يقال الكثير عن العلاقة بين المدرب الوطني رابح سعدان واللاعبين الدوليين القدامى الذين كتبوا تاريخ الكرة الجزائرية بأحرف من ذهب، حيث لا نفشي سرا إذا قلنا بأن هذه العلاقة لم تكن أبدا على ما يرام، وذلك على خلفية ما حدث في مونديال مكسيكو.
وربما هذا الانطباع هو الذي دفع بمنشط حصة »المدار" التي تبثها قناة أبو ظبي الرياضية إلى طرح سؤال في هذا الاتجاه على المدرب الوطني عندما استضافته القناة الإماراتية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث حاول الصحفي استفسار الناخب الوطني عن السر الذي يدفعه في كل مرة يكون فيها على رأس الخضر لعدم الاستعانة ببعض اللاعبين القدامى ضمن طاقمه الفني مثلما هو معمول به في أغلبية المنتخبات الأخرى .
والواقع أن سعدان ترك الانطباع من خلال إجابته بأنه ليس ضد فكرة الاعتماد على اللاعبين القدامى في طاقمه الفني، بل أنه أكد استحسانه لتحوّل هؤلاء اللاعبين إلى ميدان التدريب إلى درجة أنه يرى بأن خبرتهم الطويلة في الميادين تساعدهم كثيرا للنجاح في مهامهم الجديدة، ولكن ذلك لا يكفي وحده، على حد قوله، مضيفا:»شخصيا، أعتمد على بعض المقاييس العلمية لاختيار أعضاء طاقمي الفني، صحيح أني لا أنكر فضل الخبرة التي اكتسبها اللاعبون القدامى في الميادين لصقل مواهبهم على مستوى التدريب، ولكن ذلك مرهون أيضا بالتكوين العلمي لهؤلاء، لأن الكرة الحديثة تحتم على أي مدرب أن يكون على علم بعدة قواعد علمية، فليس لدى أي ناخب وطني الوقت لتكوين المدربين المساعدين له، حيث يتوّجب على هؤلاء أن يتمتعوا ببعض المزايا التي يكتسبونها من خلال دراسات عليا تسمح لهم بالقيام بكل ما يطلبه منهم المدرب الرئيسي".
والواضح من حديث سعدان في هذه النقطة أنه لا يتردد في الدفاع مجددا عن أعضاء طاقمه الفني بعد الزوبعة الكبيرة التي حدثت بخصوص مستقبلهم مع المنتخب الوطني، سيما بعد هزيمة الخضر أمام صربيا في المباراة الودية الأولى التي أعقبت نهائيات كأس إفريقيا للأمم، حيث سارعت بعض الأطراف للمطالبة بتغيير الطاقم المساعد للناخب الوطني، ولكن هذا الأخير بقي متمسكا بمساعديه، وهاهو يستغل الفرصة هذه المرة للتعبير عن ارتياحه لكفاءتهم العالية وتكوينهم العلمي الكبير، حيث يكون قد رد بطريقته على كل الذين سارعوا لانتقاد معاونيه.