أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفضه لفكرة المقاومة المسلحة ضد (إسرائيل)، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية أكدت معارضتها لهذه الفكرة التي طرحتها بعض الدول العربية على قمة سرت الأخيرة.
وتساءل عباس في سياق مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: “لماذا يريد العرب فرض المقاومة المسلحة علينا؟ إذا كان العرب يريدون الحرب فنحن معهم وإذا كانوا لا يريدون الحرب ولا يريدون السلام في الوقت نفسه فإن حالة لا سلام ولا حرب غير ممكنة”.
كما انتقد رئيس السلطة الدول العربية لعدم قيامها “بأي شيء لترويج مبادرة السلام العربية لا عالميا ولا محليا”، وأشار إلى انه شخصيا طلب من صحف عربية أن تنشر المبادرة لكنها رفضت ذلك لأنها كانت تحمل علم (إسرائيل(
واعتبر أن المبادرة العربية هي أهم سلاح في يد العرب ويمكن استخدام الرفض الإسرائيلي لها لإحراج (إسرائيل(
وشدد عباس على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بشن حرب ولن يقبل بالمقاومة المسلحة لأنه يعرف نتائجها.
وبحسبه “لقد دُمِّرنا في الانتفاضة الثانية ودمرنا في العدوان على غزة، وليس لدي استعداد لتدمير شعبنا مرة أخرى”.
وأضاف: “إن البديل هو المقاومة الشعبية”، مشيراً إلى أن مقاطعة منتجات المستوطنات هو جزء من المقاومة الشعبية.
وردا على سؤال حول الجهود لتحقيق المصالحة مع حركة حماس قال عباس: “إن حماس في غزة تقول إنها ضد إطلاق الصواريخ وتتحدث عن دولة في حدود عام 1967 ولذلك لا فرق بين مواقفها السياسية والأيديولوجية ومواقف حركة فتح” .
وتابع : “إن قطاع غزة في حالة تدهور يومي اجتماعي واقتصادي”، متهما حماس بتهريب السلاح والمتفجرات وتجميعها في الضفة الغربية، ومشيراً في الوقت ذاته إلى إن “أجهزة الأمن الفلسطينية تضع أيديها يومياً على مخازن للسلاح”.
من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس كثرة الحديث المزعوم عن تخليها عن خيار المقاومة المسلحة بأنه “نوع من أنواع التزوير المقصود عمداً والذي يراد منه إقناع الأمة بالتراجع عن هذا الخيار في التصدي للاحتلال وانتزاع الحقوق”. مؤكدةً أن المقاومة هي حقٌ مكفول للشعوب المظلومة والمقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير الأرض والمقدسات.
وقال د.صلاح البردويل القيادي في حركة حماس الخميس 6-5-2010: “إن الحرية لا يمكن أن تنال إلا بالقوة، وإن تصريحات عباس خالفت المنطق الطبيعي للإنسانية الذي عرفه البشر، والقاضي بضرورة الدفاع عن الأرض والمقدسات”.
وجدد تأكيد حركته على أن المفاوضات مع الاحتلال مضيعة للوقت، “ولن تأتي بنتيجة سوى المزيد من تكريس الوقائع على الأرض والتضييق على الشعب الفلسطيني وعلى أجياله القادمة”.