"تدعيم العارضة الفنية ليس عيبا وشاوشي يفتقر للخبرة، والودادية للاستهلاك الإعلامي"
أثار عدم استدعاء النجم الجزائر بلا منازع رابح ماجر إلى الدورة الدولية التي تنظمها ودادية الجزائريين بأوربا عدة ردود فعل عنيفة من طرف وجوه رياضية لها رصيد حافل بالألقاب، ومن بينهم الحارس الحاج عنتر عصماني أحد حراس المرمى الذين تدرجوا ضمن كامل فئات المنتخب الوطني ونال العديد من الألقاب، آخرها اللقب القاري الوحيد والكأس الأفروآسيوية مع منتخب التسعينيات، التقه "الشروق اليومي" وجرى الحوار الآتي:
"شاوشي يفتقر للخبرة واللعب في المستوى العالي"
كثر في المدة الأخير كلام كثير عن الحارس الدولي فوزي شاوشي بشأن مردود مشاركته في أنغولا؟
كان أداؤه مقبولا عموما، وما حدث له هو نتاج نقص الخبرة واللعب مباشرة في المستوى العالي، وبذلك يجب منحه كامل الفرصة حتى يتمكن من فرض نفسه في تقمص الألوان الوطنية لأنه شاب ويملك مؤهلات تتطلب صقلا وافيا، وما حدث له فهو درس كافٍ لتقويم مساره، وبدون شك ينتظره عمل كبير وصرامة أكثر وانضباط شديد، لأن دور حارس مرمى الفريق الوطني لا يستهان به، فهو يعطي الثقة لكامل الكتيبة، وهو ما حدث في أم درمان، كما لا يجب أن ينسى بأنه قدوة لجيل واسع.
"أداء الفريق الوطني مقبول، ولا يعكس الإمكانات المرصدة"
بالنظر إلى تجربتك الطويلة وتقمصك ألوان الفريق الوطني في مواجهات كثيرة ما هي قرائتك لمردود الفريق الحالي؟
بالفعل لقد ظهر الفريق الوطني بمستوى مقبول بالنظر الى غياب الكرة الجزائرية عن الواجهة القارية لأزيد من عقدين، وكان بمقدوره الذهاب بعيدا في الدورة، لكن عدم مشاركة الكثير من اللاعبين في دورات سابقة حال دون تحقيق أحلام وآمال الجزائريين، حتى وإن ما تحقق يعد سابقة بالنظر إلى طول الغياب ومن جهة المردود، فإن قوة الفريق في خط الدفاع الذي طبعه التنسيق والانسجام الكبيرين، عناصره لها باع طويل في مداعبة الكرة، منضبطون كثيرا ويلعبون كرة قدم حديثة بدليل مقابلة الدورة أمام كوت ديفوار، كما سجلوا أهدافا في أوقات حاسمة جدا لذلك اسميهم بالمدافعين الهدافين.
"التدعيم ليس عيبا أو انتقاصا من قيمة أحد، ويجب تطليق مبدأ المشاركة من أجل المشاركة"
هل أنت مع ضرورة تدعيم التشكيلة الوطنية وحتى العارضة الفنية؟
بعد الوجه المشرف والنتيجة المحققة، نحن أمام وضع يسمح لنا في صمت تقويم الوضع، لأنه لا يمكن الحكم على التشكيلة إلا بعد المشاركة في كأس العالم، ومنه أعتقد أن المهمة صعبة للغاية، ويجب إجراء أكثر من مقابلة ودية لإصلاح ومعالجة النقائص التي تبدو واضحة، فاستقدام لحسن سينعش الخط الأمامي، كما يجب الذهاب إلى جنوب افريقيا بفكرة تأكيد الاستفاقة وتطليق السبات العميق، فالمشاركة من أجل المشاركة لا يتناسب وحجم الاستثمارات في هذا الفريق، وبالتالي حان الوقت لتثمين الجهد لأنه من غير المعقول القبول بغير ذلك. أما بخصوص إمكانية تدعيم الطاقم الفني، فهي من صلاحية المكتب الفيدرالي، وبالنظر إلى ما هو معمول به عالميا، فإن تدعيم الطاقم الفني ضرورة، نظرا لتعدد المهام، ويبقى القرار النهائي للمدرب الوطني. وما قلته ليس عيبا أو انتقاصا من سمعة المدرب.
"الودادية قاعدة تجارية في يد جماعة معينة، وماجر مفخرة كل الجزائريين"
تنتظر مشاركة النجم العالمي زين الدين في دورة كروية تبنتها ودادية الجزائريين بفرنسا، لكن الراهن كشف عن جملة من المفارقات، ولعل أهمها إسقاط رابح ماجر من قائمة المدعوين. ما تعليقك؟
بداية، أعتقد أن ما يسمى بالودادية أصبح قاعدة تجارية في يد جماعة معينة، ولقد سبق لي أن طلبت يد المساعدة منها يوم مكثت بمركز علاج بفرنسا إثر إصابة ألمت بي يوم مقابلة اعتزال صالحي عبد الحميد، وكانت إجابة علي فرڤاني حينها بالحرف الواحد:"لا نملك قانونا أساسيا ولا ميزانية"، ومنه يجب إعادة النظر في أساس هذه الأخيرة وسد الطريق في وجه كل من تخول له نفسه تبني مبادرات للاستهلاك الإعلامي.
أما بخصوص ماجر، فأرى أنه من غير المنطقي أن يحضر النجم زين الدين زيدان وما يمثله من مكانة وتقدير كل الجزائريين دون حضور ابن وطنه الذي شرف كرة القدم الجزائرية ويعد مفخرتها وله سجل ثري بالألقاب، فالأسباب الحقيقية لهذا الإقصاء يعرفها من أعد قائمة المشاركين، وكذلك الأمر بالنسبة لإقصاء العديد من الأسماء الثقيلة من الجهة الشرقية وخاصة من وفاق سطيف الفريق الذي كان قاعدة خلفية للمنتخب الوطني وشرف الكرة الجزائرية في أكثر من محفل، كما أتاسف كثيرا لعدم دعوة عبد الحميد كرمالي عميد المدربين وصاحب أهم تتويجات كرة القدم في بلادنا، فإلى غاية اللحظة لم استسغ هذه "الخرجة" التي لا تتماشى وسياسة المصالحة الوطنية، لماذا يحدث هذا في وقت أصبح الشعب يتنفس كرة قدم.