد كان يرغب في زيارة الجزائر والتعرف على شعبها قبل هذه الدورة حيث قال "سعدت كثيرا لما وجهت لي الدعوة للمشاركة في هذه المباراة ولم أتردد لحظة في قبولها لأنني اعتبرها مبادرة جميلة من الجانب الجزائري وأتمنى أن لا تكون الأخيرة. كما أتمنى أن تتكرر في الجزائر أو فرنسا لأنها فرصة لاكتشاف كرة القدم الجزائرية واللاعبين القدامى الذين أمتعونا في سنوات الثمانينيات فقد كنت أحد المعجبين بفنيات ماجر ودحلب، وهي ايضا فرصة للاحتكاك بهم عن قرب وكذلك للتعرف على الجمهور الرياضي الجزائري".
نجم الكرة الفرنسية وريال مدريد سابقا كريستيان كارامبو
"فرصة جيدة للتلاقي والتعارف بين مختلف أجيال كرة القدم"
واكتفى كريستيان كارامبو بتوجيه الشكر لأصحاب هذه المبادرة والتعبير عن فرحته بزيارة الجزائر لإمتاع الجماهير الرياضية والترويج لكرة القدم داخل القاعات، وقال "مثل هذه المبادرات لا يمكن أن أرفضها اعتبرها فرصة للتقرب من الجماهير الجزائرية أتمنى أن تعاد، وهي عبارة عن جسر تواصل بين مختلف الأجيال الكروية السابقة ومناسبة للتعارف والالتقاء بين اللاعبين القدامى".