بعد صمت دام عدة سنوات، لأسباب قال لنا أنها شخصية، ها هو أسطورة كرة القدم الجزائرية ولاعب المنتخب الوطني الأسبق، مصطفى دحلب، يقرر التعبير عن رأيه فاتحا قلبه لـ "الـشروق" في حوار حصري و صريح، كشف خلاله عن موقفه من تسارع الأحداث داخل المنتخب الوطني والكرة الجزائرية، مؤكدا أن نجاح الخضر في مونديال جنوب إفريقيا مرتبط بنتيجة المباراة الودية التي سيخوضها أشبال الناخب الوطني، رابح سعدان، أمام إيرلندا في دوبلان نهاية هذا الشهر. كما يتوقع دحلب أن تخطي الخضر للدور الأول من المونديال قد يشكل معجزة.
لا أعترف بودادية اللاعبين القدامى طالما أنها تنشط تحت رعاية الفاف
منتخب فرنسا لن يتخطى الدور الأول لأنه عديم الروح
- صباح الخير مصطفى، معك صحفي جريدة " الشروق " نريد أن نحاورك حول عدة نقاط، وأنت الذي غبت عن الأنظار منذ مدة طويلة؟
فعلا، لقد قررت منذ مدة عدم التصريح والتزام الصمت، حتى لا يقال إنني أشوش على الناس، كما أنني غادرت المحيط الكروي منذ سنوات، وقد فضلت البقاء في موقع المتفرج والمناصر للمنتخب الوطني من بعيد.
- لكن هذا قد لا يمنعك من التحدث لقراء " الشروق " الذين بدون شك سيسعدون بإطلالتك عليهم بعد طول الغياب؟
) يبتسم (... تفضل أنا مستعد للإجابة ...
- أولا، مصطفى دحلب، سمعنا أنك كنت في وادي رهيو لتكريم إحدى المدارس الكروية هناك، هل هذا صحيح؟
فعلا، ذهبت إلى وادي رهيو من أجل المساهمة في تكريم المدرسة الكروية للمدينة، التي تقوم بعمل كبير وجبار في هذا النطاق، وأنا سعيد جدا بما تم إنجازه، لأن كرة القدم الحديثة تعتمد على التكوين بالدرجة الأولى، ففي واد رهيو يوجد مشروع كبير، ونتائجه ستظهر مع مرور السنوات .
- لماذا قررت الابتعاد عن الأضواء، وأنت الذي يشهد لك الجميع، سواء هنا في الجزائر أو في فرنسا، بتجربتك ومهاراتك الكبيرة؟
لقد قررت التفرغ كلية لانشغالاتي المهنية والتزاماتي الأخرى وعدم الزج بنفسي في كرة القدم، وأنا مرتاح جدا بذلك .
إذن أنت تنشط بعيدا عن كرة القدم؟
بطبيعة الحال، لقد قررت الاستثمار في مشاريع متعلقة بالبيئة، بعيدا عن الرياضة، لكن هذا لا يعني أنني لم أعد أتابع أخبار الكرة، سيما في الجزائر، حيث سيلعب المنتخب الوطني للمرة الثالثة نهائيات كأس العالم، فالحدث ـ شئنا أم أبينا ـ أصبح كرويا، منذ أكثر من عام لدى كل الجزائريين دون استثناء .
-
وهل أنت عضو في ودادية اللاعبين القدامى التي يرأسها علي فرڤاني؟
ماذا تقول ! ؟ ... ودادية اللاعبين القدامى ... ؟لا . لست عضوا فيها ولن أكون أبدا .
-
من موقعك كلاعب دولي سابق، كنا نظن أنك أحد المنخرطين فيها؟
لا، هي تابعة للاتحادية، ولا أرى سببا للالتحاق بها، لأنها ـ أولا ـ غير مستقلة، كما أنها تقوم بنشاطات سياسية، وأنا ضد مثل هذه الأفكار، الأجدر أن تسمى رابطة لا ودادية .
- ماذا تقصد بنشاطات سياسية؟
إنها بصدد خدمة برنامج الفاف، لا اللاعبين القدامى، ولست مهتما بعضوية هذه الجمعية .
