حاج عيسى يقود كتيبة المحليين .. وطرابلس ليست للنزهة
يواجه اليوم المنتخب الوطني للمحليين نظيره الليبي في مباراة الذهاب من تصفيات كأس أمم إفريقيا التي تستضيفها السودان مطلع السنة القادمة. ويدخل الخضر مباراة العودة متقدمين بهدف وحيد أحرزوه في مباراة الذهاب التي جرت بالقليعة، وهو ما يجعل مهمتهم اليوم بالغة التعقيد أمام خصم ليبي لا يريد تضييع فرصة من ذهب تمكنه من المشاركة في النهائيات وترسم عودته إلى المعترك الإفريقي، لا سيما بعد غيابه عن دورة كأس الأمم الأخيرة بأنغولا .
وتبين كل المعطيات أن مباراة اليوم تختلف تماما عن تلك التي جرت في الثالث مارس بالجزائر، وإذا كان المنتخب الوطني ما زال يؤمن بقدرته على افتكاك بطاقة التأهل على حساب نظيره الليبي رغم الغيابات العديدة التي ضربت تعداده في الأيام الأخيرة، إلا أن المنتخب الليبي يعيش بدوره
على وقع أزمة ولدّتها البطولة ويدفع ثمنها المنتخب الليبي. ويعوّل الليبيون كثيرا عن الجمهور العريض الذي يريد ملء مدرجات ملعب 11 جوان لتجاوز عقبة المنتخب الجزائري الذي يحسب له الليبيون ألف حساب ولا يترددون في التنويه بالكرة الجزائرية التي يرون أنها استعادت جزءا هاما من بريقها بتأهل المنتخب الأول إلى المونديال .
وبعيدا عن كل الحسابات والتوقعات، يتفق اللاعبون الجزائريون الذين ينتظرون بشغف حضور المدرب الوطني رابح سعدان لمتابعة المباراة على القول أنهم سيقاتلون من أجل افتكاك التأهل ويرددون جملة واحدة :"الليبيون ليسوا أقوى منا".
ولا شك أن مباراة هذه الأمسية ستكون معركة المحليين الكبرى، معركة تشريف المنتخب الوطني والتأكيد على أن هذا المنتخب سيبقى حيا بعد السابع عشر أفريل .
كتيبة بن شيخة جاهزة .. وكلمة السر الهجوم
من خلال أول حصة تدريبية أجراها المنتخب الوطني للمحليين، تبين بوضوح أن المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة يريد من لاعبيه فرض ضغط على اللاعبين الليبيين منذ اللحظات الأولى من المباراة. وإذا كان بن شيخة قد فقد اللاعب مسعود الذي كانت مهمته الأولى تحريك الآلة الهجومية، فإنه في مباراة اليوم يريد الاعتماد على مباغتة خصمه بهجمات مكثفة توكل فيها مهمة التهديف للثنائي حانيستار وغزالي الذي أبان عن مستوى طيب في المباراة الأولى. ويعترف المدرب بن شيخة بأن فريقه سيتعرض لضغط قوي ومستمر من طرف الليبيين المتخلفين بهدف، لكنه يقول في نفس الوقت أن ذلك سيمنح لاعبيه مساحات يمكن استغلالها وتسجيل هدف يقلب موازين المباراة .
ولما كان المنتخب الليبي لم يبين نزعة هجومية واضحة في المباراة الأولى (لعب بخمسة مدافعين ولاعبي وسط دفاع) فإن ذلك يعني بالنسبة للمدرب الوطني أن مباراة اليوم فيها امكانية التهديف إذا عرف اللاعبون كيف يستغلون اندفاع خصمهم الباحث عن المبادرة بالتسجيل والعودة في المباراة .
أصداء من طرابلس :
== عرفت الحصة التدريبية الأولى التي أجراها المنتخب الوطني للمحليين على ملحق الملعب الرئيسي حضور عدد من مناصري الخضر من الجزائريين المقيمين في الجماهيرية والليبيين المعجبين برفاق زياني. وقد اغتنم أنصار المنتخب الوطني الفرصة للتحدث مع المدرب بن شيخة وبعض اللاعبين
وكان حاج عيسى لاعب وفاق سطيف مطلوبا بكثرة .
== يبدو أن المنتخب الوطني الجزائري أصبح محبوبا أكثر من أي وقت مضى في الجماهيرية الليبية، ويعترف الليبيون بأن تأهل الخضر على حساب مصر في أم درمان جعلهم أكثر إصرارا على تشجيع المنتخب الجزائري. ولم يتردد محبو الخضر في طلب الجديد بخصوص الأغاني الممجدة للمنتخب الوطني وطرح السؤال بإلحاح عن قضية اعتداء المصريين على حافلة المنتخب الوطني في القاهرة، معبرين في ذات الوقت عن استيائهم من تماطل " الفيفا " في إصدار عقوباتها ضد المعتدين .
== ضرب المدرب الصربي لمنتخب ليبيا حصارا شديدا على الحصص التدريبية التي أجراها لاعبوه في المدينة الرياضية، ويبدو أن المشاكل التي عاشها المنتخب خلال تربصه تفاعلات قضية اللاعبين المقاطعين للمعسكر زادت من الضغط على الطاقم الفني وهو ما جعل المدرب برانكو يقرر إجراء الحصص التدريبية تحت الإغلاق التام .
== وجه الإعلام الليبي نداء ملحا للجماهير بحضور مباراة اليوم أمام المنتخب الوطني الجزائري، ودعا العديد من الصحف المشجعين للتوجه إلى ملعب لمساندة المنتخب الذي يحتاج -كما قالت- إلى التشجيع والمؤازرة في هذه المرحلة بالذات. ويبدو واضحا أن المشاكل التي أثارها لاعبو الأهلي أدخلت الشك في نفوس اللاعبين والجماهير وجعلت المنتخب في وضع حساس للغاية .
== يعوّل المدرب عبد الحق بن شيخة بشكل كبير على ثلاثي وفاق سطيف لموشية، حاج عيسى والعيفاوي، وحتى وإن كان مباراة اليوم تتطلب جهدا جماعيا، إلا أن مدرب المحليين يريد استغلال خبرة هذا الثلاثي الذي لعب للمنتخب الأول، ويملك في ذات الوقت خبرة المباريات الصعبة بالنظر لعدد المواجهات التي لعبها حاج عيسى وزميليه في المنافسات الإفريقية .