أكّد “يوسف يوسفي” وزير الطاقة والمناجم، هذا الأحد، تطلع الجزائر لإنشاء سوق مغاربية للكهرباء، واعتبر الوزير أنّ نفسا جديدا “يفرض نفسه” على الدول المغاربية لتفعيل مسار السوق المذكورة، ملاحظا أنّ تجسيد ذلك، سيغدو خطوة نوعية وقاعدة أساسية للتعاون والاندماج ستمتد لاحقا لتشمل الاتحاد الأوروبي وضفتي المتوسط.
وبمناسبة انعقاد الاجتماع الأول لمجلس الوزراء المغاربي المكلف بالطاقة، قال يوسفي للصحفيين أنّ سوقا جهوية للكهرباء تمثل لبنة على درب تعاون إقليمي مفيد، وهو ما تؤمن به الجزائر، كاشفا عن مساعي لإدماج ليبيا وموريتانيا في هذا المسار.
وفي لقاء صحفي أعقب الاجتماع، أبرز يوسفي الدور الذي لعبته الجزائر ولا تزال على صعيد تطوير الشبكات الكبرى لنقل الكهرباء في الفضاء المتوسطي، ملفتا إلى أنّ التبادلات مع دول الجوار في تطور مستمر، وتعليقا منه على سيرورة مشروع إدماج أسواق الكهرباء الجزائرية والمغربية والتونسية في السوق الكهربائية الأوروبية، أوضح يوسفي أنّ كل من الجزائر، المغرب وتونس عملت على بناء خطوط ربط بالغة القوة من أجل تحسين التبادلات الكهربائية، في صورة الخط الرابط بين الجزائر والمغرب بشدة 400 كيلو فولت منذ جويلية 2008، ويسمح أيضا بنقل الطاقة الكهربائية نحو إسبانيا، بالتزامن مع خط آخر يربط تونس بإيطاليا، بشكل سيسهم في استكمال إنشاء حلقة كهربائية أورو متوسطية.
في جانب آخر، أبرز المسؤول الأول عن قطاع الطاقة في الجزائر، عزمه على مواصلة الإصلاحات التي شهدها القطاع منذ العام 2002، لتعزيز توازنات سوق طاقوية داخلية حرة، منفتحة وشفافة.
وذكر يوسفي أنّ القانون المتعلق بالكهرباء و توزيع الغاز الصادر قبل ثماني سنوات، يستجيب لمقتضيات سوق منفتحة وتنافسية تمنح حرية استيراد الكهرباء وتصديرها.
من جانبهم، أبدى كل من “عفيف شلبي” وزير الصناعة والتكنولوجيا التونسي، “أمينة بن خضرة” وزيرة الطاقة و المناجم والمياه والبيئة المغربية، وكذا “غونتر أوتنغر” المحافظ الأوروبي المكلف بالطاقة، ارتياحهم لنتائج لقاء الجزائر، وأشاد المسؤول التونسي بالتعاون الحاصل على صعيد الطاقات المتجددة، قائلا:”الشراكة موجودة وسيجري تدعيمها أكثر فأكثر”، فيما أبرز المسؤول الأوروبي قدرة البلدان المغاربية على إنتاج الطاقة الشمسية والكهرباء المنتجة، مضيفا:”في الاتحاد الأوروبي استحدثنا سوقا للطاقة والكهرباء، ومن المحبذ أن تنسج المنطقة المغاربية على المنوال ذاته”، بجانب تأكيده أنّ الأوروبيين مستعدون لدعم المغاربيين على هذا المستوى.
خطة عمل مغاربية لاندماج كهربائي في أفق 2015
توّج اجتماع الجزائر المختتم زوال اليوم، باعتماد خطة عمل على المدى المتوسط تمتد إلى آفاق العام 2015، وحسب نص البيان الختامي، فإنّ المرحلة المقبلة ستشهد مواصلة الجزائر والمغرب وتونس خطتهم لإدماج أسواق الدول الثلاث، وركّز الوزراء على رغبتهم في مواصلة الإصلاحات المتعلقة بقطاعاتهم الطاقوية الوطنية.
كما تضمنت الوثيقة، التزاما مشتركا بالاستفادة من الإمكانيات المتاحة في إطار التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف بين البلدان المغاربية والاتحاد الأوروبي من أجل إنجاح الإصلاحات وتطوير القطاع الطاقوي.
يٌشار إلى أنّ اجتماع اليوم تولى دراسة مخطط العمل الأولي الذي تم إعداده مسبقا من لدن فريق خبراء وكذا المصادقة عليه، فضلا عن تقييم تنفيذ هذا المشروع الخاص بالإدماج الكهربائي، علما أنّ الأشغال دارت بشكل مغلق.
ويندرج هذا اللقاء في إطار تنفيذ بروتوكول الاتفاق الموقع بروما في ديسمبر 2003 من طرف الوزراء المغاربة المكلفين بالطاقة (الجزائر والمغرب وتونس) والمفوضية الأوروبية غداة عقد مجلس وزاري أورو-متوسطي آنذاك.