أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم الأربعاء أن “أحدا في لبنان لن يسمح بإيذاء حزب الله” من خلال الاتفاقية الأمنية المثيرة للجدل التي تمنح بموجبها واشنطن مساعدات للبنان في المجال الأمني ويعتبرها الحزب “خطرة” .
وقال سليمان في مقابلة مع صحيفة الوطن القطرية “إننا لن نسمح، ولا أحد في لبنان سيسمح أو يريد، وخاصة على مستوى المؤسسات والمسؤولين، أن يجلب الأذية للمقاومة” من خلال الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن “موضوع الاتفاقية خضع للطريقة الدستورية والقانونية المعتادة” مشيرا إلى أنه “عندما تضع السلطة التنفيذية يدها على موضوع فإننا ننتظر التقرير الذي سترفعه هذه السلطة لنبني على الشيء مقتضاه”، وذلك من دون تقديم مزيد من التفاصيل في هذا الصدد.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قال قبل أيام إن هذه الاتفاقية فيها “مواد خطرة” ويجب “التخلص منها”.
وتتعلق الاتفاقية بمنحة أميركية تبلغ قيمتها 50 مليون دولار وتقدم من خلالها الولايات المتحدة تدريبات وتجهيزات لعناصر في قوى الأمن الداخلي لمكافحة الجريمة، لاسيما في قطاع الاتصالات.
وينص الاتفاق، بحسب النص الذي وزعه نواب في البرلمان اللبناني على “ضرورة التحقق من أن جميع أفراد قوى الأمن الداخلي متلقي التدريبات أو مستخدمي المعدات المقدمة لا ينتمون، بأي شكل من الأشكال، إلى أي منظمة تعتبرها الحكومة الأميركية منظمة إرهابية”.
ويعتبر حزب الله نفسه مستهدفا بهذه الفقرة، كونه مصنفا على لائحة المنظمات الإرهابية الصادرة عن وزارة الخارجية الأميركية، فيما يؤكد المدافعون عن الاتفاق أن الإطار العام الموضوع للاتفاق موجود في كل اتفاقات المساعدات الخارجية التي تقدمها الولايات المتحدة.
وكان مجلس النواب اللبناني قد استحوذ على ملف الاتفاقية للنظر في بنودها وكلف لجنة الاتصالات النيابية برئاسة النائب حسن فضل الله من حزب الله بالبحث في قانونية الاتفاق في ظل انقسام بين أعضاء اللجنة حول تقييم الاتفاق.
وقال سليمان في هذا السياق “إنني لن استبق النتيجة التي ستؤول إليها اللجنة النيابية غير أن أي اتفاق موقع بين الحكومة اللبنانية وأي جهة خارجية يمكن مراجعته وإعادة البحث في بعض بنوده إذا ما كانت هناك شوائب أو إشكاليات”.
وعن العلاقة مع سوريا، قال سليمان إنها “علاقة ثقة وصداقة وتعاون وتنسيق واحترام متبادل”. وذكر الرئيس اللبناني أن العلاقات مع نظيره السوري بشار الأسد “دائمة ونتبادل من خلالها الآراء بود وصراحة متناهية”.
كما اعتبر سليمان أن إسرائيل قد تشن حربا على لبنان “في أي وقت” غير أنه شدد على أن الدولة العبرية “بات عليها أن تحسب حساباتها جيدا في حال أرادت القيام بمغامرة عدوانية جديدة لأنها باتت تدرك أن العدوان على لبنان ليس نزهة بل أصبح ضربا من ضروب الحماقة”، على حد تعبيره.
وأكد أن “اللبنانيين موحدون جميعا خلف الجيش ويشاركون مع المقاومة في صد أي عدوان والدفاع عن أرضهم وكرامتهم كما أنهم لن يسمحوا أيضا بإيذاء المقاومة أو الإيقاع بها”.
وأفادت مراسلة إذاعة الجزائر الدولية، أن الرئيس سليمان وخلال كلمة ألقاها في الدوحة أثناء مشاركته بصفته ضيف الشرف على الاحتفال الذي أقيم بمناسبة مرور ثلاثين عاما على تأسيس الأمانة العامة لاتحاد غرف ومجلس التعاون الخليجي ، شدد على أهمية التهاون العربي المشترك والتضامن لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة ، وتحديدا من جهة التهديدات الإسرائيلية المتواصلة وقال رئيس الجمهورية أن مايهدد امن استقرار المنطقة ككل هو التهديدات الإسرائيلية .
وأضاف أن المطلوب حاليا هو المزيد من التضامن العربي لدعم الجهود الهادفة الى تحقيق السلام العادل والشامل مركزا في هذا المجال على توفير كل الجهود من أجل وضع حد للظلم الذي يلحق بالفلسطينيين .
كما دعا سليمان المجتمع العربي الى الإسراع في تحقيق السوق العربية المشتركة في إطار حديثه عن الأوضاع الاقتصادية العربية لافتا الى ارتفاع معدلات النمو في لبنان كانعكاس لمسيرة الاستقرار .