الاختناق أو انقطاع التنفس أثناء النوم من الاضطرابات الشائعة التي تصيب الملايين من الأشخاص على حد سواء كبارا أو صغارا، ورغم الآثار الخطرة التي قد تترتب على عدم العلاج الصحيح بسبب تعدد الأعراض التي تصاحب هذه الحالة المرضية، فإنه غالبا لا يتم تشخيصها بشكل سليم، وبالتالي تتعدد التخصصات الطبية التي قد يتم عرض المريض عليها.
ومع كل حالة اختناق يقوم الدماغ بعملية إنقاذ النائم إذ تؤدي به إلى الاستيقاظ بشكل قسري للحظات للتنفس، وأحيانا تحدث النوم الفجائي مما قد يتسبب في حوادث جمة، خصوصا تلك التي تحدث أثناء السياقة.
ويرجع السبب إلى نقص تدفق الهواء، وحدوث حالة من الاحتياج الشديد والاضطراب للحصول على الهواء الكافي، الأمر الذي ينعكس في صورة إصدار أصوات مختلفة تعكس الاختناق، إذ يؤدى ذلك إلى حدوث نقص مستمر ومتزايد في تركيز مستوى الأوكسجين في الدم.
للإشارة فإن التخلص من الزيادة المفرطة في الوزن يؤدي إلى تحسن ملحوظ في اضطرابات النوم، بالإضافة إلى تغيير عادات النوم، وكذا تجنب النوم على الظهر ومحاولة النوم على الجانب وخاصة الأيمن.
إن مشاكل التنفس ‘الاختناق’ تصيب بالإضافة إلى الكبار الصغار أيضا، فهي من الأمور الشائعة عند الأطفال بشكل عام، إذ يحصل الاختناق نتاجا لعدم وصول الهواء إلى الرئتين مع وجود حركة للقفص الصدري لسحب الهواء أثناء الشهيق، أي يكون مجرى التنفس مسدودا فلا يصل الهواء إلى الرئتين، والسبب في العادة عند عامة الأطفال هو تضخم العقد اللمفاوية في مدخل وسقف الحلق كاللوزتين.
كثرة حصول الاختناق عند الأطفال سببه وجود ارتخاء عام في عضلات مجرى التنفس بشكل خاص، إذ تجعل العضلات غير المشدودة تزيد من ضيق مجرى التنفس، إضافة إلى صغر الفم مما يجعل اللسان يشكل عائقا آخر يضيق به مجرى التنفس. بالإضافة إلى أن تشكيلة الجزء الأوسط من الجمجمة تزيد من ضيق مجرى التنفس، مما يزيد من فرص الاختناق عند حدوث التهاب الحلق واللوزتين، بالإضافة إلى ما يسمى بتوقف التنفس المركزي، وسببه توقف مركز التنفس في المخ .
وتجدر الإشارة إلى أهم أعراض الاختناق عند الصغار خلال النوم هو الشخير والنوم القلق وكثرة التقلب في الفراش بسبب محاولات الطفل لإيجاد وضعية مناسبة خلال النوم، ليكون مجرى التنفس مفتوحا وقد يلاحظ الوالدان نوم الطفل بأوضاع غريبة تتمثل في انحناء الرقبة والرأس إلى الخلف، والتنفس بفم مفتوح، وتتراوح شدة الاختناق من طفل إلى آخر فبعضهم تكون خفيفة، وتزيد فقط عند حدوث الزكام والتهاب اللوزتين، والبعض الآخر تكون شديدة لدرجة قد يحتاج فيها الطفل أن ينقل إلى المستشفي لإعطائه أوكسجين، ومحاولة تعديل مجرى التنفس بشكل يساعد على تنفس مريح.
والوقاية والعلاج من الحالة يكمن في تعديل وضعية نوم الطفل بالشكل الذي يجعل مجرى التنفس في وضع جيد، مع مراقبة حركة الصدر وسهولة التنفس كدليل للوضع الجيد للنوم، ومن الأوضاع الأخرى هي أن ينام الطفل في وضعية الجلوس، هذه الوضعية تستخدم في الحالات الشديدة .