في إطار الجلسات التي يعقدها سنويا للإطلاع على مختلف أنشطة القطاعات الوزارية ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اجتماعا مصغرا خصص لتقييم قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.
وبهذه المناسبة قدم وزير التعليم العالي والبحث العلمي عرضا حول حصيلة السنة الجامعية 2009-2010 والتحضير للدخول الجامعي والانجازات المبرمجة في إطار البرنامج الخماسي 2010-2014.
وتضمنت حصيلة السنة الجامعية 2009-2010 عدد الطلبة وطاقة الاستقبال البيداغوجي والخدمات الجامعية والتأطير البيداغوجي والإداري وإصلاح التعليم وتحسين ظروف المعيشة والدراسة والعمل للأسرة الجامعية.
وقد بلغ عدد الطلبة خلال السنة الجامعية المنصرمة 1144285 طالب مسجل في مختلف أطوار التعليم العالي أي ما يعادل 1035128 طالب في مستوى التدرج و58174 طالب في مستوى بعد التدرج و50983 طالب في التكوين المتواصل. و يؤطر هؤلاء الطلبة حوالي 38000 أستاذا منهم 7401 أستاذ محاضر (أستاذ واحد ل28 طالب). ويضاف لهذا العدد الطلبة المسجلين بالمؤسسات التابعة للقطاعات الأخرى تحت الوصاية البيداغوجية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وتضمن سعة الاستقبال للشبكة الجامعية أكثر من 1160000مقعد وحوالي 470000 سرير.
وقد تدعمت الشبكة الجامعية بمركز جامعي وثلاث مدارس وطنية عليا وأربع مدارس تحضيرية وقسمين تحضيريين مدمجين و59 إقامة جامعية.
وسجل التكوين في الدكتورا ارتفاعا ملموسا من خلال تأهيل 57 مدرسة دكتورا و745 ماجيستر و82 دكتورا (ليسانس ماستر دوكتورا- ال ام دي). وتكرست هذه الجهود من خلال تكوين 8000 حامل ماجيستر أو دكتورا أي ما يقابل ارتفاعا ب27 مقارنة بسنة 2008-2009.
وعرف التكوين بعد التدرج في العلوم الطبية فتح 2365 منصب تكوين في كل التخصصات.
ويبلغ عدد حاملي شهادة التعليم الطبي والعلمي 1428 أي ما يعادل ارتفاعا بحوالي 15 بالمئة مقارنة بسنة 2008-2009.
وسمح برنامج التكوين في الخارج باستفادة 520 أستاذ مساعد من منحة دراسية لاستكمال الأطروحة و89 أستاذ وأستاذ محاضر بتربص علمي لمدة سنة و100 طالب متفوق بتحضير لشهادة الدكتورا.
و تميز إصلاح التعليم العالي خلال السنة الجامعية 2009-2010 من خلال توسيع و تعميق نظام ليسانس-ماستر-دكتوراه و كذلك من خلال اعتماد 3.421 عرض تكوين في الأطوار الثلاثة لنظام ليسانس-ماستر-دكتوراه و فتح 14 شعبة ذات تسجيل وطني بتخصصات أولوية وكذا فتح 06 أقسام تحضيرية في العلوم و التقنيات و العلوم الإقتصادية التجارية و التسيير. وفتح 03 مدارس وطنية عليا في التكنولوجيا و العلوم السياسية و الصحافة و علوم الاتصال وضع هيئة تقييم و ضمان الجودة و وضع نظام الإشراف و قانون خاص بالطالب الذي يحضر دكتوراه.
و تعززت حركية الإصلاح هذه من خلال انفتاح الجامعة على محيطها الوطني و الدولي.
و من جهة أخرى انعكس تعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال الحديثة بتطوير الخدمات عبر الإنترنيت لصالح الأسرة الجامعية و المواطنين و إدارة القطاع.
