كانوتي يفتح قلبه للشروق: كان على الفيفا أن تضرب المصريين بقوة وأتمنى تألق الجزائر في المونديال
2009.12.11 حاوره في اشبيلية: محمد نجاري / صابر لعروسي
بوغرة لاعب ممتاز داخل وخارج الميدان
- أصلي في غرف تغيير الملابس وأصوم عاديا
أخيرا تحقق حلم قراء "الشروق اليومي" برؤية النجم المالي العالمي المسلم فريديريك كانوتي يتحدث على أعمدة جريدتهم المفضلة في حوار صريح وحصري، يؤكد عظمة هذا اللاعب الذي دخل قلوب ملايير البشر.
وتحقق حلم قراء الشروق بفضل مسؤولي شركة "جوما" الممول الحصري لعمر كانوتي ونادي اشبيلية الذين خططوا لهذا اللقاء ونفذته الشروق باحترافيتها المعهودة.
فالبداية كانت بتسهيل شركة "جوما" لعملية الاتصال مع كانوتي، والاتفاق على اللقاء بعد لقاء رابطة أبطال أوروبا الذي جمع اشبيليا بغلاسكو رانجرس.
وتمكنت بعثة الشروق من حضور لقاء رابطة أبطال أوروبا بين اشبيلية وغلاسكو، ساندت لاعبنا المحبوب مجيد بوغرة، والنهاية كانت بلقاء شيق مع كانوتي زوال يوم أول أمس الخميس بملعب "رومانو سونجساز بيخوانو" الذي فتح فيه قلبه للشروق، وتحدث عن كانوتي النجم، وكانوتي المسلم، والقدوة داخل وخارج ميادين الكرة.
- مباشرة بعد نهاية مواجهة اشبيلية ورانجرس نهضت من مكانك في دكة الاحتياط وتحدثت إلى مجيد بوغرة، فهل يمكن معرفة ما دار بينكما من حديث؟
= فعلا، بعد نهاية المواجهة اقتربت من بوغرة وحييته على التأهل لكأس العالم وتمنيت له وللمنتخب الجزائري حظا سعيدا، كما تمنينا لبعضنا أن نلتقي في أحسن الظروف في كأس إفريقيا بما أن مالي والجزائر في مجموعة واحدة.
- بعثة الشروق التقت أمس (أي الأربعاء) بمجيد بوغرة الذي مدحك كثيرا. فما ردك على ذلك؟
= مجيد لاعب ممتاز وذو أخلاق حميدة داخل وخارج الميادين واعتقد بأنه من بين أحسن المدافعين في الوقت الحالي ومن الصعب إيجاد لاعب مثله.
- وهل كنت تود مواجهته في كأس إفريقيا في انغولا الشهر المقبل؟
= هذه هي قوانين كرة القدم، لا يمكن أن نختار المنتخبات والفرق التي نواجهها. واعتقد أن لقاء مالي والجزائر سيكون موعد تلاقي الأشقاء وأتمنى أن يكون في مستوى تطلعات شعبي البلدين، وصراحة أنا جد فرح لملاقاة منتخب قوي مثل الجزائر.
- وفي اعتقادك لمن ستميل كفة التأهل للدور الثاني في انغولا؟
= أنا شخصيا أتمنى تأهل الجزائر ومالي، لكن كرة القدم عودتنا على المفاجآت، واعتقد بأن منتخب البلد المنظم انغولا سيسعى للبقاء إلى أبعد الحدود في المنافسة، كما أنني احذر من منتخب مالاوي الذي تحسن كثيرا في السنوات الأخيرة.
- قبل انطلاقة التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا كنت قد قلت بأن منتخب مصر يبقى المرشح الأكبر للمرور إلى المونديال، فهل تعتبر تأهل الخضر بالمفاجأة؟
= قبل انطلاقة التصفيات وبالنظر إلى المعطيات التي كانت بحوزتنا ومن أهمها هيمنة مصر على الكرة الإفريقية، فمن البديهي أن تكون المرشح الأول، لكن فور انطلاقة التصفيات تغيرت المعطيات وأظهرت الجزائر إمكانات كبيرة داخل وخارج قواعدها، وصراحة فرحت كثيرا لتأهل الجزائر سيما أنني أملك العديد من الأصدقاء الجزائريين في ليون.
