دخل منتخب المحليين أمس مرحلة الجد تأهبا لملاقاة نظيره الليبي يوم السبت القادم في مباراة الذهاب من تصفيات البطولة الإفريقية للمحليين المقر إقامتها العام القاد بالسودان .
ووجه المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة الدعوة إلى 21 لاعبا الذين حضروا كلهم أمس إلى الفندق العسكري ببني مسوس، حيث فضلت الإتحادية الجزائرية لكرة القدم وضع تشكيلة المحليين في نفس الظروف التي يحضر فيها غالبا المنتخب الأول، في رسالة مفادها أنها لا تميز بين المحليين والمغتربين.. إجراء استحسنه كثيرا بن شيخة نفسه، حيث صرح لنا في هذا الصدد قائلا: "أعترف أن المسؤولين على الكرة الجزائرية لا يقصرون أبدا معنا منذ نشأة هذا الفريق، ففي تربص الأسبوع الماضي مثلا كانوا حاضرين بقوة معنا، وقاموا بزيارات مستمرة إلى مقر إقامتنا، وكما لاحظتم أيضا حضروا بقوة إلى ملعب القليعة لحضور المباراة الودية الأخيرة التي أجريناها أمام منتخب ليشنشتاين، على الرغم من أنها سبقت بساعات قليلة مقابلة المنتخب الأول أمام صربيا " .
وعلى ذكر الخرجة السابقة لأشبال بن شيخة، والتي فازوا بها بنتيجة عريضة 4 ـ 0، فإن مدرب المحليين استخلص كثيرا من الدروس ستساعده بالتأكيد غي التحضير الجيد لموعدي ليبيا. "أظن أن المقابلة التي لعبناها الأربعاء الماضي كانت مفيدة جدا لنا، على الرغم من أن المنافس لم يكن من العيار الثقيل.. ومع ذلك، فقد استخلصت عدة نقاط إيجابية، سيما من على مستوى بناء الهجومات، حيث تألقت عناصري بلعب جماعي جيد، معتمدة على الأسلوب الجزائري البحت الذي يتميز بالكرات القصيرة والسريعة، كل ذلك يجعلني أتفاءل خيرا بمستقبل هذا الفريق"، يشرح محدثنا .
بن شيخة يركز على الأسلوب الجزائري للإطاحة بالليبيين
بالمقابل يعترف المدرب السابق للنادي الإفريقي بأن ثمة نقاط سلبية أخرى يتوجب علاجها، "وهو أمر طبيعي، حيث لا يجب أن تنسوا بأن هذا الفريق موجود على الساحة منذ أربعة أشهر، ولا يمكن لأي مدرب خلال هذه الفترة الوجيزة، أن يتخلص من السلبيات..شخصيا، منحت الأولوية في عملي إلى الأمور المستعجلة.. وعلى كل حال، فإن المقبلة الودية الأخيرة سمحت للاعبين بالبرهنة على أنهم يملكون إمكانيات معتبرة ترشحهم لأن يكونوا أفضل في المستقبل، ومع ذلك، أقول أنني بصفة مدرب، سأظل أطالبهم المزيد.. هي فرصتهم الآن للتأكيد على أن اللاعب المحلي ليس بالضعيف الذي يريد أن يصوره لنا الكثير، فعليهم إذن استغلال هذه الفرصة بمناسبة المبارتين الحاسمتين أمام ليبيا " . يقول بن شيخة .
