أعلن مكتب الطوارئ في الشيلي هذا الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد السبت إلى 723 قتيلا، علما أنّ الحصيلة مرشحة للارتفاع.
إلى ذلك، أفادت تقارير إخبارية أنّ الشرطة الشيلية اعتقلت نحو 160 شخصا بسبب قيامهم بأعمال نهب خلال الـ24 ساعة المنقضية، بما استلزم تدخل الجيش، لا سيما بعدما ساءت الأوضاع في العاصمة سانتياغو وكذا مدينة كونسيبثيونثاني أكبر مدينة بالشيلي، وانتشار الأنباء حول انهيار عدد إضافي من المباني وانقطاع التيار الكهربائي بعد توالي الهزات الارتدادية التي ضاعفت من حجم قلق السكان المحليين.
وقالت تقارير رسمية أنّ زلزال السبت الماضي الذي بلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريشتر، تسبّب في تشريد مليوني شخص، فضلا عن خسائر مادية تقدر بنحو ثلاثين مليار دولار.
وفي وقت سارعت العديد من دول العالم إلى الإعراب عن استعدادها لإغاثة منكوبي الشيلي ومواجهة مخلفات الكارثة، شهدت الساعات الأخيرة في الشيلي انتشار موجة السلب والنهب عقب الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء واسعة من الشيلي السبت، بما فرض تدخل الجيش وإعلان حالة الطوارئ .
وفرض احتقان الأوضاع في الشيلي تدخل الجيش للسيطرة على الأوضاع، خصوصا بعد الانحراف الكبير الذي شهدته مدينة كونسبسيون ثاني اكبر مدن البلاد، وقالت مصادر محلية أنّ الجيش الشيلي يحاول السيطرة على الأوضاع من خلال فرض حظر التجوال.
في السياق ذاته، أطلق الجيش الغاز المسيل للدموع على من يحاول نهب المحلات والمخازن التجارية، وعلى الأخص مخازن الأطعمة، مع استمرار جهود استعادة الهدوء إلى المدينة التي تأثرت بقوة بالزلزال.
وفيما تجاوز عدد ضحايا الزلزال حدود السبعمائة قتيل، أعلنت رئيسة البلاد ميشيل باشليه حالة الطوارئ في المناطق الأكثر تضررا من الزلزال الذي ضرب المنطقة، وتستمر هذه الوضعية شهرا كاملا بعد تسجيل هزات ارتدادية حسب المعهد الأمريكي للجيو فيزياء.
وقالت السلطات الشيلية إنّ الهدف من إعلان حالة الطوارئ هو ضمان النظام العام وتسريع توزيع المساعدات الغذائية على المنكوبين، علما أنّ الدفعة الأولى من المعونات الطبية هي التي قدمتها الأرجنتين والاتحاد الأوروبي بقيمة ثلاثة ملايين يورو وصلت إلى ذوي الاحتياجات.
في سياق متصل، طالب بينيرا من رئيسة البلاد توزيع المساعدات على المنكوبين بصفة عقلانية الزلزال، كما دعا إلى استخدام الأدوات التي يوفرها لها القانون والدستور للتصدي لأعمال سلب المحلات التجارية والأسواق التي تشهدها مدن البلاد.
وستقع مهمة تنسيق عمليات الطوارئ خلال الأيام المقبلة على عاتق الحكومة الحالية فيما ستجرى عمليات إعادة إعمار المناطق المتضررة التي ستبدأ في 11 مارس الجاري، أوضح “فرانسيسكو فيدال” وزير الدفاع أنّ الجيش سينسق كل العمليات الجارية بالتعاون مع السلطات السياسية.
وأفادت الأمم المتحدة أنها ستصعد من زخم إيصال المساعدات والإمدادات إلى تشيلي بعد أن ناشدت الحكومة التشيلية العالم تقديم المعونة، فيما أشارت الناطقة باسم الأمم المتحدة إليزابيث بايرز، إلى أنّ الحكومة الشيلية طلبت مستشفيات ميدانية، وصالات جراحة طارئة، وجسور متحركة، ومعدات اتصالات، ومطابخ، وفرق تنسيق وإغاثة متخصصة بالزلازل.