"الجزائر تملك مدربا داهية... وأرشحها بقوة للمونديال"
يتحدث مدير مكتب الجزيرة الرياضية سابقا بإيطاليا ومدير البرامج حاليا، التونسي هشام الخلصي، عن حظوظ "محاربي الصحراء" في تصفيات المونديال، ويرى بأن الجزائر هي الأقرب، بالعودة لمشوارها الذي وصفه بأكثر من الرائع. وهوّن من تصنيف استاد القاهرة في خانة الملعب المرعب، مذكرا بتفوق الترجي والنجم الساحلي بثلاثية في هذا الملعب الذي فقد رعبه.
و أثنى الخلصي، في حواره للشروق اليومي، على المدرب رابح سعدان، واصفا إيّاه بـ»الخبيث كرويا«، مثلما أشار إلى أن صايفي بإمكانه صنع الفارق في مباراة 14 نوفمبر.
كيف تنظر لمباراة الجزائر ومصر كصحافي عربي وتونسي؟
إن شاء الله تدور هذه المباراة في كنف الروح الرياضية، وأن تبقى مباراة كرة قدم لا غير. والكل يتفهم أن كرة القدم هي رياضة ووسيلة للتآخي والتقارب والتحابب بين الشعوب ولابد أن يفهم كلا الجمهورين هذه الأمور، ثم من يترشح ويفوز مبروك عليه، فكما تسير الأجواء في الوقت الحاضر سيّئ جدا لكرة القدم وللرياضة فكلاهما فوق الجميع.
هل تقصد أن الإعلام في البلدين، خاصة القنوات الفضائية الخاصة، هي المسؤولة عما يحدث حاليا من تلاسنات وشحن؟
من المسؤول ليس هو الموضوع، لكن لابد أن يكون الكل واعٍ، فإذا تواصل الضغط على المباراة فهذا شيء خطير على كرة القدم وعلى علاقة المنتخبين والاتحاديتين.
لكن لماذا هذه الحساسية كلما لعب منتخب من المغرب العربي مع مصر؟
لأنه لقاء داربي وهناك تاريخ بين المغرب العربي ومصر فهناك سوابق، وأظن الأمر عاديا. المهم أن لا تتعدى حدود الرياضة، ومن لم يترشح ليست نهاية العالم، فالهوشة الإعلامية ليست في صالح الرياضة ولا في صالح الجزائر ولا في صالح مصر.
الأكيد أنك تابعت مشوار محاربي الصحراء في التصفيات، كيف وجدته؟
المنتخب الجزائري في الوقت الحاضر أكثر من ممتاز، فما شاهدناه يذكرنا بمنتخب التسعينيات بطل أفريقيا، ويذكرنا أيضا بتشكيلتي 86 و82. هناك روح جديدة وعزيمة ولاعبون ممتازون، فإقصاء السنغال ثم الفوز في أربع مباريات والتعادل في واحدة وتصدر المجموعة بـ13 نقطة ليس بالأمر الهيّن، فحاليا هناك الجزائر وكوت ديفوار فقط من وصلا لهذا الرصيد، كما أن هذا المنتخب فاز على بطل إفريقيا بثلاثية، ومن زمان لم يستطع منتخب إفريقي دكّ مرمى الفراعنة بثلاثية في مباراة رسمية، هذا ما يدل على قوة المنتخب الجزائري الحالي.
الجزائر وتونس قدمتا مشوارا رائعا في التصفيات المؤهلة للمونديال، فهل هي عودة السيطرة المغاربية افريقيا؟
يجب أن ننتظر تأهل تونس أولا فما قدمه نسور قرطاج يعتبر طيبا ولو أنهم ضيّعوا نقطتين في تونس لما تعادلوا مع نيجيريا ومن المفروض أنهم حسموا أمر التأشيرة في الجولة الخامسة، لأن نيجيريا لم تعد قوية كالسابق ولم يبق منها إلا الاسم.
ومن ترشح للفوز بتأشيرة المونديال، محاربو الصحراء ام الفراعنة؟
أعتقد أن المنتخب الجزائري مرشح بقوة، لأن الفوز بفارق ثلاثة أهداف ليس بالأمر الهيّن أمام منتخب يملك أحسن دفاع ولم يتلق سوى هدفين في 5 مباريات، كما أنه لم يتلق أي هدف خارج الديار، والكل يفكر على أساس أن المنتخب المصري لابد أن يسجل، لكن لا ننسى أن المنتخب الجزائري الذي يملك أحسن هجوم في المجموعة قادر على التهديف هو الآخر ولديه مدرب له عقلية ممتازة وحنكة، وخبيث كرويا ويقرأ جيدا المنافس، وكل السيناريوهات محتملة.
الكثير يحاول اللعب على وتر »استاد« القاهرة على أساس أنه ملعب للرعب ومن يلعب فيه يخرج لا محالة منهزما؟
في السابق كان حضور 80 ألف و100 ألف مناصر يشكل عائقا أمام الزوار، أما الآن فالمنتخب الجزائري يملك لاعبين محترفين يعرفون جيدا قيمة الملعب والمنافس، وأنا شخصيا أعرف الملعب جيدا والترجي كان يتحصل على نتائج جيدة بملعب القاهرة والصفاقسي أيضا ولا تنسى أن النجم الساحلي فاز على الأهلي المصري المتكون من عدة لاعبين دوليين بثلاثية بذات المكان، فالملعب لم يعد عائقا ودعني أقول لك شيئا آخر...
تفضل...
من كان يراهن على فوز الأرجنتين بمونتيفيدو أمام الأورغواي، لكن تمكن أشبال مارادونا العودة بالنقاط الثلاث رغم عامل الأرض والجمهور والضغط، فكرة القدم لم تعد كرة قدم الثمانينيات والتسعينيات...
ومن هم اللاعبون الجزائريون الذين أثاروا انتباهك؟
هناك رفيق صايفي الذي يلعب للخور، فهو يملك مستوى أوروبيا ومكانته في أعرق النوادي الأوروبية، ويملك فنيات كبيرة وناضج تكتيكيا وأظن أنه اللاعب الذي سيصنع الفارق في مصر.
وماذا تقول للجماهير الجزائرية التي تتمنى أن تسافر لجنوب إفريقيا في طائرة واحدة مع تونس في غياب المغرب؟
تحرجني لما تدعوني لقول كلمة للجزائر، لأني إذا تمنيت التأهل للخضر فسيهيج المصريون ويقولون لك لماذا تتمنى الترشح للجزائر، لكن لا أحد يمكنه أن ينفي انتعاش الكرة الجزائرية وقوة منتخبها وأنا سعيد بالمستوى الذي يظهره المنتخب الجزائري، فلا يمكن أن ننسى دحلب وقندوز ولالماس وماجر وبلومي... فهؤلاء لاعبون كبار وإن شاء الله أن تتواصل هذه الانتعاشة، وإن شاء الله نشاهد الجزائر في أوج استعداداته في كأس إفريقيا وليس فقط في كأس العالم. كما نتمنى أن يستفيق المنتخب المغربي أيضا بعد هذه النكسة، فحضور المنتخبات العربية وخاصة المغاربية، يعطي نكهة خاصة لكؤوس إفريقيا والعالم، كما أن المنتخب المصري هو الآخر يصنع الفرجة بحضوره في مثل هذه المناسبات