اتهمت بأني مزقت جواز السفر وأهنت القميص الوطني
الشاذلي وعدنا بعلاوات مميزة خلال اجتماعنا به ثم تغيرت قيمتها فجأة ؟
في جلسة دامت أكثر من ساعتين عاد بنا الدولي الجزائري بن مبروك إلى مونديال 1986 وسرد لأول مرة عدّة حقائق عجلّت بخروج كتيبة سعدان آنذاك من الدور الأول، كما تطرق للكثير من الأمور التي لا تزال مبهمة ولم تتضح صورتها كشجاره مع بلومي، ووعد الشاذلي، ومن كان يدير المنتخب يومها، وعرّج لاعب بوردو وليون على البطولة الجزائرية وفتح النار على رؤساء الأندية واصفا إياهم بالمحتالين فضلا عن أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الذي أدلى به من الدوحة القطرية إلى الشروق اليومي
حزنت لموت دريد ثم اكتشفت أنها شائعة
سعدان غيّر التشكيلة ضد اسبانيا وهو المسؤول
لموشية يدفع ثمن نكرانه للجميل
- نبدأ من مونديال 1982 بمكسيكو، لماذا منتخبنا الوطني يومها مر جانبا وخيّب أمال الجمهور الجزائري؟
عبد الحميد حليم بن مبروك: لا أوافقك الرأي على الحكم بأن مشوارنا كان سيئا في مونديال 86، لأن هذا المنتخب كان يضم خيرة ما أنجبت الكرة الجزائرية وعلى مستوى كل الخطوط، فضلا عن أنه مكوّن من المحترفين والمحليين، ربما بعض الأحداث التي واجهتنا خلال الدورة أثرت نوعا ما على المردود بصفة عامة وكذا انعدام التأطير اللازم، وتبقى هذه وجهة نظري فأنا لا أنتقد أحدا
إلى متى تفضلون الصمت عن هذه الحقائق، ألا يحق للجيل الحالي أن يعرف ماذا حدث بالضبط، نريد أن نجمع أكبر عدد من الشهادات فهذا منتخب كل الجزائريين؟
يبتسم، كل ماحدث أنه تمت إضافة الثنائي جداوي ودحلب لمساعدة المدرب الرئيسي سعدان وإضافة الجديد طبعا، لكن تسيير الرجال واللاعبين في ظل المنافسة الموجودة يومها والتي تنعدم حاليا خاصة بين المحترفين والمحليين يُعد أمرا صعبا، كما أن التيار لم يكن يمر جيدا بين اللاعبين، وهذا أمر يؤثر على تماسك المجموعة، لكنه للأسف كان الواقع.. صدقني لو كانت العلاقة بين المحترفين والمحليين في منتخب 86 حسنة فقط حتى لا أقول جيدة لحققنا مشوارا تاريخيا في هذه الدورة، وأنت شاهدت مباراة البرازيل وكيف أسلنا العرق البارد لزملاء كاكا..
وهنا مربط الفرس فبعد المباراة البطولية أمام السيليساو وقبلها الأداء المشرف أمام إيرلندا وفرض التعادل عليها، بدأت المشاكل وجاءت الهزيمة المذلة أمام الماتادور الإسباني .. هزيمة غير متوقعة؟
المشاكل بدأت من قبل وليس فجر مباراة إسبانيا، سيما مشكل العلاوات، خاصة لما تُخلف وعد قطعته على لاعبين محترفين.. لما كنا في الجزائر اجتمع بنا رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد وحدثنا عن العلاوات ووعدونا حتى بالسكن، لكن لما وصلنا إلى المكسيك تغير كل شيء ونقضت الوعود، وإحتج المحترفون على خلف الوعد، والمحليون كانوا فرحين وساندونا في مسعانا، وهذا ما خلق نوعا من الثغرات بين المسيرين واللاعبين المحليين والمحترفين ..
هل الوعد الذي وعدكم به الشاذلي تغير بعد مباراة إيرلندا أم بعد مباراة البرازيل؟
قبل مباراة إسبانيا.. هذا هو الواقعو تغير كل شيء وخلق نوعا من عدم الارتياح بين اللاعبين، ورفضنا الأمر لأنه غير إحترافي، لكن ما بقي يحز في أنفسنا أننا ضيعنا منتخبا رائعا وكان بإمكانه صناعة مجد الجزائر، تصور منتخبا يضم بلومي وعصاد وماجر وبعض المحترفين يُمكنه المرور للدور الثاني بكل سهولة، إنه المنتخب الأفضل في تاريخ الجزائر، وكما رأى الجميع بعد التعادل والخسارة القاسية أمام البرازيل اتصل بنا المسؤولون وقالوا لنا إنهم عالجوا أمر العلاوات، لكن يبدو أنه بعد فوات الأوان..
