القائد السابق للخضر يزيد منصوري يفتح قلبه حصريا للشروق لا يمكننا أن نفخر بمشوارنا في المونديال

الله يسامحك يا سعدان..

نصف تعداد الخضر كان احتياطيا في ناديه وليس منصوري وحده

التأثر كان باديا على محياه لدرجة أن عيناه كانت تدمع أحيانا..لم يكن ينتظر أن يُكافأ بهذه الطريقة..أكثر من عشر سنوات ضمن كتيبة المحاربين ثم إبعاده قبل أول مباراة في المونديال بـ48 ساعة..يزيد منصوري القائد السابق للخضر فتح قلبه لـ"الشروق اليومي"، تحدث عن قصة إبعاده، عن سعدان، عن الخضر، عن ناديه الجديد، وعن ذكرياته مع المحاربين، وأبى إلا أن يوجه عبر الشروق اليومي رسالة لكل عشاق الخضر يقول فيها "أنتم رائعون ولن أنسى تعلقكم بالمنتخب واستقبالكم لنا بعد ملحمة أم درمان".

كنت مستهدفا في كأس العالم وتعاملت مع الأمر باحترافية
بعيدا عن علاقتي به أنا مع بقاء سعدان


هل يزيد استعاد إمكانياته وهو مستعد لخوض هذه التجربة الجديدة بالخليج؟
نعم أنهينا لتوّنا المعسكر التحضيري بألمانيا بعد موسم شاق خضت فيه العديد من المباريات في تصفيات كأس العالم ثم لعبت كأس إفريقيا فضلا عن خوض معسكر طويل للتحضير لكأس العالم التي لم أشارك فيها للأسف، لذا كان لابد من أخذ قسط من الراحة أولا، لكن الحمد لله أحس نفسي في حالة جيدة ومستعد لتشريف عقدي مع نادي السيلية .

هل اللغة لم تُشكل لك عائقا في بدايتك الأولى؟
الحمد لله، أجيد الكلام باللغة العربية واللغة الفرنسية ونوعا ما اللغة الإنجليزية وبدأت أتعلم اللغة العربية، لاسيما اللهجة الخليجية التي تختلف عن لهجتنا الجزائرية وصعبة نوعا ما، ومع الوقت سأتأقلم.

المفاوضات كانت سرية وغير معلنة كيف تمت؟
كانت سريعة وتمت خلال معسكر المنتخب الوطني بسويسرا بعد أن راسلوني عبر الفاكس واتصلوا بي ثم جاء المسؤولين إلى سويسرا
وأجّروا غرفة في الفندق الذي كانت فيه العناصر الوطنية وتفاهمنا على كل شيء بسرعة ووقعت لمدة سنة .


وهل كانت لك إتصالات مع نوادي خليجية أخرى؟
كانت لي إتصالات في دبي مع نادي العين وأخرى أوروبية، لكن فضلت الدوري القطري .

ولماذا السيلية والدوري القطري بالضبط؟
اخترت السيلية لأن الدوري القطري أصبح له شأن، ويُتابعه المختصون
ويتصدر مختلف عناوين وسائل الإعلام، كما أن قطر دولة لها من الإمكانيات ما يسمح لأي لاعب بأن يطمح ليخوض هذه التجربة، فالدوري القطري حاليا لم يعد يضم فقط من تقدم في السن فلما ترى بكاراكوني
وعبد القادر كايتا ونذير بلحاج تعرف أن هذا الدوري له سمعة لابأس بها، فضلا عن أن لاعبين كبار ونجوم مروا من هنا كباتيستوتا وغوارديولا
ورابح ماجر فهذا أمر محفز .

اللاعبون الجزائريون أسهمهم لم ترتفع في السوق عكس ما كان متوقعا؟
ج: لكن هذا المشكل ليس حكرا على اللاعبين الجزائريين فقط، بل يمتد لكل لاعبي العالم، وأظنه راجع للأزمة الاقتصادية، فهذا العام لم نسمع بلاعب وقع عقد بقيمة كبيرة، صحيح أننا استفدنا من الإشهار عبر وسائل الإعلام لكن الأمر عام.

لنُعرّج على المنتخب الوطني حيث كنت قائده إلى غاية 24 ساعة قبل مباراة سلوفينيا، حيث تم إبعادك، هل أنت راضي على مشوار المنتخب؟
كمحترفين لايُمكن أن لا نفخر بهذا المشوار، لأن الإمكانيات كانت متوفرة وكانت لنا مكانتنا، وكان بإمكاننا المرور، صحيح المباراة الأولى كانت محتشمة ربما لأنها بداية اكتشاف المونديال، لكن للأسف هي المباراة التي أبعدتنا من السباق للمرور إلى الدور الثاني، رغم أننا في كأس إفريقيا خسرنا مواجهتنا الأولى، لكن عرفنا كيف نتدارك، وكاد يحدث هذا في مباراة إنجلترا التي أعتبرها مباراة جميلة .

