"حفيظ دراجي لم يوقظ الفتنة بين الجزائر ومصر.. والحساسيات العربية تسبب الصداع للجزيرة"
في اتصال هاتفي أجرته "الشروق اليومي" مع المحلل والمعلق التونسي المعروف هشام الخلصي والمتواجد حاليا بالدوحة في منصبه الجديد مديرا لبرامج قنوات الجزيرة الرياضية منذ بداية الموسم الحالي حاولنا رفقة ضيفنا التطرق للعديد من الأمور التي تهم شريحة كبيرة من متابعي أكبر قناة رياضية عربية والمالك الحصري لحقوق بث نهائيات كأس أمم إفريقيا أنغولا 2010 ، حيث قدم هشام الخلصي تفاصيل تغطية "الكان" والبرامج المنتظرة لتحقيق تميز "'البرتقالية" في هذا العرس الإفريقي المرتقب، كما تم التطرق لحظوظ المنتخبات العربية وعلى وجه الخصوص الجزائر وتونس في لعب الأدوار الأولى فكان لنا مع الخلصي الحوار الآتي.
-أولا: كيف حالك الكابتن هشام وهل تعودت على مهمتك الجديدة كمدير برامج للقناة؟
== طبعا فأنا أحب العيش في الدوحة كثيرا والثقة التي حصلت عليها من مسؤولي الجزيرة الرياضية زادتني إصرارا على تقديم المزيد بغية إرضاء المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج.
-لم يعد يفصلنا عن انطلاق "الكان'" سوى ساعات قليلة وبصفتك المسؤول الأول عن إعداد البرامج ماذا أعدت الجزيرة لمشاهديها؟
== شعار القناة كما يعلم الكل هو التألق والتميز لذا، فإن جميع الإمكانات سخرت لتكون في مستوى أكبر حدث قاري بإفريقيا، ولهذا الغرض قمنا بتجهيز استوديوهات مصممة خصيصا للكان لتطير بالمشاهد المتواجد في بيته للأجواء الإفريقية كما لو أنه في أنغولا، والأستوديو والتعليق سيكون من الدوحة وسننتقل لأرض الحدث إذا ما وصل أي فريق عربي للمربع الذهبي لمتابعته عن كثب، وتوجد لدى إدارة القناة نية في استضافة نجوم القارة السمراء الكبار أمثال روجي ميلا وجورج وياه وآخرين، وسيستضيف الاستوديو التحليلي اليومي قبل وبعد بث المباريات نخبة من المحللين واللاعبين السابقين، ونذكر من بينهم عبد الكريم بيرة وعلي بن عربية من الجزائر والتونسيين نبيل معلول، طارق ذياب وربما نجيب إمام بالإضافة إلى مجموعة معلقين من مختلف الجنسيات، سيهتم كل واحد منهم بالتعليق على منتخب بلاده كحفيظ دراجي الذي اختير للتعليق على مباريات المنتخب الجزائري وعصام الشوالي سيتولى مهمة متابعة لقاءات نسور قرطاج ونفس الشيء بالنسبة لعلي محمد علي مع الفريق المصري، وأريد توضيح شيء مهم، وهو في حال وجود منافسات عربية عربية خالصة خلال الأدوار المتقدمة فإن القناة ستبث المباراة بثلاث معلقين مثلما حدث أثناء لقاء مصر والجزائر بالخرطوم تجنبا للإحراج والحساسيات.
أما باقي التحضيرات فتتمثل في إيفاد 6 مبعوثين لأنغولا لإعداد التقارير ورصد كل كبيرة وصغيرة تخص "الكان" وهؤلاء الموفدون لديهم خبرة واسعة في مجال التغطية الإعلامية للأحداث الكبرى وسينطلق أيضا برنامج ما بعد الـ90 دقيقة والذي يبث يوميا على الساعة العاشرة والنصف ليلا بتوقيت الجزائر.
