سود حالة التوتر أجواء مدينة القدس في أعقاب مواجهات عنيفة بين فلسطينيين و قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء عمليات اقتحام باحات المسجد الأقصى خلفت 20 جريحا فيما استنكرت أطراف فلسطينية و دولية هذه الإجراءات الوحشية داعية إلى إنقاذ المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
واستنكرت الرئاسة الفلسطينية بشدة قيام شرطة الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك و تطويقها إذ صرح نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة “تسعى إلى جر المنطقة إلى أتون حرب لأنه لا يوجد بأجندتها أي مجال للسلام”.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه أن ما تقوم به إسرائيل حاليا في المسجد الأقصى”جزء من الحرب التي تخوضها للهروب من الاستحقاقات”. وحذر في بيان اليوم من أن “القدس خط أحمر لا يسمح بتجاوزه” مشيرا إلى “سعي إسرائيل بأعمالها المستفزة إلى تقويض أسس الأرضية المناسبة لاستئناف المفاوضات”.
كما أدانت بعض الجهات الفلسطينية إطلاق النار من قبل قوات شرطة الاحتلال على الفلسطينيين داخل باحة المسجد الأقصى من ناحية “باب المغاربة” فيما تم تطويق المسجد الذي يعتكف بداخله العشرات من المصلين منذ الليلة الماضية رافضين دخول مجموعات يهودية متطرفة داخل المسجد المقدس لقيام شعائرهم.
و أشار قاضي قضاة فلسطين رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات تيسير التميمي إلى أن “ما يحدث يعتبر أصعب لحظات في تاريخ المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض فيها إلى اعتداءات عديدة وهيمنة وسيطرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين”.
وأكد صبري عكرمة خطيب المسجد الأقصى أن الوضع لا يزال متوترا ويشوبه الحذر
ولم تبق الفصائل الفلسطينية بمنأى عن الأحداث الجارية في المسجد الأقصى حيث حذرت حركة “فتح” سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إشعال فتيل عنف قد يؤدى إلى إحراق وتدمير كل ما تم بناؤه خلال مسيرة عملية السلام داعية الرأي العام الإسرائيلي إلى إدراك أن حكومته الحالية تدفع بالمنطقة نحو دوامة جديدة سماته العنف والفوضى.
ودعت كل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي الشعب الفلسطيني إلى الوحدة ورص الصفوف في مواجهة الهجمة الإسرائيلية “الشرسة” و”البشعة” ضد المقدسات الإسلامية.
وعلى الصعيد العربي والدولي أعربت الجامعة العربية باسم أمينها العام عمرو موسى عن استيائها “الشديد” وإدانتها لإسرائيل لمواصلتها انتهاكات المناطق المقدسة بالأراضي الفلسطينية وآخرها اقتحام المسجد الأقصى اليوم معتبرة ضم إسرائيل للحرم الإبراهيمي”أمرا خارجا عن القانون ولا يجب أن نقبله بأي شكل من الأشكال أو نعترف به”.
و في هذه الأثناء ما يزال الوضع متأزما ومرشحا للتصعيد في ظل استمرار حصار المصلين المعتكفين وإغلاق بوابات الأقصى وإدخال المستوطنين إلى باحاته وفي ظل دفع الاحتلال للمزيد من عناصر قواته إلى المنطقة.
وظل هذا التوتر قرر مجلس الوزراء الفلسطيني اليوم عقد جلسة الحكومة الفلسطينية غدا في مدينة الخليل بالضفة الغربية تضامنا مع الأهالي في مواجهة قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بضم الحرم الإبراهيمي الشريف فيما دعت رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني إلى عقد جلسة طارئة غدا في رام الله وغزة لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية في فلسطين.