- وهل تابعت بعض مواجهات الخضر؟
= تابعت الشوط الثاني من مباراة الذهاب بين الجزائر ومصر، وصراحة أعجبت كثيرا بطريقة لعب زملاء بوغرة والحماس الكبير الذي يميزهم.
- وماذا تقول عن لقاء العودة بين مصر والجزائر؟
= لم أتابع اللقاء، لكن بلغتني أخبار غير سارة حدثت للاعبي المنتخب الجزائري يومين قبل اللقاء منها رشق حافلة الخضر بالحجارة وتعرض ثلاثة أو أربعة لاعبين لإصابات بليغة وهذا أمر لا يشرف مصر والكرة الإفريقية.
- لكن رغم ذلك الاتحاد الدولي لم يتدخل ولعبت المواجهة وكأنه لم يحدث شيء؟
= أعتقد بأن الاتحاد الدولي "فيفا" مجبر على التدخل لوضع حد لمثل هذه التجاوزات وهذا بإنزال عقوبات صارمة، فمنتخب مالي هو الآخر تعرض لمضايقات كبيرة في الطوغو والبنين، وصراحة نجا لاعبونا وأنصارنا من الموت المحقق.
- البعض يتحدث عن إمكانية معاقبة مصر بلقاءين أو ثلاثة دون جمهور، فهل تعتقد بأن ذلك سيكون كافيا لردع الاعتداءات على اللاعبين والجماهير في إفريقيا؟
= يجب أن تكون العقوبات قاسية ولا يجب الاكتفاء بحرمان الجماهير فقط من حضور المباريات، فليس من المعقول الاعتداء على حافلات اللاعبين، لأن هذا الأمر لا يحدث في باقي القارات، وعيب وعار علينا كأفارقة أن نقوم بمثل هذه الأفعال المنافية للروح الرياضية.
- الجزائر ستلعب إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، انجلترا وسلوفينيا في نهائيات كأس العالم، فكيف ترى حظوظها؟
= بما أن الجزائر تأهلت لكأس العالم، فهذا يعني أنها تملك منتخبا قويا قادرا على تحقيق الفوز على أي منتخب تأهل لجنوب إفريقيا، وأن أن حظوظ المنتخبات الأربعة متساوية.
- وهل تعتقد أن الجزائر قادرة على التأهل للدور الثاني في كأس العالم؟
= المهمة ستكون صعبة، لكن ليست مستحيلة.
- بعض الاختصاصيين يؤكد بأن الفرصة سانحة لأحد المنتخبات الإفريقية للتتويج بكأس العالم، فهل أنت مع هذا الطرح؟
= اعتقد بأن الأمر صعب جدا.
- والبعض الآخر يذهب إلى أبعد من ذلك عندما يؤكدون بأن منتخبا مثل كوت ديفوار قادر على التتويج؟
= كل شيء وارد في كرة القدم، لكن ما يؤلمني كإفريقي أن كل منتخباتنا التي شاركت في كؤوس العالم السابقة يضعف مستواها بمرور المباريات عكس المنتخبات الأوروبية.
- الكل كان يراهن على تأهل مالي للمونديال بالنظر إلى النجوم التي تملكونها في منتخبكم، فما السبب الذي أدى بكم للاكتفاء بالتأهل إلى كأس إفريقيا فقط؟
= النجوم لا تصنع الفرق والمنتخبات، والاعتماد على لاعب أو اثنين أو حتى خمسة لا يمكن أن يقود أي منتخب للنجاح. واعتقد بأن هناك شيئا ما ينقصنا في مالي لم نعرفه بعد.
- يبدو من كلامك بأنك حزين لعدم تمكنك من تأهيل مالي للمونديال؟
= هذا من جهة ومن جهة أخرى فأنا حزين، لأنني سأنهي مشواري كلاعب دون أن أتذوق حلاوة اللعب في المونديال بالنظر إلى تقدمي في السن (عمره 32 سنة)، يعني أنني لن ألعب المونديال.
- هل هذا يعني بأنك ستعتزل قبل مونديال 2014؟
= اعتقد ذلك.
- ربما ستكون مشرفا على منتخب مالي مستقبلا؟
= لا اعتقد، بل أتمنى أن أكون مناصرا لمالي في مونديال البرازيل إن حققت التأهل طبعا.
- يعرفكم الجميع كلاعب كرة قدم، كف يمكنكم وصف كانوتيه في حياته الشخصية؟
= فريديك كانوتيه، أب عائلة تنحدر أصولها من المالي، مؤمن بالله ومسلم، أحاول أن أسير حياتي بما تقتضيه تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، أحاول أن أحترم الناس مثلما يظهرون لي احتراما كبيرا سواء هنا في إشبيلية، أو حتى الأماكن الأخرى التي أتنقل إليها.