يشحن لاعبيه ويحثهم على تلميع صورتهم
ويأمل بن شيخة من التربص الحالي علاج النقائص الملاحظة لحد الآن، ولو أنه يدرك بأن الوقت ضيق، سيما وأن المنافس ليس بالهين "سنحاول علاج نقائصنا خلال الأيام القليلة المتبقية قبل مواجهة المنتخب الليبي، لن تكون المهمة سهلة، سيما وأن المنافس سيأتي إلى الجزائر بفريقه الأول، حيث تعلمون جميعا بأن ليبيا لا تملك لاعبين محترفين..صراحة، لا أعرف الكثير عن هذا الفريق، ولكن لدي فكرتي الخاصة عنه، والتي سأدعمها قبل المباراة، أعلم أن ثلاثة أو أربعة أندية ليبية تشكل نواة المنافس، وأدرك أيضا أن الجميع في ليبيا يراهن على التأهل إلى البطولة الإفريقية للمحليين في إطار الديناميكية التي يسعون لخلقها تحسبا لتنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 ، وقبل ذلك كله، فإن الطابع المحلي للموعد سيزيد من صعوبة المهمة " .
وإذا كان بن شيخة قد ضبط بصفة كبيرة تشكيلته الأساسية التي سيعتمد عليه أمام ليبيا سيما على مستوى خط الدفاع الذي سيتدعم بالثنائي بابوش - العيفاوي، فإنه بالمقابل يجد صعوبة كبيرة في الفصل في أصحاب بعض المراكز، أهمها منصب وسط الميدان الهجومي.
يراهن على دعم الأنصار
ويأمل المدرب الوطني في أن يكون الحضور الجماهيري كبير السبت القادم بمدرجات ملعب القليعة. "صراحة، تفاجأت كثيرا لإقبال الأنصار الأربعاء الماضي، وأتمنى أن يكونوا أكثر قوة لتشجيعنا أمام ليبيا، لقد ساهم هؤلاء الأنصار كثيرا في الرفع من معنويات اللاعبين وأشعروهم بأن لديهم نفس المكانة التي يحتلها لاعبو المنتخب الأول، وهو السبب الذي دفع هؤلاء اللاعبين إلى إبداء رغبتهم في استقبال المنتخب الليبي بملعب القليعة، وذلك مباشرة بعد انتهاء المباراة الودية ضد ليشنشتاين".
شريط لقاء ليبيا - مالي عند بن شيخة
يسارع المدرب الوطني للمحليين وأعضاء طاقمه الفني الزمن لجمع المعلومات اللازمة عن المنافس الليبي. وكان عبد الحق بن شيخة قد صرح لنا بعد نهاية المباراة الودية التي جمعت تشكيلته الأربعاء الماضي بمنتخب ليشنشتاين، بأن لديه فكرة صغيرة جدا عن الليبيين وأنه يسعى لتدعيمها في الأيام الموالية. ويكون الرجل قد تحصل على معلومات إضافية بعد حصوله علة شريط المقابلة الودي التي لعبها الليبيون الأربعاء الماضي أيضا أمام المنتخب المالي، وهي المقابلة التي فاز بها رفقاء اللاعب السابق لشبيبة القبائل عمر داود بنتيجة هدفين لهدف واحد، علما أن الماليين تنقلوا إلى طرابلس بلاعبيهم المحليين فقط .
حاج عيسى وجابو ومسعود في معركة خاصة
يجد المدرب الوطني للمحليين عبد الحق بن شيخة صعوبة كبيرة في الاختيار بين ثلاثة لاعبين ستوكل إلى إحداهم مهمة تنشيط الخط الهجومي. واعترف لنا بن شيخة شخصيا بأن المفاضلة بين حاج عيسى وجابو ومسعود مهمة صعبة للغاية، خصوصا وأن اللاعبين الثلاثة قدموا مردودا جيدا في المباراة الودية الأخيرة، ويتمتعون بفورمة هائلة.. ومع ذلك، فإن بن شيخة مضطر لاختيار واحد منهم فقط للقيام بمهمة تنشيط الخط الأمامي أمام ليبيا، والأكيد أنه سينتظر الساعات الأخيرة قبل المقابلة للفصل في الأمر.
