أقدم الاعتذار المسبق .. أكتب عبارات الأسف وحروف الأسى .. وقد تطفر دموع الحسرة من عيني عند نقطة النهاية .. تطفر مضطَرّةً ومرغمة أمام هول ما حدث ويحدث وما سيحدث .
لم أكن أود العودة لنبش رفات ما كتبت الأسبوع الماضي ولكني مجبر على فك بعض شيفراتها .. لأن الوضع تأزم أكثر ولم يعد بالإمكان السكوت عليه .
حديث المباريات المرَتّبة قبل سنوات أصبح موضة الحوارات التي يقولون عنها نارية وساخنة .. حتى أن هذه "الاعترافات" أصبحت تطل ضمن عبارات الافتخار والاعتزاز على طريقة شعراء الجاهلية عندما تتفتق قرائحهم عن "الموبقات" في لحظات التعصب القبلي أو الشخصي.. ربما تُحرِّكُ مسؤولينا رغبات الجيوب الفارغة الساعية إلى الامتلاء غير الشرعي وربما تسعى جيوبهم الممتلئة أصلا إلى الانتفاخ غير المعقول .. وربما يحس بعض من تحدث من اللاعبين بفوات الأوان وتحركهم الحسرة على ضياع الطريق نحو الثروة التي حركتها أرجلهم وسارت بها ضمائرهم نحو جيوب غيرهم من أصحاب العقول الذكية ..!
وكلمة "ربما" هنا تفيد الشك والتساؤل .. لكن التصريحات والإعلان المجاني لحوادث الرشوة والترتيب المسبق للمباريات يأتي باليقين المطلق غير القابل للنقاش، ومع ذلك أنتم وهم صامتون .. أنتم يا من تجلسون في المكاتب المكيفة وتركبون السيارات الفاخرة بأموال لم تتعبوا فيها.. هي قروض دون فوائد تصاحبها امتيازات أعطيت لكم لتسهروا على جعل كفتي الميزان متعادلتين .. امتيازات أعطيت لكم لتعيدوا الحق لأصحابه لتنصفوا المظلوم وتعاقبوا الظالم .. لترفعوا ستائر الغموض عن الخطايا ..لتكشفوا من الجاني ومن الضحية .. أما الذين يجلسون تحت سلطة الضمير المسمى "هم" فمسؤوليتهم أكبر لأن مواقعهم ومناصبهم أرفع، رغم أنهم يعملون في الخفاء ويحركون الوسط الكروي من بعيد أو من أعلى أو من أي وضعية تتخيلونها .. هم دائما يصرون على وضعية خارج إطار الصورة الظاهرة للجمهور .. هم الرجال الأقوياء فوق العادة.. المتحكمون في مصير الرياضة والكرة والأكل والشرب واللباس والطريق السيار وسوناطراك ... ؟
قد يكون الصمت حكمة وقد يكون الحديث العابر ثرثرة لكن الأكيد أننا نعيش في حظيرة وطنية تحتكم فيها كرة القدم والرياضة وباقي شؤون حياتنا إلى قانون الغاب تحت إشراف "أنتم" و"هم" التي هي ضمائر منفصلة في الأصل..!