صرح ، سفير تركيا بالجزائر ، احمد نجاني بغالي ، اليوم السبت ، على هامش منتدى الشعب أن التحولات الكبرى للسياسة الخارجية التركية التي أسالت الكثير من الحبر من طرف وسائل الاعلام العالمية و العربية لم يكن عفويا ، إنما هذه السياسة التي تبنتها بلادنا تصدر عن إستراتيجية بعيدة المدى .
و أكد أن تركيا تطمح لأن تكون فاعلا إقليميا ودوليا من إفريقيا إلى آسيا الوسطي ، ومن منظمة الاتحاد الأوربي إلى العالم الإسلامي ، فهناك عدة مصوغات تفسر هذا التحول الكبير و هي وصول حزب العدالة إلى السلطة و انتهاء الحرب الباردة ، فتركيا كانت تنتسب للحلف الأطلسي مقابل حلف وارسو ، وبذلك كانت منحازة إلى الولايات المتحدة الأمريكية و الغرب عموما أثناء و إبان الحرب الباردة ، و لكن مع الحرب الباردة لم تعد هذه الوظيفة قائمة .
لذا كان على تركيا – حسب ذات المصدر – أن تستقيل من هذه التبعية للغرب و أمريكا معا ، و لأداء هذا الدور الوظيفي الجديد اتجهت هذه الأخيرة إلى تبني سياسة تعبر عن مصالح تركيا وتعكسها و ليست مجرد واجهة للمصالح الغربية .
أما المصوغ الثالث ، الذي أحدث هذا التغير في السياسة التركية الخارجية على جميع الأصعدة هو ظهور الدول الناشئة كقوى اقتصادية وتكنولوجية في المسرح الاقتصادي العالمي خاصة و أن تركيا جزء من هذه المجموعة الجديدة ( مجموعة العشرين ) التي أصبحت لاعبا إضافيا في المسرح السياسي الدولي وهو ما أنتج بروز قوتين إقليميتين معتبرتين و هي تركيا وإيران في العشريتين الأخيرتين .
أما المصوغ الرابع ، الذي رفع تركيا إلى مقدمة الساحة السياسية الدولية يضيف ذات المصدر كان نتيجة للفراغ الرهيب الذي ظهر في المنطقة بعد تراجع الدور الأمريكي ، ويضاف إليه كذلك الاندفاع الكبير الذي أبداه الشعب التركي في مساندة القضية الفلسطينية و مناهضة الحرب على العراق ، ولذا كان لزاما على تركيا كدولة ان تستجيب تركيا دولة لتوجهات الشعبية باعتبارها دولة ديمقراطية ذات سيادة وطنية .
وفي هذا السياق، عاد السفير التركي بالجزائر بالجزائر إلى الاعتداء على أسطول الحرية في المياه الإقليمية من طرف إسرائيل واصفا إياه بالعمل الإرهابي الإجرامي و كان ذلك دليلا قاطعا على الخرق المطلق لإسرائيل للقوانين الدولية أمام مرأى ومسمع العالمين.
وفي وصفه للعلاقات الاقتصادية الجزائرية التركية قال سفير تركيا ان هذه العلاقة ” تميزها فعالية في التعامل الاقتصادي في شتي المجالات خاصة في قطاع المحروقات سيما الغاز الطبيعي ، وان البلدين بينهما ما يجمع اللحمة كالماضي المشترك ، وتؤكد المعلومات الاقتصادية هذا الطرح إذ بلغ حجم التبادل التجاري البيني سنة 2009 خمسة ملايير دولار .