ثم تغيرت التشكيلة التي تعادلت مع إيرلندا وأبلت البلاء الحسن ضد البرازيل لدرجة أن كاريكا قال إن الخضر يملكون منتخبا عالميا على الورق؟
نعم ضد إسبانيا لم ألعب رفقة مجادي وتغيرت التشكيلة بشكل كبير !!
ولماذا لم تلعب هذه المباراة رغم أنك كنت أساسيا في المبارتين الأولتين؟
-- إنه قرار سعدان، هو من وضع التشكيلة .. خسرنا أمام إسبانيا في الوقت الذي كان ينقصنا التعادل فقط لنتأهل .
لكن المتداول إلى غاية اللحظة أنك رفضت دخول الميدان وفضلت كرسي الاحتياط كنوع من المساومة، بينما مجادي رفض أن يكون أصلا ضمن القائمة؟
لا، مستحيل، هذه مغالطة كبيرة، كنت حاضرا للعب مثل كل المحترفين وكنا في الملعب من أجل التأهل للدور الثاني، وكلنا كنا نسعى للتأهل لإثبات وجودنا، وكانت تنتظرنا علاوات مميزة في حالة التأهل، في نظرك من يرفض كل هذا، وحتى مجادي كان حاضرا للعب.
في كرة القدم الفريق الفائز لا يُغير، وأنتم تعادلتم في أول مباراة و كنتم رائعين في الثانية رغم الخسارة، فلماذا تم تغيير نصف التعداد في آخر مباراة مصيرية؟
-- هذا قرارهم ..
- قرار من؟ سعدان، جداوي أم دحلب، أم رئيس الإتحاد آنذاك مكيرش، نريد تسمية الأشياء بمسمياتها؟
جداوي ودحلب كانا معنا لمرافقتنا، ولم يكن بإمكانهما وضع قرارات بهذا الحجم، وبالتالي قرار عدم إشراكنا في المباراة إما كان لسعدان أو لمن كانوا يتدخلون في المنتخب يومها ويقررون، وأظن أن هذا السؤال لا يُمكن لأحد الإجابة عنه سوى سعدان لأننا لم نفهم سبب هذا القرار، خاصة وأن معظم من شاركوا في المبارتين الأوليَيْن كانوا خارج القائمة، عدا أنا كنت في دكة الاحتياط، وصدقني لو كان التسيير في المستوى والتأطير جيدا وسعدان كان يفرض نفسه لمررنا للدور الثاني.. لا أقول لك هو خطأ سعدان، لكنه كان المسؤول الأول عن العارضة الفنية
من فضلك، وضح كلامك أكثر، ماذا تريد قوله بالضبط، كيف كنت ترى سعدان في هذا المونديال؟
سعدان كان في مكسيكو رائعا تكتيكيا، لكنه غير صارم في تعامله مع اللاعبين
- وهل ترى أنه حافظ على نفس الصفات مع منتخب 2010 سيما غياب الصرامة؟
-- نعم، هذا ما يعيشه منتخبا حاليا، أنا في اتصال مع بعض اللاعبين، والكل يعلم هذا وليس أنا فقط، وهذه هي مشكلة سعدان، فهو ليس صارما ولابد أن يكون كذلك .
- وعلى المستوى التكتيكي لم يكن سيئا على ما أعتقد؟
قلت لك هذا، كما كان بجانبه دحلب وجداوي، وهذان الرجلان لهما من الخبرة أيضا ما يكسبهما الرؤية الرشيدة، ولكن كان بإمكاننا أن نكون أحسن تكتيكيا، لأن فرصة مرورنا للدور الثاني كانت قائمة .
- وهل صحيح كنت تدافع عن حركوك وتحتج على عدم إشراكه؟
-- لا، أنا أصلا لا أملك أي سلطة ولا يمكنني فعل شيء ، كنت لاعبا في المنتخب، وكنت أساسيا، ولكن ليس لهذه الدرجة !
- بصراحة، حركوك كان لاعبا في الدرجة الرابعة الإنجليزية، هل كان يستحق مكانة في المنتخب مادمت تنفي دفاعك عنه؟
حركوك تم استدعاؤه، لكنه لم يلعب سوى المباراة الأخيرة، ولم أفهم قرار إشراكه في المباراة الأخيرة رغم أننا كنا نملك لاعبين أحسن منه، كبلومي وماجر وعصاد وزيدان، وهؤلاء الأربعة كانوا الأروع في المنتخب.. بصراحة لا أدري من أين لكم بهذه المعلومات.
