وحّدت الاحتفالات بالذكرى الـ36 ليوم الأسير في فلسطين، هذا السبت، مناضلي حركتي فتح وحماس الذين ساروا جنبا إلى جنب رافعين شعارات مطالبة بنقل قضية الأسرى الفلسطينيين أمام المحافل الأممية باعتبارهم أسرى حرب، وأتى ذلك تزامنا مع مطالبة عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني، بالتحقيق في استشهاد الأسير رائد محمد أحمد أبو حماد (27 عاما) في معتقل (ايشل) في النقب نتيجة الإهمال الطبي وسوء معاملة سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وشهد إحياء ذكرى يوم الأسير، إقامة مهرجانات ووقفات اعتصامية واحتجاجية في جميع الأراضي الفلسطينية، كما أقامت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير مهرجانا مركزيا شارك فيه آلاف الفلسطينيين تعبيرا منهم على وقوفهم إلى جانب الأسرى ورفضهم لمعاناتهم اللامتناهية على يدي الاحتلال.
وحضر المهرجان الذي أقيم بالقرب من ميدان المنارة وسط مدينة رام الله، عشرات الآلاف من أهالي الأسرى والمعتقلين من أبناء الشعب الفلسطيني الذي رفعوا لافتات تؤكد استمرار الصمود حتى تحرير كافة الأسرى القابعين في سجون الاحتلال.
وفي مهرجان شهد التحام ناشطي حركتي فتح حماس، أجمعت الفعاليات الفلسطينية المشاركة، على مطالبة المجتمع الدولي بالعمل على إطلاق سراح الأسرى، بينما عرفت غزة اعتصام عشرات الفلسطينيين اليوم أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ونفذ هؤلاء إضرابا عن الطعام تضامنا مع الأسرى في السجون الإسرائيلية، وشاركت في الاعتصام أمهات للأسرى رفعنّ صور أبنائهنّ ورددنّ هتافات تطالب بإنهاء معانتهم.
بدوره، دعا محمد فرج الغول وزير الأسرى في الحكومة الفلسطينية المقالة إلى أسر جنود إسرائيليين لتحرير الأسرى الفلسطينيين، مؤكدا في كلمته خلال الاعتصام، على ضرورة انتفاض كل الفصائل الفلسطينية لنصرة قضية الأسرى التي توحد الفلسطينيين.
من جانبه، شدّد صابر أبو كرش مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين، أنّه كلما توحّد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية في إضرابهم عن الطعام برسم معركة الأمعاء الخاوية، توحدت كافة الفصائل الفلسطينية أيضا في خيمة الوحدة الوطنية للتضامن مع الأسرى وإسناد قضيتهم.
في غضون ذلك، بدأ نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية إضرابا عن الطعام اليوم، احتجاجا على الممارسات اللانسانية من قبل إدارة السجون الإسرائيلية تجاههم وتجاه ذويهم، ومن المقرر أن يقوم الأسرى بإضراب مماثل في السابع والعشرين من الشهر الجاري، مع الإشارة إلى أنه سبق ذلك إضراب عن الطعام في السابع من الشهر ذاته.
إلى ذلك، أصدر نادي الأسير الفلسطيني بيانا أظهر فيه العدد المتزايد للأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث باتوا يبلغون قرابة ثمانية آلاف أسير يتوزعون على 25 معتقلا ومركزا للتوقيف والتحقيق، أكبرها “النقب” و”مجدو” و”عوفر”.
وأشار البيان ذاته إلى أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت ما يزيد عن 70 ألف فلسطيني منذ عام 2000، بينهم ثمانمائة أسيرة، وما يزيد عن ثمانية آلاف طفل، مشيرا إلى 780 أسيرا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو عدة مرات من بينهم 25 أسيرا تجاوزت مدة اعتقالهم ربع قرن.
من جانبها، أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم في بيان لها، أنّ التوقيع على أي اتفاق سياسي بين فلسطيني وإسرائيل مرهون بإطلاق سراح جميع الأسرى المعتقلين من سجونها.
واتهمت اللجنة إسرائيل بالاستهتار بالأعراف والاتفاقات الدولية التي ضمنت للشعب الفلسطيني حقه في الكفاح لنيل استقلاله الوطني وطالبت بتوفير حماية دولية للأسرى الذين يتعرضون لشتى أنواع “التعذيب والتنكيل”.