- ألا تجد صعوبة في التأقلم في أوروبا لما تمارس فروض الإسلام؟
= لم أتعرض لأي مشكل خلال مسيرتي الكروية، حيث أنني أصلي في غرف حفظ الملابس في بعض الأحيان وأمام زملائي دون اية مشاكل، وهذا راجع لرغبتي في التوفيق بين حياتي الكروية وحياتي الشخصية.
- ألم تعترضك مشاكل مع المدربين الذين تولوا الإشراف عليك بسبب الدين؟
= أعرف أنه لا يجب أن نجبر أي شخص على القيام بعمل ما، وبالخصوص من الناحية الدينية، لهذا أسعى دائما لأن أكون شفافا أمام الناس الذين يوجدون حولي، أحاول أن أحاورهم في بعض الأحيان لكي أقنعهم بأن ما أقوم به ليس إلا واجبي، وهذا من خلال تحمل مسؤوليتي بالقيام بالصلوات الخمس في وقتها، وأظن أن هذا ما يجعل الناس هنا يحترمونني.
- وهل شكل لك الصيام أي عائق؟
= أصارحكم أنني أجد صعوبة في التدريبات في بعض الأحيان، وهذا بسبب الحرارة الكبيرة المعروفة بها منطقة الأندلس هنا في إسبانيا، وهذا ما يدفعني للإفطار في بعض الأحيان على أن أعوض ذلك في وقت لاحق.
- بعض المسلمين يفقدون أماكنهم الأساسية بسبب الصيام، ما رأيك؟
= إذا تراجع مستوى اللاعب خلال فترة صيامه، أرى أنه من حق المدرب أن يضعه في دكة الاحتياط حتى يستعمل من هو أكثر جاهزية منه، وهذا عادي للغاية هنا في أوروبا، أما إذا حافظ على مستواه رغم الصيام وتمكن من رفع التحدي والحفاظ على لياقته البدنية وحسه التكتيكي، فأرى أنه لا يحق للمدرب أن يستغني عنه، لأن ذلك ليس عدلا في حق أي كان، يجب على المدربين أن يحترموا توجهات لاعبيهم وانتماءاتهم.
- لا حظنا وجود لاعبين أفارقة معك في إشبيلية، هل هذا يساعدك؟
= بطبيعة الحال، فوجود لاعبين مثل زوكورا وباتريس في الفريق يخلق جوا مميزا بين اللاعبين لكونهم يبحثون دائما عن الترويح عن الآخرين وبالخصوص اللاعبين الإيفواريين الذين يملكون مكانة خاصة في إشبيلية.
- ما رأيك في تنظيم كأس إفريقيا للأمم في منتصف الموسم؟
= من واجب أي لاعب إفريقي ان يلعب بألوان بلده في المنافسات التي تتأهل إليها، ولو كلفه ذلك مكانته الأساسية مع النادي الذي يلعب له، وهذا ما يحدث للاعبين الأفارقة الذين يعانون بسبب تنظيم كأس إفريقيا للأمم في منتصف الموسم.
- هناك من ينادي بتغيير الفترة التي تجرى فيها "الكان" وبرمجتها في الصائفة، كيف ترى ذلك؟
= صعب أن نغير تواريخ إجراء المنافسة الإفريقية إلى الصائفة بسبب الحرارة الكبيرة التي تتميز بها القارة السمراء خلال تلك الفترة، ما يبقي على مشاكل اللاعبين الأفارقة، وعليه لا بد من إيجاد حل لهذه المعضلة، وتصوروا أن بعض اللاعبين وبعد أن يتألقوا ويضمنوا اماكنهم الأساسية في الأندية الأوروبية، يفقدونها بعد عودتهم من كأس إفريقيا.
- تحدثتم عن صداقتكم مع بعض الجزائريين، هل لنا أن نعرف إن كانوا لاعبين؟
= ليسوا لاعبين، بل أصدقائي منذ الصغر، حيث كنت أسكن في مدينة ليون الفرنسية، أتلقى اتصالات بعض منهم بين الحين والآخر، كما أتصل بهم لكي أطمئن عليهم.
