عاد أول أمس شبح العنف إلى الملاعب الجزائرية بمناسبة لقاء مولودية الجزائر والنادي الإفريقي التونسي بعد أن غط في سبات لفترة وجيزة ارتبطت بإنجازات المنتخب الوطني وتأهله البطولي إلى مونديال جنوب إفريقيا قبل أن يعود إلى الواجهة مجددا عقب إدراج إنجازات ونجاحات "الخضر" ضمن خانة "كان يا مكان.." وهي التي وحدت صفوف أنصار الأندية الجزائرية وزكت شعار الروح الرياضية والمناصرة الإيجابية في فترة سابقة, قبل أن يزول تأثير "المهدئ المونديالي" ويعود شبح العنف إلى الواجهة من بوابة ملعب 5 جويلية،
حيث أوقفت أول أمس مصالح الأمن 35 شخصا من أنصار العميد الذين تسببوا في أحداث الشغب التي تخللت نهائي كأس اتحاد شمال إفريقيا للأندية البطلة بين مولودية الجزائر والنادي الإفريقي التونسي الذي توج باللقب إثر تعادله بهدف لمثله أمام أشبال ألان ميشال الذين خسروا لقاء الذهاب بهدفين دون رد، حيث قام أنصار العميد بكسر المئات من الكراسي وألقوا بها على أرضية الميدان في مشهد مؤسف اندلع مباشرة عقب اقتحام أحد أنصار العميد أرضية الميدان وتعرضه للضرب من طرف أحد أعوان الأمن، وهو التصرف الذي أثار هيجان الأنصار وتسبب في الثورة التي طالت مدرجات ملعب 5 جويلية.
وتمكنت مصالح الأمن مباشرة بعد نهاية المباراة من توقيف 35 مناصرا سيتم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية بعد أن ثبت تورطهم في أحداث العنف والتكسير التي طالت كراسي ملعب 5 جويلية ما تسبب في خسارة كبيرة لإدارة الملعب.
اقتحام مناصر لأرضية الملعب كان بمثابة " شرارة " العنف
وكانت المباراة تجرى في ظروف عادية رغم أن المولودية كانت متعادلة في النتيجة إلى غاية اقتحام مناصر لأرضية الميدان وتعرضه لـ"تدخل" عنيف من قبل أحد أعوان الأمن، وكان هذا التصرف بمثابة الشرارة التي ألهبت ثورة الأنصار الذين صبوا جام غضبهم في التكسير وتخريب كل ما طالته أيديهم، وكادت الأمور تعرف منعرجا آخر لولا تحكم قوات الأمن في " ثورة " الأنصار في آخر المطاف .
الخسائر تتجاوز 500 مليون سنتيم والمولودية " مرفوضة " في 5 جويلية
وقدرت إدارة ملعب 5 جويلية الخسائر التي لحقت بمدرجات الملعب بحوالي 500 مليون سنتيم، خاصة أن الأنصار اقتلعوا المئات من الكراسي ورموا بها إلى أرضية الميدان، ووفقا لمصادر مقربة من إدارة ملعب 5 جويلية فإن تكلفة الكرسي الواحد تبلغ 2000 دينار جزائري، وهو ما يوضح قيمة الخسائر الكبيرة التي تسبب فيها جمهور المولودية أول أمس. ومن المنتظر أن تكون مباراة المولودية أمام النادي الإفريقي الأخيرة لزملاء زماموش بملعب 5 جويلية، لأن إدارته لن تسمح للعميد بالاستقبال مجددا بهذا الملعب، خاصة أن عملية التصليح قد تستغرق وقتا طويلا، حيث يتوقع أن يغلق الملعب إلى غاية موعد مباراة الجزائر والمغرب شهر مارس المقبل، وهو الأمر الذي تم تأكيده مباشرة بعد نهاية نهائي أول أمس من قبل مسؤولي الملعب الذين أكدوا رفضهم لاستقبال أنصار المولودية بـ5 جويلية.
اتحاد شمال إفريقيا قد يعاقب العميد
إلى ذلك، ينتظر أن يسقط اتحاد شمال إفريقيا منظم كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة عقوبات على مولودية الجزائر عقب الأحداث المؤسفة التي عرفها نهائي أول أمس لا سيما أنه عرف حضور عدة شخصيات مرموقة وعرف تغطية إعلامية متميزة، وفي وقت يراهن فيه مسؤولو هذه الهيئة على إنجاح هذه المنافسة، حيث يتوقع أن تصدر عقوبات ردعية في حق ممثل الجزائر من أجل ضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات في النسخ القادمة .
أنصار الإفريقي أفرطوا في استعمال الشماريخ والحكم أوقف اللقاء
ولم تكن التصرفات السلبية مرتبطة بأنصار مولودية الجزائر فقط، بل تعدتها إلى أنصار النادي الإفريقي التونسي الذين تنقلوا بقوة إلى ملعب 5 جويلية برا وجوا، حيث كرر أنصار الإفريقي سيناريو مواجهتهم السابقة أمام شبيبة القبائل في رابطة الأبطال الإفريقية عندما أفرطوا في استعمال الشماريخ وألقوا بها على أرضية الميدان، ما دفع الحكم الليبي لتوقيف المباراة لحوالي 5 دقائق بعد أن حجب الدخان الكثيف الرؤية عن اللاعبين، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول كيفية إدخال أنصار النادي التونسي لذلك العدد الهائل من الشماريخ إلى الملعب، في وقت لم نشاهد فيه استعمال أنصار العميد للألعاب النارية كما كان فيه الحال بالنسبة لأنصار الفريق الضيف .
من سمح لهم بإدخال كل هذه الشماريخ .. ؟
ويبقى السؤال المطروح: كيف تمكن أنصار النادي الإفريقي التونسي من إدخال هذا الكم الهائل من الشماريخ..؟ رغم أن قوانين الفيفا واضحة وضوح الشمس بهذا الشأن، حيث يحظر استعمال الشماريخ في الملاعب ويعرض كل ناد أو منتخب للعقوبة في حال استعمال أنصاره للألعاب النارية، في حين أن أنصار الإفريقي تمكنوا من إدخال الشماريخ دون مشكل، بالمقابل طالت "الصرامة" أنصار المولودية الذين لم يتمكنوا من إدخال عدد كبير من الشماريخ مقارنة بأنصار النادي التونسي المعروفين بسوابقهم في هذا المجال.