- إذن أنت عضو في جمعية اللاعبين القدامى التي يشرف عليها ناصر بويش؟
لا، لست عوضا لا في هذه ولا في تلك، أفضل البقاء بعيدا، لكن بالمقابل أنا مستعد لتقديم المساعدةو فقط من باب الوطنية والصداقة مع كل هؤلاء اللاعبين السابقين .
-
لم نشاهدك في الدورة الكروية الأخيرة داخل القاعة التي حضرها زين الدين زيدان بالجزائر؟
* ببساطة لأنه لا أحد اتصل بي أو فكر في شخصي، لا يمكني أن أحضر دون دعوة المنظمين .
- إذن كنت ستحضر لو وجهت لك الدعوة؟
لا أدري، المهم لا أحد فكر في رفع سماعة هاتفه والاتصال بي .
وتابعت بدون شك مسار المنتخب الوطني في التأهل للمونديال، ما رأيك فيه؟
بصراحة، لقد أدى مشوارا جيدا، وكان رائعا منذ البداية، وشخصيا ما يؤسفني كثيرا لحد الساعة، ما حدث للاعبينا في القاهرة لما اعتدوا عليهم، صراحة مشاهد عار حقيقية، لا تشرف المصريين، والحمد لله أن عدالة السماء كانت حاضرة، ومنتخبنا تأهل في السودان.
والفيفا لحد الساعة لم تنطق بأية عقوبة ضد المعتدين؟
هذا دليل آخر على أن الفيفا لم تكن يوما مع القضايا العادلة، لقد كشفت محدوديتها وميولها نحو الدول ذات النفوذ، انظر لما تعلق الأمر بأحداث تركيا، لقد تحركت بسرعة وأصدرت عقوباتها، بينما هذه المرة مع منتخب مصر لم تتحرك دفاعا عن مصالحها هناك في مصر، وما أدهشني أكثر، هو سكوت الكاف في هذه القضية، لقد التزم حياتو ومن معه الصمت، وكأن المباراة جرت في قارة أخرى غير القارة الإفريقية، فلم نسمع عنه ولو موقفا بسيطا أو استنكارا بالكلمة فقط، بينما لما تعلق الأمر بمنتخب الطوغو المسكين، فقد سارع لمعاقبته، حتى ولو كان هو المظلوم، ولحسن الحظ أن العقوبة قد ألغيت بعد تدخل وساطة الفيفا. فكلها هيئات لا تبحث سوى عن مصالحها، لقد تحدثت مؤخرا عن دور الفيفا والكاف، وكلامي لم يفهمه البعض، قلت إن الفيفا لم تقدم شيئا لخدمة كرة القدم في البلدان النامية والفقيرة، مقارنة باهتمامها الكبير بالإشهار، ومدا خيل المباريا ت والنقل التلفزيوني، كلامي هذا لم يعجب البعض، وآخرون أولوه و أحدثوا ضجة، صراحة لم يعد هناك مسيرون على صعيد الهيئات الدولية، بل المصالح هي التي تحركهم .
- وما رأيك في مشوار المنتخب الوطني ميدانيا؟
كما قلت لك من قبل، المشوار كان جيدا، والناخب الوطني كان مقتنعا بالمجموعة كلها، لكن للأسف مع اقتراب موعد الذهاب إلى جنوب إفريقيا، تفطن أنه لا يملك تشكيلة قوية أو لاعبين ممتازين، فراح يغير المجموعة ويستنجد بلاعبين سيلعبون لأول مرة للمنتخب في المونديال، وهذا الأمر لم أفهمه تماما .
- إذن أنت ضد مثل هذه الخيارات؟
لا يمكنني أن أعلق كثيرا على هذا الأمر، فالمدرب وحده هو من يملك الإجابة الكافية، أتمنى فقط أن يحقق المنتخب الوطني نتائج إيجابية في دوبلان أمام إيرلندا .