كما شهد نظام التعليم عن بعد تطورا ملحوظا من خلال توسيع شبكة الندوات عن بعد و أرضيات التعليم الإلكتروني. و سمح تطوير الموارد الإلكترونية عن طريق رقمنة المضامين
بتوسيع شبكة المكتبات الجامعية المشتركة. و سيتم إنهاء هذا الجهد من خلال انجاز شبكة وطنية للبحث و التعليم تعد حاليا قيد الدراسة.
و تواصل جهد ترقية إطار الدراسة و معيشة الطلبة من خلال تحسين تسيير الخدمات الجامعية و كذا إعادة النظر في قيمة المنح.
و في مجال تحضير الدخول الجامعي 2010-2011 سيستقبل القطاع 237.543 طالبا جديدا كما سيشهد تخرج 186.000 حامل شهادة عقب دورتي جوان و سبتمبر 2010. و قد يبلغ العدد الإجمالي المتوقع 1.230.000 طالب في مختلف الأطوار.
كما ستبلغ قدرات الاستقبال الإجمالية 1.302.000 مقعدا بيداغوجيا و حوالي 558.000 سرير إيواء من بينها 118.000 مقعد و 86.000 سرير سيتم استلامها في نهاية السنة الجامعية المقبلة.
و سيتم إثراء الشبكة الجامعية بإنشاء مركزين جامعيين (02) و خمس مدارس تحضيرية (05) إلى جانب إنشاء 55 إقامة جامعية جديدة.
و قد تم تعزيز تأطير الموارد البشرية من خلال فتح 2.800 منصب مالي لصالح الأساتذة الباحثين و 4.400 منصب آخر لصالح عمال الإدارة و التقنيين.
و تتواصل عملية إصلاح التعليم من خلال تنويع عروض التكوين و تطوير التكوين الدكتوري و توسيع شبكة المدارس التحضيرية و شعب ذات تسجيل وطني.
و تجسدت هذه الجهود في اعتماد 387 ليسانس جديدة و 460 ماستر و 200 دكتوراه بالإضافة إلى فتح 56 مدرسة دكتوراه و 17 شعبة تسجيل وطني و مدرسة عليا للتسيير.
و تهدف الأعمال و المشاريع المقررة للفترة الخماسية 2010-2014 إلى ضمان أحسن الظروف في مجال التكفل بتزايد عدد الطلبة و كذا تحسين و تعزيز التأطير. كما تهدف إلى تعميق إصلاح التعليم و ترقية النوعية و تطوير استعمال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال.
كما يشمل من جهته البرنامج القطاعي 2010-2014 انجاز و تجهيز 322000 مقعد بيداغوجي و 161500 سرير و 22 مطعما مركزيا بالإضافة إلى تجهيزات تعليمية و علمية و معلوماتية. و تضاف هذه القدرات إلى تلك التي في طور الانجاز أي بمجموع طاقة استقبال تقدر ب 600000 مقعد بيداغوجي و 360000 سرير و 44 مطعما مركزيا.
و في مجال تطوير و تعميم تكنولوجيات الإعلام و الاتصال سيتم في إطار المخطط 2010-2014 وضع الشبكة الوطنية للبحث و التعليم و السلسلة الجامعية للمعرفة. و سيتم توسيع هذه الشبكة كمرحلة ثانية لتمس قطاعات التربية و التكوين المهني و الصحة.
و حرصا منه على ضمان الفعالية و الإنصاف في مجال الخدمات المقدمة للطلبة سيقوم القطاع بتعزيز مسعى تحسين تسيير الخدمات الجامعية.
و لدى تدخله عقب تقييم القطاع أعرب رئيس الجمهورية عن ارتياحه للتقدم المسجل و ذكر في هذا الصدد “بمواصلة الجهود التي تبذلها الدولة من أجل بلوغ الأهداف المتوخاة من قبل القطاع”.
كما أكد رئيس الجمهورية “أهمية الإصلاحات من أجل ضمان تكوين ذي نوعية لصالح الرأسمال البشري التي تعد الركيزة الأساسية التي من شأنها ضمان لبلادنا تنافسية أكثر و تنمية مستدامة في عالم يشهد وتيرة تحول سريعة”.