حذرت لجنة الأمم المتحدة العلمية المعنية بآثار الإشعاع الذري من أن الإشعاع الناتج عن غاز”الرادون” الموجود بشكل طبيعي في المنازل يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
وذكرت اللجنة في تقريرها الذي أعدته منذ عام 2006 ونشر مؤخرا أن “هذا الغاز موجود بطبيعته في الهواء ولكن كثافته قد تزيد في المباني خاصة في نصف الكرة الشمالي حيث تظل النوافذ مغلقة غالبا”.
وقال نائب رئيس اللجنة إن ” غاز الرادون معروف بأنه خطر على الصحة لا يأبه له أحد ولا يريد أحد القبول بأنه يمثل فعلا خطرا على الصحة” مضيفا بأن المدخنين “معرضون بشكل خاص لهذا الخطر”.
و إعتمدت منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى على هذا التقرير لمراجعة توصياتها بشأن الحد الأقصى من الإشعاع المسموح بالتعرض له من غاز “الرادون” الذي تتزايد مستوياته في بعض المناطق بسبب الظروف الجيولوجية كتشققات الزلازل و البراكين . للإشارة غاز الرادون هو غاز طبيعي مشع ينتج من خلال تحلل عنصر الراديوم 226 المتواجد في الكثير من أنواع الأرض ومواد البناء. أما من الناحية الكيميائية فإن غاز الرادون هو غاز خامل عديم الطعم واللون والرائحة. وهو ناتج تحلل عنصر الأورانيوم 238 إن التربة غنية بالرادون في الأماكن التي يكون فيها تركيز الاورانيوم عاليا أو في المناطق التي تنتشر فيها صخور الغرانيت
كما أن الرادون ينجح في الصعود من باطن الأرض بحيث ينتشر في الهواء الطلق حيث انه لدى الحصول عليه لا يتفاعل مع المواد المحيطة به لكونه من الغازات الخاملة، كما انه يملك قابلية جيدة للحركة إذ يتمكن من الصعود والوصول إلى الجو من أعماق تصل إلى مترين أو أكثر، وفي حالة وجود فراغات فإنه قد يتمكن من الصعود عشرات بل مئات الأمتار!
ومن جهة أخرى فان الرادون يتغلغل داخل البيوت من خلال الفتحات والشقوق في حائط المنزل أو من أرضيته، كما انه يتسرب إليها من خلال الأبواب والنوافذ والأنابيب المختلفة وتعد تلك عوامل مساعدة على خفض تركيزه داخل البيوت لكون الجو المحيط بالبيوت فيه رادون بتركيز اقل .