- لكن هل ترى من المنطقي استدعاء لاعب لم يُشارك في التصفيات المؤهلة للمونديال للعب منافسة كأس العالم؟
عالم كرة القدم يخبئ الكثير من المفاجآت، فأحيانا تحدث لك بعض المشاكل ولاتكون في لياقة جيدة وتغيب عن المنافسة، فيضطر المدرب لعدم استدعائك، وهذا ليس خطأً، صحيح أن هناك من يُحدث نوعا من البلبلة، خاصة من شارك في كل التصفيات ثم لا يشارك في المونديال، وأنا أتفهم هؤلاء اللاعبين، لأنه أمر يقلل من شأنهم .
- تحدثت عن ما جرى بينك وبين بلومي خلال مباراة إسبانيا، لكن كلامك كان سطحيا، لا نريد تقليب المواجع لكن على الأقل معرفة الحقيقة؟
-- هل تعلم أني التقيت بلومي هذا المساء، فهو متواجد بالدوحة .. إنه أمر صعب أن تتكلم عن أمر مر عليه 24 سنة، خاصة وأننا أكلنا مع بعض وسلمنا على بعض رغم ما حدث ..
مادمت ترفض، فالرواية المتداولة تبقى صحيحة إلى أن تُقرر الكلام !
-- وماذا تقول هذه الرواية؟
- أنك اعتديت على بلومي في غرفة تغيير الملابس بعد أن طلب منك عدم الاستهزاء بخسارتنا أمام إسبانيا؟
ينفعل - مستحيل، هذه مغالطة.. بعد نهاية المباراة مع إسبانيا دخلنا غرف تغيير الملابس، وكان هناك من غير قميصه مع لاعبين من إسبانيا، فقلت مازحا للاعبين حتى لا يحسوا بالتأثر أني لم أغير قميصي وسأغيره، فبدأ فبلومي يصرخ وبصوت عال في وجهي، ثم قال لي أنت فرح لإقصائنا، أجبته بالنفي وراعيت الحالة التي كان فيها، وقلت له، لماذا أفرح؟ نحن نملك منتخبا رائعا ولابد أن لا نيأس ولا نخجل من هذه الخسارة لأن كرة القدم هكذا، فرد علي: أسكت أنت ابن حركي.. وأنت تعرف أن الجزائري منفعل جدا، ويقبل كل شيء إلا الإهانة، خاصة لوالدك، هنا تطور الأمر، وفعلا تشابكت معه، وكنت أريد ضربه، ولم أنم يومين، وكنت أريد أن أنتقم منه، لأن الأمر تعدى إلى الوالدين، لقد قيل عني الكثير، أني مزقت جوزا سفري ودست على قميص المنتخب الوطني، وكل هذه مغالطات ولا أساس لها من الصحة.. - يسكت متأثرا ثم يواصل.. لم نتأهل للدور الثاني، وهذه ليست غلطة بن مبروك، بل سعدان هو من غير التشكيلة كاملة، هذا ماتم بالضبط، كان سوء تفاهم، أنا أقبل الانتقادات في اللعب، لكن أن يُتهم والدي قكل شيء يهون وقتها
- وهل تعرف أن سعدان تلقى تهديدات بعد خروجنا من المونديال !
أنا سمعت بأن دريد مات بعد مباراة إسبانيا، وحزنت وتأثرت ليتضح أن الأمر مجرد شائعة
- بالنسبة لـ2010 لم يبق سوى 50 يوما، ومازلنا نبحث عن ذاتنا وعن تدعيم المنتخب، هل ترى الأمر عاديا؟
الوقت يضايقنا، ولابد من اختيار المجموعة النهائية، لكن هذا لا يُخيفتي، الشيء الوحيد الذي يُخيفني أن يكون لك لاعبون أساسيون وأعمدة في المنتخب لكنهم غير أساسيين في نواديهم ولا يلعبون، هذا ما يخفيني.. ويتركك تتساءل هل هم جاهزون بدنيا؟ وهل سيكونون في الموعد؟
- وهل تعرف اللاعبين الجدد قديورة، بودبوز، بلعيد، شاقوري، الذين ينوي سعدان تدعيم المنتخب بهم ..
أعرف بودبوز، هو لاعب رائع، وأظن أنه سيقدم الجديد للمنتخب، حتى ولو كان لا يلعب أساسيا، لكنه لاعب واعد ولا ينتظر أن يكون أساسيا من يومه الأول
- ومن اللاعبين الحاليين، من يثير إعجابك؟
حسان يبدة من جهتي هو الأحسن وأحب طريقة لعبه، وسيقدم الكثير للمنتخب، وهو محارب في الميدان، وهناك بلحاج الذي سيقدم أيضا للمنتخب، وكذا زياني رغم أنه لم يلعب لمدة طويلة، لكن يُمكن ااإعتماد عليه، كذلك صايفي فهو لاعب مهاري ويملك خبرة، ولابد أن يكون في المنتخب ومهمته مختلفة عن باقي اللاعبين، بل ثقيلة، لأنها داخل وخارج الملعب، وعليه توظيف خبرته أمام هؤلاء الشبان .