التدريبات في 3 ملاعب
تتوفر أمام الطاقم الفني الوطني لمنتخب المجليين ثلاثة خيارات بخصوص مكان إجراء التدريبات إعدادا لاستقبال المنتخب الليبي يوم السبت المقبل، ويتعلق الأمر بملعب الثكنة العسكرية ببني مسوس القريب جدا من مكان إقامة الخضر، والمركب الرياضي العسكري ببن عكنون، إضافة إلى ملعب القليعة الذي وقع عليه اختيار اللاعبين والطاقم الفني لإجراء مباراة الذهاب أمام الليبيين .
حاج بوقاش للشروق : " سنقول كلمتنا يوم 13 مارس "
يؤكد هداف مولودية الجزائر حاج بوقاش بأن لاعبي المنتخب المحلي تحذوهم إرادة كبيرة لرد الاعتبار للاعبي البطولة الوطنية بمناسبة الدور التصفوي الوحيد المؤهل إلى البطولة الإفريقية للمحليين .
مع بداية العد التنازلي لمواجهة المنتخب الليبي، كيف تقيم تحضيراتكم تحسبا لهذا الموعد العام؟
أظن أننا في الطريق الصحيح، رغم حداثة عهد هذا المنتخب، حيث قدمنا عرضا مقبولا في المباراة الودية الأخيرة أمام ليشنشتاين..صحيح أن الأمر كان يتعلق بمجرد مباراة ودية، إلا أننا منحناها الأهمية اللازمة، وعملنا ما في استطاعتنا لتطبيق تعليمات المدرب، كما أن الحضور الغفير للأنصار رفع كثيرا من معنوياتنا، وجعلنا نبذل مجهودات مضاعفة لإرضاء الحاضرين .
لكن ألا تعتقد أن مستوى المنافس كان ضعيفا، ما قد لا يسمح بالحكم على إمكانياتكم قبل مواجهة ليبيا؟
نعلم ذلك جيدا، ولكن المهم في مثل هذه المقابلات أننا كنا بحاجة لتجريب الخطط التكتيكية التي سنعتمد عليها أمام ليبيا، وهو ما يفسر الجدية الكبيرة التي لعبناها بها.. كل اللاعبين تحذوهم إرادة كبيرة للتألق أمام ليبا واقتطاع ورقة التأهل إلى البطولة الإفريقية بالسودان، ودعني أقول أن الأمر أصبح بمثابة تحد بالنسبة لنا كلنا، لأننا نريد أن نبرهن بأن اللاعب المحلي ليس محدودا، وبأنه يملك الإمكانيات التي تسمح له بتشريف ألوان بلاده، وهو ما سنسعى للتأكيد عليه يوم 13 مارس.
ألا تشعرون بمركب نقص عندما تلعبون في المنتخب المحلي، خاصة وأن كل الأنظار موجهة إلى المنتخب الأول؟
صدقوني لا ننظر إلى الأمر من هذه الزاوية، لأننا كلنا نعلم بأن اللعب للمنتخب الأول أو المنتخب الثاني شيء واحد، فالجميع بصدد الدفاع عن الألوان الوطنية، وهذا شرف كبير لنا كلاعبين سواء كنا ننتمي إلى تشكيلة سعدان أو بن شيخة. فكل مجموعة لها مهمة معينة، وعليها التركيز عليها جيدا حتى تؤديها على أكمل وجه .
هل أنت متفائل بالتأهل إلى البطولة الإفريقية؟
لابد أن نكون متفائلين جميعا، لأننا نمتلك فريقا جيدا تحذوه إرادة كبيرة من أجل رفع التحدي. أعلم أن المهمة لن تكون سهلة أمام المنتخب الليبي الذي سيأتي إلى الجزائر بأفضل لاعبيه، ولكننا من جهتنا لدينا أوراقنا الرابحة التي تسمح لنا بالإطاحة به.. وكما قلت لكم منذ قليل، فإن الفرصة مناسبة لنا كي نثبت بأن اللعب المحلي جدير بثقة الشعب هو الآخر .