أكد “ميسوم سبيح” سفير الجزائر بفرنسا، هذا الجمعة، إنّ السلطات الجزائرية عازمة على سحب اسمها من القائمة التمييزية التي أعدتها دول غربية ضدّ مجموعة من البلدان رأت أنّ رعاياها يشكلون خطرا على أمن مطاراتها.
وفي ندوة صحفية، اعتبر سبيح أنّ إدراج الجزائر في القائمة المذكورة، يعدّ إجراءا مثيرا للاستغراب، متسائلا عن كيفية تصنيف الجزائر على هذا النحو، في وقت أعربت فيه السلطات الفرنسية عن ارتياحها لنوعية التعاون الثنائي في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.
وأشار سبيح إلى أنّ اللقاء أجراه مؤخرا مع الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية، شدّد على عزم الجزائر لسحب اسمها من القائمة المثيرة للجدل.، علما أنّ مصدرا بريطانيا مسؤولا أعلن قبل أسبوع، أنّ لندن “لا ترى مبررا” لوضع الجزائر ضمن قائمة الدول الخطيرة، وأتى هذا الموقف البريطاني في سياق معاكس لما اتخذته دول غربية من إجراءات تمييزية أقدمت من خلالها على إدراج الجزائر ضمن قائمة الدول التي سيكون رعاياها معنيين بتشديد الرقابة على مستوى المطارات.
وأبدى مسؤول الخارجية البريطانية، قناعة بلاده أنّ الجزائر ليست من الدول المصدرة للإرهاب، كما شدّد المسؤول ذاته على أنّ الجزائر من الدول الرائدة في مجال مكافحة الإرهاب، مشيدا بخوضها هذه المعركة لوحدها في تسعينيات القرن الماضي.
وبخصوص العلاقات الجزائرية الفرنسية، رفض سفير الجزائر بفرنسا، الحديث عن وجود “أزمة”، وأوضح:”هناك تشنج حول بعض المسائل الحساسة على غرار تلك الخاصة بالدبلوماسي محمد زيان حسني ورهبان تيبحيرين التي تم استغلالهما، وكذا إدراج الجزائر في القائمة التمييزية المُشار إليها آنفا.
وبشأن قضية الدبلوماسي حسني، أفاد سبيح أنّ القضية توجد في يد العدالة، مشددا على يقين الجزائر بكون دبلوماسيها بريء، وأشار إلى انتظار قرار نهائي يجزم بانتفاء الدعوى.
وفيما يتعلق بالضجة التي أثيرت حول الزيارة التي كانت مبرمجة لوزير الخارجية الفرنسي “برنار كوشنير للجزائر، شدّد سبيح على نفي المعلومات التي روجتها صحف فرنسية حول رفض السلطات الجزائرية استقبال كوشنير، موضحا أنّ كوشنير كان من المنتظر أن يقوم بزيارة إلى الجزائر في 18 جانفي المنصرم بدعوة من نظيره الجزائري مراد مدلسي، لكنّ قائد الدبلوماسية الفرنسية هو من طلب تأجيلها.
كما ذكر سبيح أنّ زيارة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى فرنسا، لم تتأجل، بما أنه لم يتم تحديد أي تاريخ، مركّزا على أنّ زعيم الإليزيه “نيكولا ساركوزي” هو الذي دعا الرئيس بوتفليقة للقيام بزيارة دولة إلى فرنسا، مضيفا إنّ تاريخ هذه الزيارة سيتم تحديده باتفاق مشترك، لاسيما مع ما تتطلبه الزيارة من مناخ جديد وملائم حتى يكون لها النجاح المنتظر.
في مواضيع ذات صلة، قال سبيح إنّ الزيارة الأخيرة التي قام بها الأمين العام للرئاسة الفرنسية بول غيون والمستشار الدبلوماسي جون دافيد لوفيت إلى الجزائر، سمحت بتحديد أحسن للمسائل العالقة والوقوف على تطلعات الجزائريين، ملّحا على أهمية توافر البعد الإنساني كعامل توازن في علاقات الجزائر مع فرنسا.
في الشق الاقتصادي، ألّح سفير الجزائر بفرنسا، على ضرورة مضاعفة باريس لجهودها من أجل تشجيع الاستثمارات في الجزائر ونقل التكنولوجيا والمعرفة، واصفا الإجراءات المتخذة من قبل السلطات العمومية لحماية الاقتصاد الوطني
بـ”العادلة”.
وانتهى سبيح إلى الحديث عن قيام فريق عمل حاليا بمراجعة اتفاقيات 1968، معتبرا أنّ الجزائر غير معنية بإشكالية تدفق الهجرة، كما أنّ أهمية الجالية الجزائرية بفرنسا ومدى كثافة علاقاتها بفرنسا يزيدان حسبه من أهمية إعادة تثمين هذه الاتفاقيات من أجل إعطائها محتوى يعكس هذا البعد الإنساني ويحافظ على مصالح الجالية الجزائرية هناك.