صانع اللقب القاري الوحيد للمنتخب الوطني لـ "الشروق": شريف الوجاني يتحدث عن "الخضر" قبل أيام من المونديال

متفائل ببلوغ الدور الثاني وتقديم أداء جميل في المونديال

الهزيمة من صربيا ستكون لها مفعول إيجابي للخضر

لم يبارح مخيلة الجزائريين ذاك الهدف الذي أهدى الجزائر اللقب القاري الوحيد عام 90 مثلما لا زال يتردد اسم مسجله شريف الوجاني في كل مرة، لكن لطالما تساءل كثيرون أين هو صاحب الهدف الذهبي.

شريف الوجاني قلب هجوم الخضر السابق لم يبتعد كثيرا عن محيط المستديرة فتحول من مدرب بفرنسا قبل أن يتولى حاليا لجنة الاستقدامات على مستوى فريق ليل في الدرجة الأولى.
وعلى قلة تصريحاته الصحفية يطل علينا شريف الوجاني في هذا الحوار الشيق ليأخذنا إلى عوالم الخضر في طريقهم الى المونديال ووجهة نظره حول الأحداث الأخيرة التي تتلاحق والجدل الدائر قبل أيام فقط من المونديال.

* ألا زلت مُلما بما يحصل في الكرة الجزائرية؟
- عموما يمكن القول نعم، لكن أخص بالذكر المنتخب الوطني، أما عن البطولة الجزائرية فالمعلومات التي بحوزتي قليلة جدا، فأنا متأسف كثيرا لذلك.

* طيب، حديثنا سيقتصر فقط على المنتخب الوطني؟
- تفضل، وبالمناسبة أهنئ الشعب الجزائري ببلوغنا المونديال بعد طول غياب، وهذا مكسب للكرة الجزائرية سيعيدها للواجهة العالمية.

* وكذلك بلوغ المربع الذهبي في كأس إفريقيا؟
- هذا جيد، رغم كل ما قيل، فمجرد تخطي الدور الأول يعد نتيجة ايجابية طالما أن المنتخب غاب عن الدورتين الماضيتين، وأعتقد أن الفرحة كانت مضاعفة، ومهما كل ما قيل عن منافسات كأس إفريقيا فإني فخور بما قدمه المنتخب الوطني.

* لكن هذه المكاسب بدأت تتلاشى لدى الجماهير الجزائرية بعد الهزيمة من صربيا في المباراة الودية؟
- لم أتمكن من متابعة هذه المباراة وشاهدت ملخصا عنها بسبب ارتباطاتي، لكن أعتقد أن الهزيمة في مباراة ودية سيكون لها الأثر الإيجابي على المنتخب الوطني، لأخذ العبر والتحضير جديا للمونديال، وبالتالي لا قلق على المنتخب الوطني وعلى الجماهير أن تتفاءل بمستقبل منتخبنا.

* بعيدا عن العاطفة.. المنتخب الوطني لم يقدم أداء يليق بمنتخب بلغ المونديال؟
- لا يجب الحكم على المنتخب واللاعبين في مباراة ودية، هي اختبار حقيقي قبل المونديال، لكن ربما ظروف المباراة قد تجعلنا نظلم هذا المنتخب، خاصة وأنه قد خرج من تصفيات شاقة ونهائيات كأس إفريقيا بالإضافة إلى وضع اللاعبين في أنديتهم.

* إذن متفائل بمستقبل "الخضر" والمشاركة المقبلة في المونديال؟
- بطبعي متفائل، مثلما أتوقع أن المنتخب الوطني سيكون في المستوى يوم العرس العالمي، علينا أن نعالج أوضاع المنتخب بروية وحكمة ودون التسرع، ولا بد من معرفة مكمن الخلل قبل اتخاذ أي قرار، وأدرك أن المدرب الوطني رابح سعدان له من الخبرة ما يؤهله لتقييم المنتخب بشكل جدي ودون الانصياع للضغوطات، وسيتمكن من تحضير المنتخب بشكل جيد.
* المدرب الوطني أقدم على إبعاد سبعة لاعبين أغلبهم من المحليين، ويسعى لتعويضهم بلاعبين آخرين؟
- هو محق في ذلك، سلفا قلت إن مباراة صربيا لها المفعول الإيجابي، فقد بينت الأمور أن أوضاع المنتخب ليس مثلما تنتظره الجماهير وتتمناه، فالكرة الجزائرية لها سمعة كبيرة في الخارج من خلال الأداء الفني الجميل، خاصة في المواعيد الكبرى، وبالتالي فهو يسعى الى معالجة الأوضاع، وهو المسؤول الأحق باتخاذ أي قرار، وطالما قرر إبعاد هؤلاء اللاعبين فهو يتطلع للاعبين أفضل بإمكانهم مقارعة الكبار.

* بالمناسبة، فإن المنتخب لم يعد يضم لاعبين محليين، برأيك هل البطولة الجزائرية عجزت عن تكوين لاعب يمكن أن يلعب للمنتخب؟
- المدرب هو أدرى بالأمور، آسف فأنا لا أتابع مجريات البطولة الجزائرية، لذلك لا يمكن أن أحكم عليها بالضعف أو التواضع، لكن الاعتماد على المحترفين عاد بالفائدة على المنتخب الوطني، وأغلب لاعبينا ينشطون في أندية من مختلف البطولات القوية، وهذا سينعكس إيجابا على مستوى المنتخب الوطني.