عمر كانوتي في سطور
فريدريك عمر كانوتي (2 سبتمبر 1977 في رون ألپ) لاعب كرة قدم مالي الجنسية فرنسي المولد يلعب حاليا لصالح إشبيلية الإسباني. في 2 فبراير 2008 تم اختياره أفضل لاعب كرة قدم إفريقي وبالتالي أصبح أول لاعب مولود خارج القارة الإفريقية يحصل على هذه الجائزة.
بدأ كانوتي مسيرته الرياضية في نادي ليون سنة 1997 ثم انتقل إلى نادي وست هام يونايتد الإنجليزي في صيف 2000 وخلال وجوده هناك على مدى 3 مواسم شارك في 84 مباراة مسجلا 29 هدفا لصالح النادي اللندني.
سرعته وقدرته الهائلة على تسجيل الأهداف لفتت انتباه نادي توتنهام هوتسبر الإنجليزي الذي تعاقد معه في صيف 2003 وبوجوده على ملعب وايت هارت لين استمتع بتحقيق النجاح حيث سجل هدفا في أول مباراة رسمية. لكن ساءت العلاقات بعدما فضل المشاركة مع منتخب بلاده مالي في بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2004 التي أقيمت في تونس ولم يشترك في جولة النادي الودية في موريشيوس في صيف 2005.
تم بيع كانوتي لصالح نادي أشبيلية مقابل 6.5 مليون أورو في 17 أوت 2005 .. في موسم 2006 - 2007 برهن على قدراته العالية حيث قاد فريقه للفوز بكأس إسبانيا على حساب نادي خيتافي، وساهم في محافظة النادي على لقب بطولة كأس الاتحاد الأوروبي للموسم الثاني على التوالي بالفوز في المباراة النهائية على إسبانيول برشلونة.
بعدما سجل هدف في مرمى نادي ديبورتيفو لاكورونيا ضمن كأس إسبانيا في 7 جانفي 2009 رفع قميصه وكشف عن كلمة مكتوبة على القميص الداخلي (فلسطين). وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بأن كانوتي كان يرغب في لفت انتباه الرأي العام العالمي للاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، نتيجة لذلك قام حكم الساحة بإشهار البطاقة الصفراء له وقررت اللجنة المنظمة للبطولة تغريمه 4 آلاف دولار أمريكي.
بدأ كانوتي في الالتزام بالتعاليم الإسلامية منذ كان يبلغ من العمر 20 سنة، نتيجة لذلك رفض لبس قميص نادي إشبيلية الذي عليه اسم راعي القميص وهي شركة 888.com وهي شركة مراهنات، أمر محرم في الإسلام، فقررت إدارة إشبيلية السماح لكانوتي بلبس القميص من دون وجود اسم الراعي.
في سنة 2006 تقدم كانوتي بطلب إلى السلطات المالية من أجل إنشاء قرية للأطفال ولكن لم يتم الرد عليه لحد الآن.
في سنة 2007 دفع كانوتي أكثر من 700 ألف دولار أمريكي (حوالي يقارب راتبه السنوي) من أجل منع إزالة مسجد في مدينة إشبيلية. كانوتي متزوج من فاطمة وهي مالية ولديه منها طفلان: إبراهيم وإيمان.
جوما تهدي "الشروق" قميص كانوتي
أهدت شركة "جوما" الراعي الرسمي لكانوتي جريدة "الشروق" قميص نادي اشبيليا يحمل توقيع كانوتي ومكتوب فيه "هدية إلى الشروق وإمضاء كانوتي".وبالإضافة إلى قميص اللاعب فإن "جوما" وعدت بتسهيل مهمة "الشروق" في الالتقاء مرة أخرى بنجوم النوادي التي تمونها بالألبسة عبر القارات الخمس.
كانوتي اعتذر بعد أن حضر متأخرا
قدم عمر فريديريك كانوتي اعتذاراته لبعثة "الشروق" إلى إشبيلية بعد أن قدم متأخرا بنصف ساعة عن موعد اللقاء الذي جمعنا معه، وهو ما يؤكد عظمة هذا اللاعب الذي أجاب على أسئلتنا بكل تواضع كما وعدنا بزيارة إلى الجزائر في أقرب الأوقات. وكلمتا "إن شاء الله" و "الحمد لله" لا تفارقاه ما لاحظناها على كانوتي وهو يتحدث أن كلمتي إن شاء الله والحمد لله لا تفارقانه مما يؤكد انضباطه الديني وأخلاقه الحميدة داخل وخارج الملاعب.