تزامن وجودي في الجزائر مع أحداث رياضية حولت أيام العطلة إلى عمل..حولت مجرى التفكير في رؤية الأصدقاء والتواصل مع الزملاء إلى منحى آخر..منحى البحث عن الحقيقة أو على الأقل التفكير في المسار الذي ستأخذه الرياضة الجزائرية في قادم الأيام والشهور وقد تكون السنوات .
سكت أحدهم سنوات طويلة وتكلم قبل أيام من موقع المسؤول السابق ليكشف الستار عن ترتيب المباريات والمبالغ التي دفعها هو وغيره، وكأنه يقدم تقريرا إخباريا في نشرة اقتصادية..وضع الحياء في سلة المهملات ولبس ثوب الافتخار والإعلان عن المنكرات أمام الملا..وقبله صاح مسؤول حالي بأعلى صوته متهما مسؤولا أعلى منه..اتهمه بخيانة البلد وهي التهمة الأكبر في تاريخ البشرية والتي تستوجب الإعدام في كل القوانين الوضعية والتشريعات السماوية.. وبين تصريحات المسؤول السابق والمسؤول الحالي تصدرت تصريحات اللاعبين السابقين والحاليين وكل من له علاقة بكرة القدم ومنهم وزير سابق تحت قبة البرلمان واجهات الصحف في السنوات القليلة الماضية .. وكلها تتحدث عن الرشوة والفساد وشراء الذمم .
المشهد كما هو في الواقع دون تجميل أو فبركة إعلامية أو حتى فنية..يؤكد أن الكرة الجزائرية مريضة من الداخل..مريضة في العصب المسير لها..لكن التشخيص غائب أو مغيب لأسباب تبدو غير معقولة لأن التصريحات التي جاءت على لسان المسؤول السابق والحالي تستدعي على الأقل التوقف عندها لإجراء التحقيق للكشف عن المخطئ والمصيب..التحقيق ليس على مستوى الفاف أو وزارة الشباب والرياضة وإنما على مستوى العدالة التي تبقى الجهاز الأعلى في الدولة المخوّل للحكم بين أفراد المجتمع في مثل هذه الحالات.
تصريحات أخطر من الخطر..لكنها مرت دون أن تحدث الضجيج أو الانفجار المتوقع وكأنها كتبت لشعب أمي لا يقرأ ولا يسمع ولا يتحدث..قيلت لتزّين المشهد الإعلامي وتثبت مرة أخرى أن جزائر الديموقرطية ملك لكل الجزائريين..تصريحات تثير البراكين الخامدة وتستفز حركة الزلازل لكنها في نهاية المشهد لم تحرك الأجهزة المعنية .. التي تكتفي لحد الآن بالمتابعة على طريقة الأطرش والأعمى .
كلماتي عابرة .. وستظل وفية لهذه الصفة لكن الخيانة ليست تهمة عابرة وترتيب المباريات ليس سلوكا شريفا فهل تتركون القطيع دون راع؟ .