على بعد 48 ساعة فقط من انطلاق منافسات البطولة المحترفة في قسمها الأول لا تزال أمور البيت الحمراوي لم تعرف طريقها للاستقرار بعد، وكل شيء يوحي بأن أطرافا في الإدارة الحالية تريد كسب المزيد من النفوذ والسلطة للتحكم في كل كبيرة وصغيرة، وهذا لن يتأتى لها إلا بانسحاب المدرب شريف الوزاني وطاقمه الفني.
وأشارت مصادر عليمة من داخل مولودية وهران إلى أن مؤامرة خفية بدأت تنسج خيوطها في الآونة الأخيرة لدفع سي الطاهر على الاستقالة حتى قبل بداية البطولة المحترفة التي لم يعد يفصلنا عنها سوى يوم واحد فقط، إذ دخلت إدارة الفريق في اتصالات مع العديد من المدربين للإشراف على النادي الوهراني في حال انسحاب أو الاستغناء عن خدمات اللاعب السابق للخضر، وهذا بغية التشويش عليه وزعزعة صورته أمام اللاعبين، واتخذ المسيرون قضية قرار الفاف القاضي بضرورة امتلاك كل مدرب لإجازة الفاف إذا ما أراد الإشراف على أي فريق ينشط في البطولة المحترفة، وهي الشهادة التي لا يمتلكها شريف الوزاني كذريعة سيشهرها أعضاء المكتب المسير في وجه المدرب الحالي لحمله على رمي المنشفة، وما يزيد من صحة الأخبار المتداولة تلك التصرفات غير اللائقة من بعض اللاعبين الذين لم يتوقفوا عن التردد على مكتب الرئيس محياوي بصفة يومية لانتقاد طريقة عمل سي الطاهر واتهامه بتهميش بعض الأسماء التي جاءت للفريق دون موافقته أصلا، ولم يهضم كوتش الحمراوة تدخل الطيب محياوي المتكرر في صلاحياته، حيث وصل به الأمر لغاية تدخله في أمور تكتيكية وفنية بحتة لا شأن له بها، بالإضافة لعدم قدرة العديد من اللاعبين على التأقلم مع الصرامة والانضباط المفروض، مما جعل سي الطاهر يجتمع بلاعبيه لوضع النقاط على الحروف وتسطير الخطوط العريضة للموسم الجديد، لكن الواضح للعيان يؤكد بالفعل أن مسيري النادي أسقطوا بالفعل شريف الوزاني من حساباتهم وبحثهم عن بديل له بلغ مراحل متقدمة.
وما زاد من الشكوك حول نية الرئيس الحالي في إبقاء الوزاني على رأس الطاقم الفني هو توقيع لخضر بلومي الذي يشغل منصب المستشار الفني ونائب الرئيس يوم أمس، على وثيقة طلب "إجازة الكاف" ليتسنى له خلافة سي الطاهر عند رحيله المرتقب إذا ما استمر الحال على ما هو عليه ونفس الشيء بالنسبة لمناجير الفريق والسكرتير العام، ولاتزال العديد من الأسماء الأخرى مطروحة وفي مقدمتهم المدرب سليماني الذي كان سيتولى المهمة عند انتخاب محياوي رئيسا جديدا خلفا للمستقيل بليمام، لكن الإدارة تراجعت في الأخير لأن سليماني لم يلق الإجماع آنذاك. كل المؤشرات السابقة التي ذكرناها أعطت انطباعا بأن سليماني، حاج منصور ولخضر بلومي سيكونون في مقدمة الأسماء المنتظر أن تتولى المهمة في حال عدم تمكن سي الطاهر من الحصول على استثناء أو صدور قرار جديد يؤجل تنفيذ تعليمة الفاف، لكن محياوي يتصرف مع الأمر بحذر شديد لمعرفته التامة بالشعبية التي يحظى بها سي الطاهر وسط أنصار الحمراوة والتي قد تفتح عليه أبواب السخط والغضب إذا ما خرج الابن السابق للمولودية دون سبب مقنع يدعو للاستغناء عن خدماته، وهو ما يفسر تمسك السيناتور بالطاقم الفني الحالي.
من جهة أخرى، استفاد لاعبو الحمراوة من يوم راحة قبل التدرب للمرة الأخيرة صباح اليوم مع عودة معظم المصابين باستثناء بن ڤورين وكذا بريكي الذي يعاني من إصابة منعته من التدرب طوال الاسبوع، ليتأكد غيابهما بصفة رسمية عن بداية الموسم، وسيتنقل الحمراوة يوم غد الجمعة إلى العاصمة برا لمواجهة اتحاد البليدة في افتتاح البطولة الوطنية، والإقامة حددت بفندق الفرسان بنسبة كبيرة.