-كيف تقيم مشوار المنتخب الجزائري في التصفيات المؤهلة للمونديال وهل تعتقد بأن الخضر قادرون على بلوغ النهائي؟
== لقد تابعت مشوار الفريق الجزائري باهتمام كبير ولا أخفيكم سرا بأن لديه مواصفات المنتخب الكبير الذي سيظهر بقوة خلال السنوات المقبلة، وما تعجبت له هو امتلاك اللاعبين لذهنية فوز غريبة وإصرار على تحقيق الانتصارات لغاية آخر دقيقة وهي أحد الأسباب وراء بلوغهم كأس العالم، وإذا ما استمروا بنفس العقلية في كأس أمم إفريقيا، فمن الصعب على أي فريق مهما كبر شأنه الوقوف في وجهه وأتمنى لأشبال سعدان التواجد في النهائي.
-في نظرك ما هي الأسباب وراء الإخفاق غير المتوقع لنسور قرطاج في بلوغ كأس العالم، وكيف ترى اختيار البنزرتي لقيادة السفينة التونسية؟
== أولا أحمد المولى تعالى على تخلص مسؤولي الكرة في تونس من هوس المدربين الأجانب الذين لم يجلبوا لنا سوى الكوارث وتراجعت بسببهم الكرة التونسية إلى الوراء بداية من الفرنسي روجي لومير، فقد يعتقد البعض أنه جلب لنا اللقب الإفريقي سنة 2004، لكنني أكدت في العديد من المناسبات أن عاملي الأرض والجمهور وكذا وجود مجموعة من اللاعبين الممتازين هي العوامل التي صنعت الفارق، واستمرت الأخطاء بانتداب البرتغالي أمبيرتو كويلهو ولم نتدارك الأمر سوى بعد فوات الأوان، وأظن اختيار مدرب وطني تونسي خطوة في الاتجاه الصحيح وكويلهو ولومير ليسوا أحسن من فوزي البنزرتي.
-وجهت العديد من الانتقادات لحفيظ دراجي بسبب تناوله في برنامج بكل روح رياضية لمخلفات مباراة الجزائر ومصر واتهم بإثارة الفتنة.ما تعليقك؟
بكل صراحة الحساسيات العربية و الخلافات التي لا تنتهي بين الأشقاء أضحت تشكل صداعا مزمنا لقناة الجزيرة الرياضية فالكل يحاول أن نقف في صفه و التزام الحياد أمر صعب أمام هذه العقليات المتحجرة و كتعليق مني على تناول موضوع الخلاف المصري الجزائري خلال حصة بكل روح رياضية من تقديم الزميل حفيظ دراجي فأوضح للجميع أن الموضوع كان مقررا منذ فترة طويلة ولكثافة المادة الإعلامية تم تأجيل انطلاق البرنامج، ومع هذا التزم دراجي بالحياد و كان في مستوى الاحتراف رغم كونه جزائري، و أرجو من الجميع أن يترفع عن اتهام الآخرين بالباطل.
==العديد من المشاهدين يريدون عودتك لأستوديو تحليل الدوري الايطالي والبعض الآخر يتساءل عن الفريق الذي تشجعه في الكالتشيو، ما هو ردك؟
بعيدا عن المداهنات فأنا لن أرجع لأستوديو تحليل الدوري الإيطالي، فقد قضيت 3 سنوات رائعة في إعطاء الكالتشيو صورة جميلة ورجوعي لقطر دائم، لأنني أحب العيش هنا ولا أحس بالغربة رغم تعلقي بالأجواء الكروية الايطالية، فأنا تابعت الكالتشيو حتى قبل مشاهدة الدوري التونسي، أما بخصوص الفريق الذي أشجعه فأنا أعشق وأحب الترجي التونسي لحد النخاع ولا مكان لفريق آخر في قلبي، لكنني أميل لفريق العاصمة روما لأنه يلبس نفس لون الترجي. يختم ضاحكا.