ما الذي يمكن أن يقوم به جهاز كمبيوتر سرعته تصل إلي ثلاثة ألاف مليار تيرافلوب؟ الإجابة تعمل عشرات التطبيقات والمشروعات التي تدخل اغلبها تحت بند المشروعات العملية البحثية سوءا في مجالات الطاقة أو الدفاع أو العلوم الذرية, قبل خمس سنوات ابتكرت شركة IBM أي بي ام الجيل الأول من الحاسبات العملاقة فائقة الأداء Blue Gene وأطلق اسم الجينات الزرقاء علي هذا الحاسب تماشياً مع بداية ثورة علوم الجينات التي ظهرت وقتها.
وسعياً منها لانتشار استخدام هذه الأجهزة داخل الجامعات نظمت شركة أي بي ام IBM ورشة عمل إقليمية موسعة بهدف بناء شبكة من التعاون والشراكة بينها وبين الجامعات والمراكز البحثية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ووسط وشمال أوربا, في مجال الحاسبات فائقة الأداء Blue Gene. التي يوجد منها جيلين يوجد منهم ما يقرب 50 جهاز, تستأثر منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا منها بخمسة أجهزة, في السعودية والإمارات وجنوب أفريقيا وجهازين في مصر احدهما في شركة أي بي ام مصر والأخر لدي جهة رسمية.
وتسعي أي بي ام إلي ربط قدرات الحاسبات العملاقة " بلو جين" بمفهوم الكوكب الأذكى, تلك الإستراتيجية التي خرجت بها بعد الأزمة المالية العالمية, ويقول دكتور رالف وارماك, المسئول عن قطاع الحاسبات العملاقة "بلو جين" في العالم," الأزمة المالية ألقت بالكثير من الأعباء والمسئوليات عل صناعة تكنولوجيا المعلومات لكي تقوم بدورها في مساعدة العالم علي تجاوز هذه الأزمة, وأيضا المضي قدماً نحو عالم أكثر ذكاء في عصر ما بعد الأزمة, ونعتقد أن الحاسبات العملاقة بلو جين يمكنها أن تلعب دور كبير في هذا الفكر.
اختيار مصر لاستضافة هذا الحدث جاء لأسباب عديدة, يقول عنها دكتور وارماك, تركيزنا في التعاون منصب علي الجامعات والمراكز البحثية التي نري انها الجهة المعنية باستخدامات حاسبات" بلو جين" في عملياتها البحثية, ومصر لديها العديد من الجامعات والمراكز البحثية, ونسعى أيضا إلي ربط الجامعات والمراكز البحثية في الشرق الأوسط وأفريقيا من نظيرتها في وسط وشمال أوربا".
وأكد رئيس قطاع الحاسبات العملاقة بشركة أي بي ام أن التوقيت الحالي يمثل توقيت مناسب لدفع عجلة البحث العملي وتركيز الجهود علي مشروعات يمكنها أن تمثل عامل دفع لاقتصاديات الدول, وأضاف:" الأزمة المالية جعلت الكثير من الدول تضخ أموال واستثمارات جديدة وهي فرصة لكي تبدأ مراكز البحث العلمي والجامعات في تطبيق مشروعاتها التي تري أن جدوها ستحدث تأثيرا في المجتمع".
ومن جانبه قال الدكتور هشام الشيشيني, كبير الباحثين ومدير التكنولوجيا المتقدمة بمركز أي بي ام للتطوير التكنولوجي:" ركزت ورشة العمل التي استمرت ليوم واحد على موضوعات النانو تكنولوجي والنمذجة والمحاكاة الحاسوبية، خاصة باستخدام حاسبات IBM الفائقة الأداء من طراز بلوجيين فائقة السرعة".
وأضاف:" تهدف هذه الورشة إلي إرساء أسس تعاون علمي وتقني مثمر ومستمر بين أساتذة وباحثي الجامعات والمعاهد العلمية وباحثي شركة IBM العاملين في مجال الحاسبات الفائقة الأداء على مستوى وسط وشمال أوروبا و الشرق الأوسط و أفريقيا.وتهدف هذه الورشة إلي تبادل الخبرات ومناقشة المشروعات العلمية والتحديات في هذا المجال.
يذكر أن أي بي ام ابتكرت قبل خمس سنوات حاسب Blue Gene وخرجت بجيلين بالتتابع, الأول بلو جين L وتبلغ سرعته 300بيتا فلوس, والثاني P وقدرته تصل إلي 3000 بيتا فلوب, والبيتا فلوب جزء من التيرا فلوب والوحدة منها ي تبلغ 1000 بيتا فلوب, ويذكر أن التيرا الفلوب Teraflops وحدة قياس العمليات الحسابيّة الكسرية في الثانية للحاسبات العملاقة, وتستطيع رقاقة تيرافلوب الاختبارية التي لا يزيد حجمها عن حجم عقلة الإصبع إجراء أكثر من تريليون عملية حسابية في الثانية الواحدة.
ويعتمد هذا النظام على أكثر من 12000 مُعالج كمبيوتري من نوع (باور بي سي) Power PC تتيح له تلقي 768 جيغابت من البيانات كل ثانية. وصمّم Blue Gene/L لمساعدة العلماء على دراسة الأسلحة النووية الأميركية بدون الضرورة لإجراء اختبارات نووية خطرة وجدلية، تحت الأرض. الى جانب ذلك، تساعد الكمبيوترات العملاقة على حلّ مشاكل علمية معقّدة جداً مثل فهْم تركيب البروتين، وتحسين تصميم الأدوية والتنبؤ بتغيير المناخ العالمي.