أعلنت باكستان حالة التأهب القصوى تحسبا لفيضانات عارمة بإقليم السند، حيث أجلت السلطات أكثر من نصف مليون شخص، وسط سخط شعبي من تأخر وسوء عمليات الإنقاذ، وانتقادات للرئيس الباكستاني لمواصلته جولة أوروبية تتزامن مع الكارثة.
وهدد ارتفاع منسوب المياه في نهر إندوس 3320 كلم بغرق مناطق واسعة بإقليم السند (الغني زراعيا) جنوبي البلاد، وصدر تحذير بالإخلاء الفوري على طول النهر تحسبا لأسوأ فيضانات منذ تأسيس باكستان في اليومين القادمين.
وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية أن 27263 مترا مكعبا من الماء تتدفق في الثانية عبر نهر إندوس، مع الإشارة إلى أن نسبة الماء في ازدياد، وقد تجتاح السيول بلدة سوكور بحلول يوم السبت، علما بأن من يعيشون في المناطق المنخفضة لنهر إندوس هم أكثر عرضة للخطر.
وتحلق مروحيات تابعة للجيش فوق أسطح المنازل لانتشال المحاصرين بعدما غمرت مياه السيول قرى بأكملها، كما عزز جنود وعمال إغاثة الجسور على الأنهار، ويقوم الجيش -الذي زج بعشرات الألوف من جنوده- بإجلاء السكان من المناطق المنخفضة.
وأوضح مكتب المفوضية العليا للاجئين التابع للأمم المتحدة أن 11 منطقة تعاني من خطر الفيضانات في السند، وهناك نصف مليون شخص نقلوا إلى مناطق أكثر أمنا، وأضافت المتحدثة باسم المكتب أن “حجم الاحتياجات المتنامي مثبط للهمم”.
وقال وزير الزراعة في حكومة السند المحلية جام سيف الله إن 200 ألف إنسان أجلوا من المنطقة، و”حاليا نجبر أولئك الرافضين على مغادرة قراهم”، لكن مئات القرويين لا زالوا محاصرين.
وأوضح أن استمرار هطول الأمطار بغزارة أعاق عمل فرق الإنقاذ وشكل خطرا عليها، غير أن الوضع تغير بعد تدخل الجيش وقوات البحرية، لأن وكالات الإغاثة الحكومية لا تملك الموارد اللازمة.
وقد أدت الفيضانات التي عمت باكستان من إقليمها الشمالي حتى الجنوبي إلى مقتل 1600 شخص ودمار 252 ألف منزل وغرق 558 ألف هكتار من الأراضي المزروعة، وانزلاقات أرضية هدمت الجسور وخربت البنى التحتية.
وبلغ إجمالي المتضررين من الفيضانات المستمرة منذ نحو أسبوعين 4.5 ملايين شخص، حسب مكتب الأمم المتحدة.
كما انقطعت الكهرباء عن مناطق شاسعة، إذ لا تعمل حاليا من محطات الكهرباء سوى ثلاث من 12 محطة بعد تهديد الفيضانات، ولا يتوقع عودة الكهرباء قبل أقل من أسبوع.
وهاجم المتضررون الحكومة بشدة لتأخرها في عملية الإنقاذ وسوء تنظيم عمليات إغاثتهم. واشتكوا من عدم وجود ماء أو طعام أو دواء يقدمونه لأبنائهم.
ونال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري النصيب الأوفر من الهجوم والانتقاد لذهابه في “جولة فارهة” إلى أوروبا أثناء الكارثة التي أصابت باكستان.
فقد رفض عضوان في البرلمان البريطاني من أصل باكستاني دعوة إلى الغداء أمس وجهها زرداري. كما انتقد المعارض الباكستاني ونجم الكريكت السابق عمران خان في مقابلة مع شبكة التلفزيون البريطانية “جي إم تي” زيارة زرداري لبريطانيا وقال “بصفته رئيس دولة، يجب أن يكون في باكستان”.
وأقامت السلطات مراكز إغاثة في العديد من المباني الرسمية، لكن عشرات الآلاف من الأشخاص -حسب منظمات إغاثية- يقيمون في الخلاء بمتعلقاتهم على طول الطرق أو في الحقول، ومن المرجح أن ينزحوا مجددا.
كما أعلنت الولايات المتحدة أمس الخميس عزمها تقديم مساعدات إضافية بقيمة 25 مليون دولار، ليرتفع إجمالي حجم إسهامها إلى أكثر من 35 مليون دولار حتى الآن.