أمام الآثار السلبية التي يخلفها النمو السريع لسكان المدن الذين يتسببون في أبرز المشاكل الصحية في العالم اختارت المنظمة العالمية للصحة إحياء يومها العالمي تحت شعار “1000 مدينة 1000 حياة”من خلال الاهتمام بالأثر الصحي للنمو الحضري مشيرة إلى أن أكثر نصف سكان العالم يعيشون في المدن و بحلول 2030 سيقطن المدن عشر سكان العالم ، وأن7أشخاص من بين 10 سيعيشون في مركز حضري في حدود سنة 2050.
و يرتبط التوسع العمراني بالعديد من التحديات الصحية الناجمة عن المياه و البيئة وكذا الإصابة بمختلف الأمراض كالقلب والأوعية و السكري و أنواع السرطان، بالإضافة إلى أن الأطعمة غير الصحية وسوء التغذية و قلة النشاط البدني و التدخين و تعاطي الممنوعات تعتبر من المخاطر المرتبطة بتفشي الأمراض وتساعد الجسم على تلقي الأمراض الأوبئة.
و توصلت دراسة قامت بها المنظمة العالمية للصحة إلى أن فقراء المدن يعانون من مجموعة من الأمراض ومشاكل صحية أخرى، ويتعرضون لخطر متزايد مثل العنف وبعض الأمراض المزمنة مثل السل وفيروس نقص المناعة “الإيدز”.
وترى المنظمة العالمية للصحة في هذا الشأن انه يمكن تحسين ظروف المعيشة فيما يتعلق بالإسكان والمياه والصرف الصحي وفعل الكثير للتخفيف من المخاطر على الصحة، وذلك بمشاركة جميع السكان على مختلف أعمارهم.
من جهة هناك حلول لمعالجة الأسباب الكامنة وراء المشاكل الصحية في المناطق الحضرية إذ يمكن للتخطيط الحضري وتعزيز السلوك الصحي والأمن من خلال الاستثمارات في مجال النقل ، وتركيب المناطق المغلقة لممارسة الرياضة ومكافحة التبغ وسلامة الأغذية.
و اتضح أن العوامل الرئيسية أو المحددات الاجتماعية للصحة في المناطق الحضرية خارج القطاع الصحي ، بما في ذلك البنية التحتية ، والحصول على الخدمات الصحية والاجتماعية ، هي فرص لإبعاد الخطر.
كما أن التدابير لا تتطلب بالضرورة تمويل ، وإنما تكمن في الرغبة و العزيمة و الإرادة في إعادة توجيه الموارد إلى أنشطة ذات أولوية لتحسين المحيط.
للإشارة يهدف اليوم العالمي للصحة هذه السنة إلى إدماج كل القطاعات كالتربية و الرياضة و الشباب و غلق الطرقات للحد من التلوث و إشراك مواطن الحي و إلزامه في قضية الصحة الحضرية و سياسة التمدن مع الارتقاء بمستوى الوعي و تكاتف الجميع بالعمل ضد التعرض لمخاطر الأمراض و التصدي للإصابات الناجمة عن الطوارئ الصحية كالأوبئة و الكوارث الطبيعية و للأزمات.