-
تقصد في المونديال أو في إيرلندا؟
أقصد إيرلندا، ألا تعلم أن المنتخب الوطني غالبا ما يكون ضحية إخفاقاته في مبارياته الأخيرة، فأمام مصر في نهائيات كأس أمم إفريقيا لم يذهب بعيدا بعد الخسارة 40 وبعدها الخسارة في المباراة الودية أمام صربيا في ملعب 5 جويليةبهزيمة 3-0 وكادت أن تحطم الفريق كلية، لأن الجمهور لم يتقبلها، بدليل أن تلك الهزيمة دفعت الناخب الوطني إلى التخلي عن خمسة أو ستة لاعبين، لذا فالهزيمة ممنوعة أمام إيرلندا، ولو يحدث ذلك لخسر المنتخب كل شيء مسبقا في المونديال، ولو يفقد اللاعبون الثقة في هذه المباراة لن يسترجعوها في المونديال.
وما رأيك في قائمة الـ25 التي أعلنها الأسبوع الماضي؟
ليس لدي ما أقوله عنها، طالما أنني لا أعرف أي لاعب من الأسماء الجديدة، وكنت سأعلق عنها لو كانت لدي فكرة عن اللاعبين الجدد، للأسف لا أعرفهم كلهم، بل أعرف القدامى الذين لعبوا كل المباريات السابقة.
و بخصوص القدامى، الأغلبية لا يشاركون مع فرقهم، سواء بسبب الإصابات أو لأن المدرب لا يثق فيهم؟
القرار الأخير بيد المدرب لا غير، فهو الذي يختار ويتحمل مسؤولية خياراته، عادة اللاعبون الذين لا يشاركون مع فرقهم ـ مهما كان السبب ـ لا يمكن اصطحابهم إلى نهائيات كأس العالم، لأن المنافسة هناك شديدة والمستوى رفيع، ومن يكون أقل تحضيرا من غيره ينكشف أمره، واللاعبون الذين سيشاركون في المونديال ـ وهم بدون منافسة ـ مطالبون ببذل مجهود مضاعف لمحاولة تعويض ما فاتهم. وحول هذه النقطة بالذات، لا زلت لم أفهم سبب اعتراف هؤلاء بضعف لياقتهم، ولو كانوا فعلا يحبون الألوان الوطنية والبلد، لأعلنوا صراحة ذلك، و لتركوا أماكنهم لمن هم أحسن منهم تحضيرا ومنافسة، اعتقد أن مثل هذه الأمور تعكس أنانية اللاعبين الذين يبحثون عن مصالحهم على حساب الألوان الوطنية .
- بحكم تجربتك كلاعب سابق وكأحد العارفين بشؤون الكرة، ماذا سيكون ردك لو يطلب منك مساعدة " الخضر " ؟
لا، لن أعود للمنتخب الوطني لا كمساعد ولا في أي منصب آخر، أفضل البقاء كمناصر بسيط .
- لماذا .. ؟ هل هناك خلافات بينك وبين المدرب رابح سعدان؟
لا. وفقط، لو كنت أريد المناصب والذهاب إلى كأس العالم لفعلت ذلك مع بعض المنتخبات الإفريقية التي طلبتني من قبل، لكن حرصي على مغادرة المحيط الكروي هو الذي جعلني أرفض تك العروض و كلما له صلة بكرة القدم.
- لقد عملت مع سعدان سنتي 82 و86، هل تراه قادرا على النجاح في المونديال؟
نعم عملت معه، ورأيي فيه قلته له في 86 ولا داعي لأن أكرره اليوم، وهو يعرف موقفي تجاهه .
- وهل تظن أن " الخضر " قادرون على الذهاب بعيدا في المونديال؟
مستحيل، الفريق الذي جل عناصره الأساسية مصابة أو ناقصة منافسة لن يذهب بعيدا، الفريق الذي غير جزءا هاما من تعداده قبل شهر من المونديال لا يمكنه الذهاب بعيدا .
والمهمة إذن مستحيلة؟
عكس ما يعتقد البعض، المجموعة التي يوجد فيها الخضر صعبة، بل واحدة من بين أصعب المجموعات، وحظوظ المنتخب الوطني المنتخب الوطني مع الإنجليز والولايات المتحدة وسلوفينيا ضئيلة جدا .
- ومن ترشح للتتويج بالكأس؟
أولا البرازيل .. ثم إيطاليا وإسبانيا
- وفرنسا ... ؟
* للأسف، المنتخب الفرنسي مريض وبدون روح، لا أراه قادرا على اجتياز الدور الأول .