في خطوة ينتظر أن تأتي بثمارها تنقل وفد من الاتحادية الانجليزية لكرة القدم إلى العاصمة الجزائر لشرح الطريقة المنتهجة لمحاربة العنف في الملاعب وتقديم نموذج التجربة الإنجليزية التي تعتبر من أنجح التجارب في العالم.
وجاء تنقل الوفد الإنجليزي بطلب من الاتحادية الوطنية لكرة القدم التي تسعى جاهدة للحد من العنف الذي نخر الكرة الجزائرية .
وأهم ما ميّز اليوم الدراسي الأول هو غياب رؤساء النوادي، حيث شهدنا حضور رئيس رائد القبة، شباب بلوزداد ومولودية باتنة، إضافة إلى مدير ملعب 20 أوت .
واستهل الملتقى بإلقاء مسؤول الأمن في الاتحادية الإنجليزية لكرة القدم لمحاضرة قيّمة تطرق من خلالها لتجربة بريطانيا لدحر الهوليغانيزم والعنف في الملاعب والطرق التي تمكن الجماهير الدخول والخروج من الملاعب بسلام.
واستهل كريس والي تجربة بريطانيا في محاربة العنف بتاريخ الكرة الانجليزية ومعاناتها في سنوات السبعينات والثمانينات من مشكل العنف الذي أبعد الكثير من الأنصار من متابعة نواديهم في البطولة الانجليزية .
وقال المحاضر أن الملاعب الانجليزية كانت تشبه السجون في وقت ما خوفا على الأنصار، حيث تكثر الحواجز وأماكن لعزل الأنصار في المدرجات .
وتطرق المحاضر أيضا إلى قضية مقتل الأنصار في الملاعب الانجليزية، حيث أكد أن الهوليغانيزم أودى بحياة العديد من المشجعين، مشيرا إلى أن مباراة نصف النهائي التي جمعت نوتنغهام فوراست بليفربول سنة 1989 عرفت مقتل98 مناصرا، وهو اللقاء الذي غيّر كل الأمور في كرة القدم الانجليزية .
وقال كريس أن الحكومة البريطانية تحركت بقوة لوضع حد للعنف في الملاعب وهذا بتكليف القاضي »لورد تايلر« الذي أعد تقريرا مهما بعد تشريحه لأسباب العنف، حيث منح وثيقة تحمل76 نقطة للحد من ظاهرة العنف.
واعتبر المحاضر أن الفضل في القضاء على ظاهرة العنف يعود أصلا للقاضي تيلور الذي تمكن من تشريح أسباب العنف وإيجاد الحلول المثالية .
وتتمحور حلول القاضي تيلور في النقاط التالية :
1 - إلزامية التعاون بين الشرطة وعائلة الكرة .
2 - إلزامية تطبيق الفرق لدفتر شروط تقدمه الدولة خاص بنبذ العنف .
3 - قدم دليل أخضر للفرق احترم بحذافره .
4 - التعرف على كل مناصر قبل دخوله للملعب، وهذا باستعمال كميرات التصوير .
5 - تعيين شرطي في كل فريق مهمته التعرف على المشجعين الذين يقومون بأعمال العنف .
6 - منع الأنصار المشاغبين من حضور المباريات .
7 - الشرطة مسؤولة على سلامة الأنصار خارج الملعب فقط . وهذا بتفريق المشجعين في الشوارع .
8 - الحرص على عدم تأخر مباريات كرة القدم لأن أي تأخر يعني شرب كمية أكثر من الكحول مما يعني كثرة أعمال العنف .
9 - تحديد مواعيد انطلاقة المباريات الصعبة بدقة فمثلا لقاء محلي تكون انطلاقته على 12 لأن الشارع يكون فارغا .
10 - نزع بطاقة الانخراط من المناصرين المشاغبين .
11 - عندما يكون لقاء صعب يلزم المناصرين المتنقلين على امتطاء الحافلات إلى غاية أبواب الملعب والذي يرفض أن تسلم له تذكرة المباراة .
12 - إلغاء المدرجات التي يبقى فيها الأنصار واقفون . وإلزامية الجلوس أثناء التشجيع .
13 - ممنوع التدخين في الملاعب .
14 - مدرجات خاصة للعائلات .
15 - نزع الحاجز الذي يفصل بين المدرجات وأرضية الملعب لأنه يتسبب عادة في موت بعض الأنصار لكن فرض عقاب شديد بمنع أي مناصر يدخل أرضية الملعب من الدخول لثلاثة مواسم .
16 - بناء قاعة للمراقبة في كل ملعب .
17 - مهمة عون الملعب هي حماية الأنصار وليس مشاهدة اللقاء .
وختم كريس ويلي كلامه بالتأكيد بأن نسبة مشاهدة مباريات البطولة الانجليزية زادت مقارنة بسنوات الثمانينات، حيث كانت 15 مليون موسم 1986 + 1987 في حين تقارب الآن الـ30 مليون مناصر في الموسم .
وفتح المجال بعد مداخلة كريس للضابط الانجليزي المتقاعد برايان دراون الذي تحدث عن تجربته في الملاعب الانجليزية والطريقة المثلى التي مكّنت الانجليز من نبذ العنف .
وسيتواصل الملتقى اليوم، حيث ينتظر أن يخرج المجتمعون بنتائج تخدم الكرة الجزائرية وتحد من العنف في الملاعب .