تشير دراسات حديثة أجريت في الأبحاث النفسية إلى أن كبت الدموع يؤدي إلى الإحساس بالضغط والتوتر كما أنه يمكن أن يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل الصداع.
وقد أثبت أحد الأطباء من خلال تحليل دموع البشر إلى أن الدموع تحتوي على مواد كيميائية مسكنة للألم يفرزها المخ.
وأشير إلى أن ذرف الدموع ليس دليلا على الضعف أوعدم النضج ولكنها على العكس تعتبر أسلم طريقة لتحسين الحالة الصحة من حيث التخلص من المواد الكيميائية المرتبطة بالتوتر والموجودة في الجسم ، كما أنها تساعد في إرخاء العضلات وأن البكاء أسلوب طبيعي لإزالة تأثير المواد الضارة من الجسم.
وفي هذا الصدد، يؤكد العلماء المتخصصون أن البكاء يزيد من عدد ضربات القلب ويعتبر تمرينا مفيدا للحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين وعند الانتهاء من البكاء تعود سرعة ضربات القلب إلى طبيعتها وتسترخي العضلات و يشعر الشخص الباكي بعدها بالراحة .
وفي ذات السياق، فإن الدموع تفيض من عيون جميع البشر تفرزها الغدة الدمعية بانتظام وتصرف من العين بانتظام أيضا عن طريق مجرى الدمع وهي تتسلل إلى داخل الأنف والحلق .
ونشير أن للدموع عدة وظائف منها،غسل العين من الأتربة أو الميكروبات وهي مهمة جدا لتغذية القرنية وبياض العين ،علما بان القرنية هي العضو الوحيد في الجسم الذي لا يحتوي على أوعية دموية لأنه شفاف لذلك فهو يعتمد في تغذيته على السوائل المحيطة به والمتمثلة في الدموع وإذا قل إفراز الدموع أو جفت لأي سبب فان ذلك يسبب مشاكل للقرنية مما يؤدي للإصابة بجفاف العيون وهو ما يعتبر حالة مرضية فيجب عندها المعالجة بالاستعانة بالدموع الصناعية المتمثلة في القطرة وتستخدم حسب الحالة .
وتجدر الإشارة إلى أن للدموع أهمية كبيرة في عملية انكسار الضوء وحدة البصر فالذي يصاب بجفاف الدموع آو قلتها كثيرا ما يؤثر ذلك على قوة بصره .
وهناك اعتقاد خاطئ بان كثرة الدموع تؤذي العين أو تتسبب في أضرار لها غير أن ذلك غير صحيح، إلا أنها في بعض الحالات المرضية مثل انسداد مجرى العين فإنها إذا استمرت لمدة شهور وأكثر دون توقف فقد تؤدي إلى تليين في الجفن الأسفل، حينها يعقبه تباعد الجفن عن العين ويستلزم التدخل الجراحي لإعادة الجفن لوضعه الطبيعي أما عروق العين فتصاب بالاحمرار أثناء البكاء أو يصاب الجفن بالتورم ويعود ذلك إلى الانفعال وليس للدموع .
وعلى صعيد آخر، هناك من البشر من لايبكي مطلقا وهؤلاء مصابون بحالات نفسية وهو مرض يصاب به الإنسان منذ الولادة وحتى الوفاة وهي مسألة خلقية .
ويبقى أن نشير بأن الدموع هي وسيلة تعبير يمتلكها البشر وهي في الواقع انفعال حقيقي نابع من القلب وليس هناك من يستطيع أن يمتلكها في أي لحظة كما يشاء و لا تنهمر من العيون إلا في اللحظات شديدة الفرح أو بالغة الحزن بل انه في المرحلة التي تلي ذلك قد تتوقف الدموع في العيون وتتحجر بينما يكون الإنسان في اشد الحاجة إليها.