أكد هذا الخميس القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم أن الإصلاحات التي تمت مباشرتها في قطاع العدالة مكنت من إدماج العديد من المساجين في المجتمع تصل إلى 129 حدث خلال سنة 2009 .
وكشف بن براهم بمناسبة انطلاق فعاليات الورشة الدولية الأولى حول “دور الحركة الكشفية في إدماج الأحداث والشباب المساجين” التي تنظمها الكشافة الإسلامية الجزائرية بالشراكة مع المنظمة الكشفية العربية بسيدي فرج على أن منظمته قامت خلال سنة 2009 بانجاز 1640 نشاط جند له 1500 قائد كشفي داخل 143 مؤسسة عقابية مؤكدا أن هذه الأنشطة استهدفت أكثر من 25 ألف و 704 مسجون .
وأضاف ذات المتحدث أن عدد المساجين الذين استقبلتهم الكشافة عبر مراكزها بلغ أكثر من 1600 خلال نفس السنة في حين يبلغ عدد المساجين الذين استقبلتهم الكشافة بعد الإفراج عليهم 1316 متواجدين داخل 13 مركز خارجي.
وبخصوص الاتفاقية الموقعة بين الكشافة ومديرية إدارة السجون عام 2003 أبرز بن براهم أنها حملت قيمة مضافة في مجال إعادة إدماج المساجين وحققت نتائج ايجابية داعيا إلى ضرورة فتح المجال أمام المسجون بالتنسيق بين كل فعاليات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة لتسهيل عملية إدماجه عند خروجه من السجن وإيجاد موقع طبيعي داخل المجتمع بعيد عن الجريمة .
كما أكد على أن الأمل من التجربة هو أن تصبح الجزائر رائدة في مثل هذا النوع من المبادرات على مستوى الإقليم العربي وكذا تعميمها على 5 أقاليم عالمية في السنوات القادمة .
وفي مداخلته اعتبر المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج مختار فليون أن الاتفاقية الموقعة بين إدارته والكشافة الإسلامية في 2003 في بداية إصلاح قطاع العدالة أثبتت نجاعتها في سنة 2005 من خلال التفاعل الكبير بين قادة الكشافة والمسجونين والتمكن من إعادة إدماجهم في المجتمع موضحا ان الهدف من هذه التجربة الوصول إلى تحقيق الوقاية من الجريمة وعدم رجوع الشباب إلى السجن.
من جهته شدد كاتب الدولة لدى الوزير الأول مكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي على دور الإعلام في دعم مثل هذه المبادرات وتفعيلها على مستوى الرأي العام بمرافقتها لإعطاء دفع قوي لهذه الخطوة التي تقوم بها الكشافة الإسلامية ضمن فضاءات بالغة الحساسية.
كما ركز ميهوبي على أهمية العمل التحسيسي لنشر ثقافة التسامح في أوساط الشباب مجددا استعداد قطاعه لدعم هذه المبادرة التي تعود – كما قال- على المجتمع بالخير والفائدة والاستقرار.
هذا وأشاد عاطف عبد المجيد الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية بالتجربة الجزائرية التي مكنت من إعادة إدماج آلاف المساجين وتمكينهم من المشاركة في بناء الوطن منوها بأهميتها.
وأضاف أن هذه التجربة النموذجية ينبغي أن تكون مثالا يحتذى به في بقية الدول العربية بالنظر إلى النجاح الكبير الذي حققته في مجال إدماج المسجونين وترقية حقوقهم الاجتماعية حيث استطاعت الجزائر خلال 7 سنوات أن تصل إلى تحقيق 127 مؤسسة إصلاح لأنها حسبه فتحت الأبواب على مصراعيه للشباب وأرجعت لهم الأمل في الحياة .
للإشارة فقد عرفت هذه الورشة التي تعتبر محطة هامة في مجال إصلاح قطاع العدالة وفتح المجال أمام فعاليات المجتمع المدني في إدماج ومرافقة المساجين مشاركة عدة ممثلين عن بلدان عربية وأوربية وحضور وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مصطفى بن بادة .
و تتضمن هذه التظاهرة العديد من المداخلات حول المحاور الكبرى لإصلاح العدالة وعلى وجه الخصوص المحور المتعلق بأنسنة السجون بالإضافة إلى شرح اتفاقية الشراكة والتعاون المبرمة سنة 2003 بين الكشافة الإسلامية الجزائرية والمديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج .
هذا وسيتخلل التظاهرة تنظيم عدة مداخلات حول التجربة الكشفية الجزائرية في مجال تنشيط وإدماج الأحداث والشباب بالإضافة إلى عرض شريط فيديو حول دور المخيمات الصيفية المنظمة من طرف الكشافة وأثرها على تغيير سلوك المساجين الأحداث.
كما سيقوم المشاركون في هذا اللقاء بزيارات ميدانية إلى بعض المؤسسات العقابية للوقوف على النشاطات التي يتم القيام بها في إطار إعادة إدماج المساجين.