الحدث في نورمبرغ لا يصنعه فقط أبناء الجالية الجزائرية المتواجدة بألمانيا عشية مباراة "الخضر" أمام الإمارات والتنقل إلى جنوب إفريقيا، بل تصنعه أيضا الجالية العربية المقيمة بعين المكان، فتربص المنتخب الوطني بالنسبة إليها هو تربص منتخب كل العرب والأشقاء، والدليل ان مجموعات كبيرة من التونسيين والعراقيين، وحتى الفلسطينيين تتوافد يوميا على مقر معسكر "الخضر" من أجل أخذ صور تذكارية أو على الأقل مشاهدة بعض اللاعبين الذين بلغوا أعلى وأرقى درجات الشهرة على الصعيد العربي مثل عنتر يحيي، كريم زياني، مجيد بوڤرة والحارس فوزي شاوشي الذي لم نكن نتصور يوما أن جل العرب يحملونه في قلوبهم .
"الشروق" وفي غمرة هذه الأجواء المفعمة بالوحدة والأخوة استغلت الفرصة لتسأل عن سر تواجد أعضاء من الجالية العربية في مكان التربص، وما ينتظرونه من وراء المشاركة الجزائرية في المونديال، فقال لنا سعد وهو عراقي مالك لمحل للإنترنت بوسط المدينة وصحفي رياضي سابق بجريدة البعث العراقية في عهد صدام حسين، إنه يتابع باستمرار أخبار المنتخبات العربية لا سيما المنتخب الوطني، حيث ناصره كما قال في مباراة أم درمان لما أحضر يومها شاشة تلفزيون عملاقة إلى محله من أجل السماح لكل العرب بمشاهدة الملحمة، فكانت الفرحة -كما قال- كبيرة، والعرب هناك احتفلوا وهتفوا باسم بلد الثوار والأحرار، واليوم بعدما حل " الخضر " هناك بأعالي نورمبرغ لا يمكن - كما قال - تفويت هذه الفرصة .
وتابع محدثنا يقول بأن الجزائر تملك مدربا كبيرا، وهو المدرب العربي الوحيد في المونديال، ولو يتركوه يعمل في هدوء، فإنه قادر على إيصال " الخضر " إلى أبعد نقطة ممكنة في المونديال .
أما الفلسطيني مصطفى القادم من إيرلنغن القريبة من مقر تربص المنتخب الوطني صاحب محل "الشيشة" فقال إن الشعب الفلسطيني يرى في الجزائر منتخبه وسفيره في جنوب إفريقيا، والكل -كما قال- شاهد على الشاشة الصغيرة يوم 18 نوفمبر الماضي لما انفجرت غزة وكل المدن الفلسطينية فرحة بترشح الجزائر للمونديال أمام مصر، وهو دليل - قال مصطفى - على الارتباط الوثيق بين الجزائر وفلسطين حتى في الرياضة وكرة القدم .
أما محمد، وهو مواطن تونسي مقيم بنورمبرغ منذ 18 سنة، فهو يحضر تقريبا كل يوم تدريبات "الخضر"، اعتقدناه في البداية جزائريا لا سيما وأنه يتحدث بلهجة الشرق، لكن يوم أن فتح لنا قلبه أكد لنا أنه تونسي يعشق الجزائر وهو الذي درس مع مجموعة من الجزائريين في الجامعات الألمانية والعلاقة بينهم كانت أخوية، كما أن الارتباط التاريخي العميق بين الجزائر وتونس زاد من حبه للجزائر، لذا فحضور "الخضر" هنا بنورمبرغ بالنسبة لهذا المواطن التونسي هو بمثابة حضور نسور قرطاج.
وراح محدثنا يقول إن المنتخب الذي يلعب عناصره بمثل الشجاعة الكبيرة التي لعب بها "الخضر" في التصفيات قادر على البروز في المونديال، والمنتخب الذي يحرس شباكه فوزي شاوشي، قال لنا محمد، لن يخيب ظن أنصاره.
ومن جهته، قال لنا سائق سيارة تاكسي يعمل بفندق "الخضر" وهو تونسي أيضا متعود على شراء بعض الحاجيات للاعبين، إن الجزائر تملك منتخبا من جيل الكبار، والأجواء التي لاحظها خلال التربص من خلال تواجده الدائم في بهو الفندق تبعث على التنبؤ له بالذهاب بعيدا في المونديال، لأن الأجواء أخوية واللاعبون منضبطون كثيرا .