يقول أهل الاختصاص إن البحث عن وضعية الثبات على أرضية متحركة شبه مستحيلة.. لأن الشيء ونقضيه لا يلتقيان إلا في نقاط الظل المجهولة لدى البعض والمعلومة لدى الأقلية من المتابعين لشؤون الحياة بمختلف مناحيها.. من الرياضة إلى السياسة.. المسافة قد تبدو بعيدة لكنها في الواقع الخفي أقرب وأقرب.. هو واقع خفي غير معلن بنصوص وتصريحات واضحة.. ومع ذلك يريد أصحاب الحل والربط التحكم عن بعد في كل شيء.. يريدون السيطرة على منافذ القرار الرياضي والسياسي والاقتصادي.. عندما يعجزون في حقل السياسة يلجؤون إلى الشارع الرياضي لتحقيق الأمنيات والأهداف التي تخدم مساعي ابعد من حدود الملاعب وقياسات القاعات المتعددة الرياضات .
يتحدثون هذه الأيام، ومنذ نهاية الموسم الماضي، عن الاحتراف.. يقولون انه من شروط الفيفا والكاف في وضعية المنفذ لتعليمات الاتحاد الدولي.. يتحدثون عن هكتارات من الأراضي ستمنحها الدولة للأندية.. وعن هبات بالملايير من خزينة الدولة كذلك.. بيع الاسم إلى المناصرين ورجال الأعمال انطلق وسار بوتيرة السلحفاة.. وبين الثنايا يعلن هذا وذاك عن سوق موازي لشراء الذمم وترتيب المباريات.. يقولون إنها كانت عادة متفشية مست كل الفرق والأندية في شرق البلاد وغربها وحتى الشمال والجنوب دخلوا باب السوق المفتوح على مصراعيه.. رجال الأعمال القادمون عبر الطريق السريع والجالسون على الأرائك والمتحكمون في حركية الميناء ذات الاتجاه الواحد .. ومن خلفهم رجال الخفاء الأقوياء .. كلهم يبحثون عن مكانة تحت شمس الاحتراف المنشود .
أجهزة الدولة وهياكلها.. رجال أعمال.. رؤساء أندية يرفضون رمي المنشفة.. أنصار يحترفون الحب والعشق الكروي عبر تكسير الكراسي والمقاعد.. لاعبون يفكرون في تضخيم أرصدتهم دون تعب.. دون أن يدفعوا سنتيما إلى خزينة الدولة.. لا يدفعون جزءا بسيطا مما يدفعه العامل البسيط الذي تحرقه حرارة الصيف وتعصف به برودة الشتاء.. عقول هاوية تسير بخطى ثابتة نحو الهاوية بكرتنا ونحن لا ندري.. وقد نكون ندري لكننا لا نستطيع الحديث لأن الخطوط الحمراء الموضوعة تحت بعض الأسماء وجماعات الضغط تمنع الأقلام من التحرك لرسم عبارات الإدانة أو الاستغاثة المطلوبة في مثل هذه الحالة الاستعجالية كالتي تعيشها كرة القدم الجزائرية .. هي في غرفة الإنعاش رغم الواجهة الكاذبة التي زينتها نتائج المنتخب الوطني المستورد من بقايا اللاعبين .
الوضع مزرٍ ومخزٍ، والاحتراف المقصود به وضع الكرة الجزائرية في وضعية الثبات يسير على رمال متحركة، فهل يمكن الوصول إلى بر الأمان في ظل سيطرة النوايا السيئة على عقول البعض منا إن نكن كلنا وقبلنا الأقوياء المتحكمون في قوتنا اليومي.