(مقاطعة ) مباراة جميلة بتكتيك ( 10 - 0 - 0 ) ؟
(يضحك) صحيح اختيارات المدرب خاصة جدا، ففي مباراة أمريكا مثلا لا خيار أمامنا سوى الفوز وبفارق هدفين، لكن المدرب لعب بخطة دفاعية ثم لما تراه يُغيّر وسط ميدان هجومي بوسط ميدان دفاعي لا تفهم شيئا، فلا يوجد فرق إذا خسرت بواحد لصفر أو بعشرة لصفر.

تبلغ من العمر 32 سنة وكنت قائدا، ثم أنت من أعمدة المنتخب لماذا قرّرت الاعتزال؟
ج: لعبت لعقد كامل في المنتخب وتعرفت على كل المدربين الذين مروا على المنتخب خلال هذه الفترة، لقد لعبت كل التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا، ولم أغب إلا عن لقاء رواندا بسبب العقوبة، ولعبت كل المباريات الودية، كما لعبت كأس إفريقيا بطريقة رائعة مع حسان يبدة وشكلنا ثنائي رائع وتلقينا التهاني من المدرب ومن رئيس الفاف، ثم لما تأتي كأس العالم تضعني على الهامش بدون أسباب..(يتأثر جدا)..أتركني ألعب المباراة الأولى ثم احكم على مستواي، إذا لم أقدم ما عليّ أبعدني من المنتخب وليس مشكل بالنسبة لي هذا..(عيناه تغرورقان) . ..

هل هذا هو السبب الذي دفعك لاعتزال اللعب دوليا؟
هو سبب من الأسباب، وربما سبب قوي .. نعم لابد أن أتوقف عن اللعب دوليا .

سعدان قبل مباراة سلوفينا بـ48 ساعة صرّح للقناة الثالثة الجزائرية أنك دائما القائد وستكون لاعبا أساسيا، ماذا حدث بالضبط حتى أجلسك في الاحتياط؟
للأسف سمعت تصريحات أخرى تقول أن سعدان أخبرني بأنه لن يعتمد علي منذ معسكر سويسرا، وهذا أمر عار من الصحة، ولم يخبرني به لا في سويسرا ولا في ألمانيا، ثم بالله عليك أعطيني لاعب أدى مباراة رائعة ضد صربيا وإيرلندا لقد كنا جميعا خارج الإطار، لماذا بالضبط منصوري؟؟ كنت مستهدفا .

لماذا لم تستفسر عند المدرب عن سبب إبعادك بهذه الطريقة؟
لم يكن يملك الشجاعة ليُحدثني، وقبل يومين من مباراة سلوفينا جاءني للغرفة وتحدثنا، وقال لي منصبك فيه منافسة شديدة، وقلت له نعم، وهذا ليس بالمشكل بل أمر مشجع، ربما كان حديثه تمهيدا لإبعادي..منذ 4 أشهر لعبت كأس إفريقيا، ولعبت المباراة الفاصلة وتلقيت التهاني على ما قدمته، ثم يتغير كل شيء !! ، إذا كان للأمر علاقة بجلوسي في كرسي الاحتياط في لوريون فهذا بسبب المنتخب الوطني وعدم تمديدي للعقد،
وإذا لعبت فتُمنح لي شارة القائد، ولكي تتحصل على شارة القائد في فرنسا يلزمك عمل كبير، ثم هناك الكثير من اللاعبين من كانوا احتياطيين في نواديهم كزياني وحليش وعنتر وبلحاج ويبدة، وليس منصوري فقط، كلنا كنا في وضعية واحدة..(عيناه تغرورقان مجدّدا) ..أهلت بلدي وأعطيت كل ماعندي وتشكرني بهذه الطريقة، لست متفق معك يا "كوتش ".

وهل تكلم معك رئيس الفاف؟
قال لي ابق محترفا، وللأمانة لم أتكلم لا مع سعدان ولا مع جلول طيلة كأس العالم، لكن بقيت محترفا، كنت أتدرب بانتظام أحاول خلق أجواء مرحة بين اللاعبين، مارست دوري وكأني القائد لأساعد منتخب بلدي، ولاحظت ذلك في آخر حصة تدريبية، ثم تفاجأت بوسائل الإعلام تقول أن منصوري رفض التسخين في مباراة سلوفينا!! كيف أقوم بعملية التسخين والمدرب لم يطلب مني ذلك، ثم لماذا أرفض التسخين وإذا أردت الإحتجاج كنت لا أتدرب وأبقى حبيس غرفتي، لذا قلت أن هناك شيء وراء كل هذا..(يتأثر مجدّدا).

