في التفاتة طيبة للغاية، قام العديد من أنصار "الخضر" بوهران بتكريم لاعب نادي ماينز الألماني، العمري شاذلي، الموجود، كما هو معلوم، ضمن القائمة الاحتياطية لمحاربي الصحراء التي أعلنها رابح سعدان مؤخرا، حيث أقيم حفل صغير بمناسبة تواجد الشاذلي بعاصمة الغرب الجزائري من أجل تسوية بعض الوثائق الخاصة بوالده،
إضافة لزيارته للأهل والأحباب ببلدية "العشاش" بمدينة مغنية الحدودية التابعة لولاية تلمسان، وهو الذي اعتاد الحضور إلى الجزائر كلما سمحت الظروف بذلك، وهذا ما انعكس عليه بشكل واضح من خلال فهمه للهجة العامية ونطقها بسلاسة جعلت المناصرين يلتفون حوله لأخذ صور تذكارية، وأقيم حفل التكريم بمطعم "الحاج جيلالي" بكاسطور بحضور نجم المنتخب الوطني السابق والمتوج بلقب أمم إفريقيا عام 1990 شريف الوزاني والذي يعتبره إبن مغنية قدوته وأحد أحسن ما أنجبت الكرة الجزائرية.
الشروق كانت حاضرة أثناء تكريم العمري الشاذلي وسألته عن العديد من الأمور التي تشغل بال الشارع الرياضي، فكان لنا معه الحوار التالي...
أولا، كيف يرى الشاذلي الاستقبال الذي حظي به؟
إنه رائع وهو دليل آخر على عشق الجزائريين لكرة القدم، فحرارة الاستقبال هي من طبيعة شعبنا ولمست ذلك كثيرا من خلال زياراتي المتكررة للجزائر.
هل لنا أن نعرف سبب تواجدك بوهران؟
طبعا، أنا أنحدر من مدينة مغنية الحدودية وبالضبط ببلدية تدعى «العشاش» واستغللت فترة توقف البطولة الألمانية لزيارة بلدي ومسقط رأس والدي واعتدت على هذا دائما، لأنني أحس بالراحة والحب بين أبناء وطني، كما أنني متواجد بوهران لتسوية بعض الوثائق الخاصة بالوالد قبل العودة في الأيام القبلة إلى نادي ماينز للشروع في التحضيرات لما تبقى من عمر البطولة.
على ذكر نادي ماينز ألا تفكر حاليا في الانتقال لناد آخر وتغيير الأجواء؟
بصراحة أفضل البقاء في ماينز، لأنني أملك الكثير من الأصدقاء وأحس بتواجدي داخل عائلة واحدة، بيد أن كل الخيارات ممكنة ولدي عروض أخرى مهمة ومثلما تعلمون فعقدي ينتهي مع نهاية الموسم الحالي ولم أجدد لماينز بعد وكل شيء مرتبط بمدى رغبتهم في بقائي. أما الآن، فأركز بشكل كبير على مشواري مع النادي الألماني وتقديم أحسن ما لدي والأمور الأخرى سأتركها لوقت لاحق والهدف أيضا تواجدي ضمن القائمة المسافرة لمونديال جنوب افريقيا.
هل لديك أمل كبير في اللحاق برفقاء كريم زياني، سواء بكأس الأمم الإفريقية أو كأس العالم؟
لدي أمل كبير، فبالعمل والمثابرة سأتمكن، إن شاء الله، من بلوغ حلمي ولست بعيدا عنه. فمجرد تواجدي بالقائمة الاحتياطية التي اختارها الشيخ سعدان هو شرف كبير، فنحن فريق مونديالي والدخول لقائمة 23 لاعبا ليس بالأمر الهين ولا أخفيكم سرا أن استدعاء المدرب لي للمونديال ستكون أجمل هدية في حياتي، فكأس العالم لا تلعب كل يوم وهناك الكثير من العمالقة في كرة القدم لم يدوّنوا أسماءهم ضمن سجلات المونديال.
إذا لم يقم سعدان باستدعائك للمشاركة في المونديال، كيف ستكون ردة فعلك؟
سأكون حزينا للغاية ولكنها تبقى خيارات المدرب الذي يعرف جيدا مصلحة الفريق أحسن مني، وتأكدوا أنه حتى في حال حصول ذلك لن أتوقف عن حب الفريق الوطني، كما لن أتوقف عن العمل وبذل الجهد لأثبت جدارتي بحمل الألوان الوطنية.
زين الدين زيدان قام بزيارة تاريخية لمقر تربص الخضر بفرنسا بغية تشجيعهم، ما تعليقك؟
هي بادرة محترمة من لاعب محترم للغاية وستعطي المزيد من الثقة للمجموعة فزين الدين زيدان أسطورة كروية حية بأخلاقه وفنياته إضافة لكونه من أصول جزائرية وهو مصدر اعتزاز لنا جميعا، وللزيارة عدة دلالات، أهمها أن الفريق الوطني أضحى كبيرا ولا يزوره إلا الكبار من أمثال زيدان.
ما إحساسك وأنت تجلس بجانب لاعبك المفضل «شريف الوزاني»؟
انه إحساس رائع ولطالما تمنيت الالتقاء به للتعبير عن مدى إعجابي به بل أعتبر شريف الوزاني من خيرة ما أنجبت الكرة الجزائرية عبر عقود طويلة، فهو مثال للاعب متوسط الميدان المثابر وصاحب الدور الكبير في استرجاع الكرات، وما زاد من تعلقي به أحد المواقف التي حدثت لي بأبيدجان حين كنت لاعبا بالفريق الوطني منذ سنتين والتقيت بأحد المشجعين من أصل مالي، ولما علم أنني لاعب جزائري أخذ يردد بفرح كبير وبلهجة افريقية جميلة »إنك من بلد شريف الوزاني، شريف الوزاني، كيف أحواله؟« وهناك أدركت أن »سي الطاهر« كان لاعبا كبيرا ويحتفظ بنجومية ساحقة داخل أدغال إفريقيا.