نأكل نفس الكمية وفي نفس الوقت، ولكن وزننا يختلف، كيف أنت نحيف وأنا بدين!؟.
إن الزيادة في الوزن لا تمس كل الأشخاص وبنفس الطريقة، بل تختلف من شخص إلى آخر فنجد من يأكل بشراهة ولا يزيد غراما، بينما هناك من يتذوق فقط الأكل ويزيد وزنه بكيلوغرامات، ويعود السبب إلى عملية التمثيل الغذائي ‘الأيض’، حسب كل جسم والطاقة التي يحرقها خلال النشاط البدني، فالأشخاص الذين يريدون الحفاظ على رشاقتهم يبذلون مجهودات بدنية كبيرة يحرقون فيها أكبر كمية من الطاقة حتى لا تترسب المادة المهضومة في أجسادهم، وفيما يخص التمثيل الغذائي القاعدي وطبيعة كل شخص فتتلخص في نشاط أعضائه كالتنفس والدورة الدموية والهضم والنشاط الدماغي، نشاط هذا الأخير يكلف حرق حريرات قليلة، ونفس الشيء بالنسبة للقلب المستمر في ضرباته، بينما يختلف نشاط عضلات الجهاز التنفسي التي تعمل على توسيع القفص الصدري حتى تسمح بدخول الهواء إلى الرئتين، وتحافظ على تثبيت درجة حرارة الجسم.
في نفس الصدد فإذا بقينا طول اليوم جالسين على كرسي أمام شاشة التلفزيون، فإن السعرات المستهلكة تعادل 100حريرة فقط، بينما إذا تسلقنا جبلا أو صعدنا عمارة ذات العشر طوابق مشيا على الأقدام، فإن جسمنا يستهلك طاقة قدرها 9000 حريرة.
إن إنفاق السعرات الحرارية يعود إلى مؤشر مكيف حرارة الجسم، الذي يتدخل بشكل متفاوت بين الأفراد. ويشير هذا التكيف إلى الحد من تقلبات الوزن، وفي حالة فائض الغذاء لدى بعض الناس لمجرد أن تعمل هذه الطرق بأقصى سرعة، فلا يأخذ أي وزن. هذه الآلية فعالة جدا عند بعض الناس، وأقل فعالية عند البعض الآخر، وهو ما يفسر ميل الآخرين للوزن الزائد.
إن تناول الوجبات الصغيرة يسمح للجسم باستهلاكها، سواء لتغطية حاجة أجهزة الجسم المختلفة، أو لأي مجهود بدني لاحق.أما تناول كمية كبيرة من الطعام في الوجبة الواحدة، فسوف يأخذ الجسم ما يحتاجه من طاقة لازمة، ويخزن الباقي على شكل دهون في مخازن الدهون في الجسم. وتجدر الإشارة إلى أن كمية الطاقة التي يستهلكها الجسم للتنفس وضخ الدم وحركة الأمعاء والمحافظة على العضلات جاهزة للتحرك تسمى للتبسيط ‘استهلاك الراحة’ وتستخدم لمعايرة الأنشطة الأخرى .
فلو زادت عضلاتك قوة بتمرينات التقوية لأصبحت تستهلك طاقة أكثر حتى أثناء الراحة، ولو كنت لا تمارس أي رياضة فيمكنك البدء فورا ببرنامج رياضة المشي فهي أحسن الرياضات لحرق السعرات الحرارية، كما تجنب الأكل وأنت لست جائعا وراعي حالتك النفسية، فالانفعال له تأثير بالغ على الشهية، فهو يدفع بالبعض إلى الأكل المفرط أو بالعكس من ذلك لدى البعض الأخر.
نشير في الأخير أن أفضل الطرق هي التوسط في كل الحالات، فلا إفراط ولا تفريط .