يبدو أننا قلبنا المواجع وذكرناك بأسوأ ذكرى؟
ج:(يصمت مطولا) ..أقول لك ولكل الجزائريين ولكل من يعشق المنتخب الجزائري، "معليش"لقد أهلت منتخب بلدي بدون "مزية"مني للمونديال، لكن الشيء الذي أحتفظ به بشدّة ذلك الاستقبال الرائع الذي خصيتمونا به لما عدنا من أم درمان، لن أنسى تلك اللحظات..لما شاهدتكم بالملايين في الشوارع تحتفلون بما قدمه الخضر يغطي على كل ذكرى سيئة .

حتى الجزائريين تعاطفوا معك ولم تعجبهم الطريقة التي أبعدت بها؟
لما وقعت في السيلية وعدت للجزائر لمدة يومين قابلت الجمهور الجزائري وعبروا لي عن استياءهم وأنا ممتن لهم بالمناسبة..والله (يحلف برأس أولاده وينطقها بالفرنسية)، ضيّعت عقدي مع كوفنتري سيتي في إنجلترا بسبب كأس إفريقيا 2004 بتونس لأني رفضت أن أنفذ قرارات النادي، كنت ألعب مع المغربي يوسف السفري، هو سمحوا له بالذهاب، بينما أنا رفضوا وكنت قادرا على بعث مشواري في إنجلترا، لكنهم قاموا بإلغاء عقدي قبل موعد انتهاء الدوري بسبب كأس إفريقيا .

ألا تظن أن مجيء يبدة ولحسن هو سبب إبعادك من المونديال؟
ج: يبدة لعبت معه في كأس إفريقيا وشكلنا ثنائيا رائعا، ولحسن لاعب ممتاز ومرحبا به، لكن مثلما قلت إذا لم أقدم الشيء المنتظر مني عليك بإبعادي لا أن تبعدني وأنت لم تجربني!! ثم يُمكنك اللعب بثلاثة لاعبين ارتكاز ويبدة يتقدم قليلا للأمام..لكنها الحياة واختيارات الطاقم الفني لابد من احترامها وهذا ما قمت به وكنت محترفا مع هذه القرارات ..

التأثر باديا عليك يزيد ربما هي الذكرى الأسوأ في مشوارك؟
ج : نعم كان حلمي منذ الطفولة لكن "معليش " والحمد لله الحياة استمرت وإن شاء الله أنجح في تجربتي الجديدة وأسيّر مشواري .. سأكون مع عائلتي وأعيش حياتي وأشرف عقدي .

هل أنت مع بقاء أو إقالة المدرب الوطني رابح سعدان؟
بغض النظر عن وضعيتي مع سعدان وقصتي في كأس العالم، ما قامت به الفاف خطوة صائبة، فالإبقاء على سعدان أمر مهم لضمان الاستقرار
ومواصلة العمل الذي انطلق منذ 4 سنوات .

وهل أنت مع المطالبين بتزويد الطاقم الفني بمساعد آخر له خبرة؟
ج : نعم أرى هذه خطوة مهمة على الأقل لتنويع الاختيارات التكتيكية

س : خلال المونديال لم يُسجل الخضر أي هدف هل هي مسؤولية المدرب أو الهجوم أم مسؤولية جماعية؟
ليس خطأ أحد، لم نستغل الفرص التي سنحت لنا فقط، ولابد من تصحيح هذا، ومباراة تانزانيا جاءت بسرعة ولابد من العمل في المباراة الودية ضد الغابون على هذا الجانب .

بما أنك القائد السابق للمنتخب الوطني، بصراحة ماذا حدث بالضبط لزياية في كأس إفريقيا، هل صحيح أن المحترفين همشوه؟
لا... هذا غير صحيح، زياية كان يتدرب بشكل عادي معنا، أظن أنه لم يقبل بوضعيته كإحتياطي يدخل في الدقائق الأخيرة أو يبقى على الهامش، لكن دعني أقول لك إنه لاعب جيد ورائع وسيُعطينا دفعا قويا..عفوا سيعطي للمنتخب (يضحك) إني أتكلم وكأني لازلت مع الخضر..لكن سأبقى داعما لمنتخب بلدي إلى آخر رمق .

بالنسبة لوضعيتك خلال المونديال هل كان لك إتصال مع اللاعبين للرفع من معنوياتك؟
ج : تكلم معي الكثير من اللاعبين يومها ورفعوا معنوياتي لأننا نشكل عائلة واحدة، وحاليا لم تنقطع اتصالاتنا فبلحاج كلمته في الهاتف
ومجيد التقيته من يومين، وغيلاس اتصل بي منذ قليل، وبوعزة أيضا وسألتقي بصايفي هنا بقطر .. الحمد لله علاقاتنا لا تزال مثلما هي ثم إننا نملك مغامرات مع بعض، إنه التاريخ .