* ألا تشعر بالحرج من غياب لاعبين محليين في المنتخب؟
- أبدا، إلق نظرة على باقي المنتخبات الإفريقية، فمثلا كوت ديفوار أو نيجيريا أو الكاميرون هل تضم هذه المنتخبات لاعبين محليين، الإجابة ستكون نادرا أو لا وجود للاعبين محليين في هذه المنتخبات، لكنها تتأهل بشكل دوري للمونديال والألعاب الأولمبية، كذلك الأمر بالنسبة للمنتخب الفرنسي ففي وقت من الأوقات لم يكن يضم ولا لاعبا ينشط في البطولة المحلية على الرغم من مستوى البطولة الفرنسية، لذلك لا أرى حرجا في ذلك، ففرنسا حصلت على كأس العالم بغالبية لاعبين لا ينشطون في البطولة المحلية.

* لكن قبل 70 يوما فقط من المونديال لا زال المدرب الوطني في جولة استكشافية يبحث عن لاعبين جدد.. أهذا منطقي؟
- لا عجب في ذلك، المدرب الوطني تأكد من محدودية عدد من اللاعبين في مواجهة صربيا، لذلك حاول تدارك الأمور، وأعتقد أن استقدام لاعبين جدد في الوقت الحالي أفضل من الاستفاقة أمام واقع مر في المونديال، لذلك فإن المدرب يحاول من واجب الاحتياط أخذ أفضل العناصر.

* إلى متى ستظل الجزائر رهينة ما تنتجه المدرسة الفرنسية؟
- أعتقد أن الوقت مناسب للتفكير في النهوض بالكرة الجزائرية محليا، الكرة الجزائرية كانت تنجب الكثير من المواهب، وفي بعض الأحيان كان مستواها أقوى من بعض البطولات الأوروبية لأنها كانت تعتمد على التكوين والموهبة، أما الآن فالأمر مختلف تماما، لذلك لا بد من العودة إلى نفس تلك المفاهيم إذا أردنا أن نعيد لها هيبتها، والاحتراف والعمل القاعدي نقطتان لا يمكن إهمالهما إذا رغبنا في بطولة تنجب لاعبين من طينة بلومي وعصاد وماجر.

* هناك موجة جديدة من اللاعبين الذين حملوا ألوان فرنسا في وقت سابق ورغبتهم في الانضمام للخضر.. هل من تفسير لهذه الظاهرة؟
- الجزائري سيبقى جزائريا أينما تواجد، لذلك لا يجب أن نعير لبعض الأمور التي تثير الحساسيات اهتماما، فلا يوجد جزائري من الدرجة الأولى وآخر من الدرجة الثانية، وكل من له مؤهلات وله أصول جزائرية فلا أحد بإمكانه أن يمنعه من اللعب للمنتخب وليس هناك أوصياء عليهم.. من هذا المفهوم أقول إن فتح الأبواب للجميع وعدم تهميش الجزائريين في الخارج سيعود بالفائدة على المنتخب الوطني، كما سيفيد كثيرا سمعة البلد.
لذا لا يمكن أن نعاتب من حملوا ألوان المنتخب الفرنسي في فئاته الشبانية وهم قاصرون، واختيارهم للمنتخب الوطني في الوقت الحالي يؤكد ارتباطهم بالوطن الأم.

* هناك أسماء كثيرة ترددت لتدعيم المنتخب الوطني مثل حارس المرمى ميكال فابر والعديد من الأسماء..
- لم أطلع على هذه القائمة، لكن أدرك قيمة هذا الحارس وأعرف جيدا إمكاناته، وقد أبلغت المدرب الوطني رابح سعدان العام الماضي عنه حينما التقيته بزرالدة أثناء كأس إفريقيا للناشئين، وتحدثنا في هذا الموضوع، وأعتقد أنه كثيرا ما رغبنا في البحث عن اللاعبين لما لا نفكر في البحث عن حارس متميز، والآن الأمر بيد المدرب الوطنين، بالنسبة لنا نتمنى أن يكون تعداد المنتخب قويا أثناء المونديال، نفتخر به أمام الملأ.


* هناك أسماء أخرى تنشط في البطولة الفرنسية مثل بودبوز؟
- أعتقد أن هذه الأسماء لها مكانها في الأندية الفرنسية، وبودبوز لاعب شاب وواعد لذلك من الجميل جدا أن يكون في المنتخب الوطني، مثلما هناك فاغولي لاعب غرونوبل... وهناك الكثير من الأسماء ستكون مفيدة جدا للمنتخب الوطني إذا أحيطت بالرعاية.

* من خلال متابعتك للمنتخب ما الذي ينقصه مع اقتراب المونديال؟
- بالنسبة لي بدا جليا أن المنتخب الوطني ينقصه قائد مجموعة، وقد لاحظت ذلك في مباريات الفريق، يحتاج الى لاعب ذي كارزما عالية بإمكانه فرض الهيبة في المنتخب.

