لم يكن المنتخب الوطني الجزائري محظوظا في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2010 التي عرفت إصابة العديد من اللاعبين الجزائريين، الأمر الذي ضيق من هامش التحرك للمدرب رابح سعدان الذي كان مجبرا على إعادة النظر في العديد من الأمور واللجوء إلى حلول استعجالية لإنقاذ الموقف .
سعدان توقع ما حدث …
لم يخف المدرب الوطني رابح سعدان تخوفه من دخول كأس الأمم الإفريقية في هذه الفترة بالذات لأنها -كما قال- تأتي في وقت خرج فيه الخضر من منافسة قوية تطلبت منهم إجراء 13 مباراة وأرهقت العديد من اللاعبين. كما أكد الناخب الوطني أن برمجة "الكان" في شهر جانفي أمر غير مناسب، يتسبب في إجهاد إضافي للاعبين، وهو ما يعني احتمال وقوع اصابات تبعد بعضهم عن المنافسة. وكان سعدان يعرف بأن الظروف المناخية التي تجري فيها نهائيات كأس الأمم تتطلب الكثير من الجهد والتحمل، وهو ما وقف عليه في مباراة مالاوي.
وحاول تخفيف حجم العمل
خلال التدريبات التي أجراها المنتخب الوطني في لواندا، حاول المدرب الوطني تخفيف حجم العمل البدني واكتفى ببرمجة حصص تتماشى ومتطلبات المنافسة والعوامل المتحكمة فيها. مساعد المدرب زهير جلول تحدث عن الوضع وقال بأن حجم العمل وطبيعة التدريبات أخذت بعين الاعتبار عدة عوامل، الهدف منها الحفاظ على جاهزية اللاعبين البدنية والذهنية، خاصة بعد الصدمة التي تلقوها بسبب الخسارة أمام مالاوي. كما أن المدرب رابح سعدان قد صعد من لهجته بعد الفوز على مالي وعاد للحديث عن طبيعة الاستعدادات، ملمحا إلى أن تربص جنوب فرنسا لم يكن سيئا، كما حاول البعض تصويره على حد قوله .
عنتر يحيى ومغني الخسارة الكبرى
وإذا كان الخضر قد وصلوا إلى لواندا بلاعبين مصابين هما عنتر يحيى ومغني، إلا أن الطاقم الفني كان يأمل في عودتهما إلى المنافسة بسرعة، لأن المدرب يعرف قيمة اللاعبين ولم يفكر لحظة واحدة في استبدالهما ظنا منه أن الإصابة يمكن تجاوزها. وللأسف لا عنتر يحيى ولا مراد مغني استعادا عافيتهما رغم المجهودات التي بذلها الطاقم الطبي، وهو الأمر الذي جعل سعدان أمام مشكلة حقيقة قبل كل مباراة، لأن الخيارات لم تعد متوفرة بالكفاية في غياب عدة لاعبين بسبب الإصابة. وبعيدا عن كل تأويلات، لا بد من القول أن غياب الثنائي مغني وعنتر يحيى لم يمر دون أن يترك آثاراه على تشكيلة المدرب سعدان .
صايفي، بزاز وبوعزة يلتحقون بالقائمة
ومن غريب الأمور أن الخط الأمامي للمنتخب الوطني كان أول من طاردته الإصابات وضربت توازنه. ورغم أن اللاعب عبد القادر غزال كان يعاني من الإصابة، فإنه بذل الجهد الكافي وحاول قيادة الخط الأمامي متحديا الآلام والإرهاق. ولم يكن وضع رفيق صايفي بالأفضل من زملائه، فقد أصيب هو الآخر وخرج من حسابات المدرب في وقت كان فيه الخضر في حاجة لكل قواهم. أما بزاز الذي عاد إلى التشكيلة، فإنه لم يصمد أكثر من بضع دقائق في مباراة مالي، وتعرض لإصابة أجبرته على ترك التشكيلة والركون إلى العلاج.
مشكلة البدلاء تطرح نفسها من جديد
وحتى لو كان عائق الإصابات أمرا واردا في كل منافسة، فإن مواجهاته تمر حتما عبر اللاعبين البدلاء أو الاحتياطيين. ففي نهائيات كأس الأمم الإفريقية لم يجد الطاقم الفني الوطني حلولا كثيرة لتجاوز معضلة الإصابات التي أبعدت أفضل اللاعبين في التشكيلة. ولعل لجوء المدرب إلى توظيف العيفاوي في مركز مدافع أيمن لأفضل دليل على ما أصاب التشكيلة من خلل، لأن بوڤرة كان مجبرا على العودة إلى وسط الدفاع بعدما حصل في المباراة الأولى أمام مالاوي. وليس سرا القول إن تشكيلة المنتخب الوطني الحالية تعاني من فقر مدقع على مستوى كرسي الاحتياط الذي يضم عددا من اللاعبين لم يشاركوا إلا لبضع دقائق مع المنتخب، وعليه كان من الصعب على المدرب الوطني الاعتماد عليهم في منافسة تتطلب الكثير من الجهد والخبرة .
وظل الكثير يتساءل قبل المباراة الأخيرة برسم الدور الأول أمام أنغولا عما سيفعله سعدان في حال نجاح الخضر في الذهاب إلى أدوار متقدمة في هذه الدورة، حيث أن عيادة المنتخب ستكون مرشحة بالتأكيد لاستقبال لاعبين آخرين في ظل الظروف الصعبة التي يجري فيها المنتخب الوطني مبارياته والتي تعرض العناصر الوطنية أكثر من أي وقت مضى إلى الإصابات، ومنه عاد الجدل من جديد حول المقاييس التي تم اعتمادها لاختيار قائمة الـ23 لاعبا الذين تنقلوا إلى لواندا، بعد أن خسر الخضر بعض الأوراق على غرار لموشية، مغني وعنتر يحيى، وقبلهم الحارس ڤاواوي بطريقة يمكن وصفها بالمجانية .