دعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، الجمعة، الجيش للمشاركة في مكافحة حرائق الغابات التي أدت في حصيلة جديدة غير نهائية إلى سقوط نحو 30 قتيلا واتت على قرى بأكملها بعد أسابيع من موجة قيظ غير مسبوقة في البلاد.
وقالت ناتاليا تيماكوفا الناطقة باسم مدفيديف إن “الرئيس أصدر أوامره لوزارة الدفاع باستخدام كل الموارد اللازمة في المساعدة على مكافحة الحرائق”.
وأشارت الوزارة إلى أن نحو 2000 جندي وضعوا في حال تأهب للمشاركة في مكافحة الحرائق التي تضرب منطقة موسكو والمناطق المجاورة.
ولم ينشر مسؤولو الإنقاذ أي حصيلة شاملة، إلا أن الحرائق أدت إلى سقوط 29 قتيلا بحسب المعطيات المتوافرة في مختلف المناطق المعنية في الغرب الروسي، الذي يشهد منذ شهر موجة حر شديد غير مسبوقة قاربت خلالها الحرارة أربعين درجة مئوية.
وتوجه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الجمعة إلى قرية نيجني نوفغورود (شرق موسكو) التي أتت النيران على كامل منازلها ال340 في غضون 20 دقيقة الخميس.
ونقلت قناة برفي كنال عن بوتين قوله “من الآن حتى فصل الشتاء سيعاد بناء هذه القرية، أعدكم بذلك”.
وروت المتقاعدة فالانتينا بريتوفا لقناة “روسيا” “كنت في المنزل أكاد اختنق وكانت المنازل تحترق حتى إننا لم نكن نرى شيئا”.
وبثت القناة صور منازل تقليدية متفحمة لم تترك فيها السنة اللهب سوى أجهزة التدفئة التقليدية المبنية بالآجر وسط كل منزل.
وقالت ايلينا فيتوشكينا التي تقيم في المنطقة أيضا “كانت النيران تطوق الحافلة كما نشاهد في الأفلام”.
وفي منطقة نيجني نوفغورود (شرق موسكو) “قتل شخصان بحسب المعلومات الأولية واجلي 1479 شخصا واحترق 550 منزلا”، كما أعلنت النيابة المحلية في بيان.
وعثر الجمعة على جثث ستة من السكان واحد رجال الإطفاء في قرية موكفوي قرب موسكو التي أتت عليها النيران، على ما أفادت مسؤولة في منطقة موسكو.
وفي منطقة فورونيج على بعد 500 كلم جنوب غرب موسكو “قتل خمسة أشخاص في الحرائق ونقل 21 آخرون إلى المستشفيات وبات أكثر من 500 شخص مشردين”، على ما أفاد بيان من وزارة الحالات الطارئة.
وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الروسي إخلاء ثلاثة مستشفيات ومخيمات صيفية عدة بشكل عاجل في مدينة فورونيج حيث شوهدت السنة اللهب من المباني السكنية.
وفي قرية فرخنيايا بمنطقة نيجني نوفغورود التي احترقت كل منازلها وعددها 340 في عشرين دقيقة الخميس، وعد فلاديمير بوتين السكان بزيادة التعويضات التي ينص عليها القانون.
كذلك اشتعلت النيران في منطقة موسكو وتحديدا في ريازان (جنوب شرق العاصمة).
وصرح ايغوز كوبزيف المسؤول الاقليمي في وزارة الحالات الطارئة لتلفزيون “روسيا” “قررنا وقف عطلة الأطفال وتسليمهم لأهاليهم”.
وفي منطقة ريازان حيث احترق أكثر من 100 مبنى خلال الساعات ال24 الماضية، أعلنت حالة التأهب كما أضافت الوزارة.
وقالت مقيمة في منطقة ريازان لتلفزيون “روسيا” “كان لنا منزل ومستودع لكن كل ذلك احترق. أين سنذهب؟ أين سنجد المال لشراء منزل؟”.
وقتل رجل إطفاء وجرح ثلاثة آخرون إصاباتهم بالغة في منطقة ليبيتسك (500 كيلومتر جنوب موسكو) نتيجة الحرائق، بحسب رئيس المستشفى المحلي فاليري ديدوف في تصريحات نقلتها وكالة ايتار تاس.
وتفاقم الوضع الخميس بسبب الرياح التي تضاعفت قوتها ما زاد في انتشار النيران.
وفي منطقة سان بطرسبورغ، لقي سبعة أشخاص مصرعهم بسبب عاصفة رعدية أدت إلى اقتلاع الأشجار وانجراف السيارات نتيجة الرياح الشديدة.
وأعلن مدير مصلحة الأرصاد الجوية في موسكو اليكسي لياخوف أن العاصمة الروسية شهدت أكثر شهور جويلية ارتفاعا في الحرارة منذ 130 عاما، بواقع 8 درجات أعلى من المعدل العام.