- في نظرك هل يُمكن أن نتأهل للدور الثاني؟
بصراحة لقاء سلوفينيا هو اللقاء الذي يسمح لنا بمواصلة المشوار أو التوقف، لابد أن لا نخسر، وإذا تعادلنا فسيكون الأمر جيدا أيضا، فالمباراة الأولى هي الأساس .
ماهو التكتيك الذي تراه مناسبا لمجاراة سلوفينيا بعدما جربنا 4 - 4 - 2 و 3 - 5 - 2 و 4 - 5 - 1؟
رأيت سلوفينيا كيف تلعب، لذا لا يجب أن نبدأ بـ 3-5-2، بل علينا باللعب بتكتيك 4-4-2 ولا نلعب بـ4-5-1 أيضا، حتى لا يكون المهاجم منعزلا، لابد أن نسجل في هذه المباراة ونلعب بمهاجمين.
لكن حاليا المدافعون هم من يسجلون في المنتخب؟
صحيح عندنا مشكل في الفعالية، لكن لست أنا من يتحدث على التكتيك، ولو سألتني كفنيّ أجيبك ولو أنه صعب أن تتحدث في مكان المدربين، أقول لك سأشرك لاعبين اثنين في الهجوم جبور رفقة زياية مثلا، ولابد من تعزيز وسط الميدان خاصة على الأطراف، لأن السلوفينيين يجيدون اللعب على الأروقة .
وحاليا ماذا يعمل بن مبروك وهل من مشاريع؟
أنا أسكن في ليون وأعمل بباريس ومسؤول عن الإشهار بعلامة "أرياس" وكنا نحاول أن نمول المنتخب الوطني، لكن لم تسِر الأمور وعادت لـ "بيما".. أما عن المشاريع، فقد تناولت وجبة الغداء مع روراوة منذ شهرين بباريس، وعرضت عليه مشروع يتمثل في التنقيب عن الأصاغر الجزائريين القاطنين بفرنسا ممن يلعبون في مراكز التكوين، ثم إقناعهم بتقمص ألوان الخضر، خاصة وأني أعرف المدربين والمسؤولين، وكنت أود الحديث مع أولياء هؤلاء اللاعبين ورقناعهم بالفكرة .
كيف كان رد روراوة؟
رحب بالفكرة و أعجبته، لكنه قال لي لا يمكن إجبار الشبان في هذا السن على اختيار المنتخب الذي سيلعبون له، وهذا أمر صحيح، لكن لابد أن نتحرك .. ..
هل حدث لك شيء مع رؤساء الأندية؟
هل تعرف أني أنا من جلب لموشية لسطيف، بعد أن كان يلعب في نادي "سي أفا" بالقرب من ليون، وكان خلال 6 أشهر الأولى يهاتفني يوميا، ويشتكي لي بعدم إشراكه ودفع رواتبه، وطلبت منه الصبر لأن الأمور تأخذ وقتا، شيئا وفشيئا بدأ يلعب، ورآه الرئيس يلعب جيدا، فطلب منه التوقيع، وحضرت معه، وبعد سنة فاز ناديه بالبطولة والكأس العربية، بعدها لم يعد على يرد مكالماتي، وقال لي سرار لاعلاقة لك به، بعدها قلت للموشية الأمر ليس خطيرا وستدفع الثمن يوما ما، وها أنت ترى ماذا جرى له، لقد دفع الثمن وحده.
لكن لماذا لا تقوم بنفس المهمة مع نواد أخرى ، خاصة وأن جلب اللاعبين من نواد صغيرة من فرنسا لا يكلف كثيرا، وأصبح الأمر مطلوبا في بطولتنا؟
كنت أريد القيام بهذا، لكن لا يُمكن أن تقوم بهذا مع هؤلاء الرؤساء، مستحيل قلت لك إنهم محتالون، لا يفكرون إلا في مصلحتهم الشخصية، لذا لم أفضل مواصلة العمل رغم أن الكثير من اللاعبين الجزائريين المهاجرين يريدون اللعب في الدوري الجزائري، وبعد ماحدث لي مع لموشية، قلت لن أعيد الكرّة .. ومادام على رأس آنديتنا رؤساء مثل هؤلاء فلن تتقدم كرتنا