* ولكن هناك يزيد منصوري أقدم اللاعبين في المنتخب؟
- قائد فريق شيء، وقائد مجموعة أمر آخر، أقصد شخصا بإمكانه قيادة المجموعة داخل الميدان، وأرى في كريم زياني تلك الصفات.

* هذا يقودنا إلى سؤال حول قضية "لحسن" ورفض بعض اللاعبين لوجوده في المنتخب.. فما هو تعليقك؟
- أدرك جديا أن المنتخب يحتاج إلى قائد بإمكانه تبسيط الأمور داخل الخضر ونقل أفكار المدرب إلى اللاعبين، أما وجود لحسن في المنتخب فهو قرار المدرب الوطني وهو يرى من هو الأحق بمن يضمه للتعداد، أما إذا كان ذلك يؤثر على روح المجموعة فلا بد من معالجة الأمر بحكمة، لكن أنا مع طرد أي لاعب يحاول ضرب استقرار المنتخب أو يؤثر على روح المجموعة ولا يجب الاستهانة بمثل هذا الأمور، وفي بعض الأحيان يمكن التضحية بلاعب مميز من أجل الإبقاء على المجموعة.

* بحكم خبرتك في الميادين.. كيف تعلق على ما يثار من جدل بشأن فعالية قلب هجوم الخضر عبد القادر غزال؟
- من العادة أن يكون قلب الهجوم هدافا، لكن نقص الفعالية والنجاعة لدى هذا اللاعب جعله محل انتقاد، ومن وجهة نظري فإني لا أشاطر هؤلاء لأن غزال ينشط كمهاجم وليس بالضرورة هداف فبإمكانه خلق الكثير من المساحات في دفاع الخصم، وهذا مفيد للبقية.

* كيف تقرأ حظوظ المنتخب الوطني في مجموعته بالمونديال؟
- أتمنى أن نكون في المستوى ونتخطى الدور الثاني، وأنا متفائل بذلك لأني أدرك قيمة اللاعب الجزائري في الموعد الهام.

* بلغة الأرقام والواقعية وبعيدا عن العاطفة، كيف تتوقع مشوار الخضر في مجموعتهم؟
- بإمكاننا بلوغ الدور الثاني لكن بشروط، لا بد أولا من التحضير بشكل جيد واللعب بالطريقة الجزائرية التي تعتمد كثيرا على الفنيات والإرادة الكبيرة، ولطالما تمكنا من تحقيق انتصارات باهرة على منتخبات قوية بفضل هذه الإرادة، وأعتقد أن نقطة قوة المنتخب الجزائري هي في العزيمة والإصرار، لذلك فإننا لا نخشى أي منتخب.

* يبقى الهاجس الكبير هو مواجهة المنتخب الإنجليزي المدجج بالنجوم..
- من الخطأ التفكير في مواجهة إنجلترا قبل سلوفينيا، فمباراتنا الأولى ستكون أمام المنتخب البلقاني الذي يملك لاعبين مميزين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية بانتظام، ولا يمكن أن نغفل قيمة هذا المنتخب الذي أقصى منتخبين كبيرين في مجموعته وهما منتخبي التشيك وبولونيا، ثم تمكن من قهر المنتخب الروسي المشكل في غالبيته من لاعبين يمثلون العماد الأساسي لفرق روبين كازان وسيسكا موسكو وزينت التي توجت بألقاب أوروبية.

* وما هو مفتاح تخطي عقبة الدور الأول؟
- يمر أولا بالتفكير في مباراة سلوفينا وتحقيق الانتصار.. والكارثة العظمى إذا استصغرنا هذا المنتخب، فالكل في الجزائر يعتبر ذلك هينا، لكن لا بد من تخطي عقبة سلوفينيا وبعدها الأمور لن تكون أصعب أمام إنجلترا وأمريكا إذا لعب المنتخب بنفس الروح.

* الإصابات توالت على نجوم المنتخب.. ألا يؤثر ذلك على "الخضر" في الوقت الحالي؟
- لا أعتقد أن الإصابات التي لحقت بلاعبي المنتخب الوطني خطيرة، ولذلك فإني أعتبرها مفيدة للبعض منهم لأنها ستريحهم من ضغط المنافسات في أنديتهم، سننتظر بعض الوقت لنعرف مدى إيجابية أو سلبية ذلك، ما نتمناه أن يكون الكل جاهزا مع انطلاق المونديال.

* في الأخير نريد أن نسألك عما تردد مؤخرا بشأن رغبة فريقكم ليل في ضم المدافع رفيق حليش.. هل تؤكدون ذلك؟
- تقصد اللاعب الذي ينشط في البرتغال، لقد تابعنا مشواره لكني أنفي ذلك، أنا المكلف بالانتقالات في المغرب وتونس والجزائر ولم نتطرق للموضوع، لكن هذا لا ينفي رغبتنا في ضم لاعبين من أصول مغاربية، فنحن نتابع عددا من اللاعبين ولا يمكن أن نبوح بأسمائهم.