كاتب الدولة للاتصال عزالدين ميهوبي: الجزائر دخلت الإحترافية إعلاميا ورياضيا

أكد كاتب الدولة لدى الوزير الأول مكلف بالاتصال السيد عزالدين ميهوبي تميز العام 2009 الذي يشرف على الرحيل، مشيرا إلى أن كثيرا من الإنجازات والورشات تم فتحها على مستوى القطاع.
وأوضح أن أهم ملامح العام إعادة إنتخاب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وتأهل المنتخب الوطني للمونديال في أبرز حدثين كبيرين للعام حيث شهدا تغطية ومتابعة إعلامية واسعة.
ورد ميهوبي تألق “الخضر” وتأهله للمونديال إلى كثير من الشخصيات بينهم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يستحق، حسبه، أن يكون شخصية العام “بفضل الدعم الذي قدمه للمنتخب” على حد تعبيره. وكشف المسئول الأول بقطاع الاتصال أن الجمهور الجزائري سيشاهد رسميا مباريات المنتخب الوطني في أمم أفريقيا إثر قرب انتهاء المفاوضات مع قناة الجزيرة الرياضية المالك الحصري لحقوق البث، واعدا بإطلاق القناة الرياضية في غضون السداسي الأول من السنة الجديدة.

** أياما قبل انتهاء العام 2009 ماذا ميز العام برأيكم؟
- من دون شك شهد عام 2009 حيوية إعلامية واسعة في كل المجالات.
فعلى الصعيد السياسي شهد إجراء الإنتخابات الرئاسية التي حظيت بمتابعة إعلامية متميزة وحضور أجنبي كبير الذي تابع هذا الحدث المتميز في السداسي الأول.
الشيء الآخر هو إطلاق قناتين تلفزيونيتين هما القناة الرابعة الناطقة بالأمازيغية والقناة الخامسة المهتمة بالقضايا الدينية والقرآن الكريم اللتان تشكلان إضافة نوعية في العمل الإعلامي.
أيضا هناك تنصيب للجنة الوطنية للإستراتيجية الإعلامية للتحول الكلي نحو الإعلامي الرقمي، فهذا أيضا يعتبر من الأشياء المهمة لأننا شرعنا في دخول مسار الرقمنة بالنسبة للتلفزة الرقمية الأرضي.
كما بدأ النقاش خلال هذه السنة حول النصوص المنظمة لمهنة الإعلام وبدرجة أخص قانون الإعلام.
ربما ما ميز العام أيضا الأهتمام أكثر بالأداء المتميز للمنتخب الوطني.
فكل وسائل الإعلام تقريبا تابعت الحدث في الثلاثي الأخير من العام بالتأهيليات المؤدية للمونديال، وكان هناك إندماج كلي مع ما حققه المنتخب سواء على صعيد السمعي البصري أو على صعيد الصحافة المكتوبة التي شهدت حالة إرتفاع كبيرة في السحب كادت أن تصل إلى مائة بالمائة وبلغت الإهتمام بالصفحات الرياضية أو المادة الإعلامية الموزعة على كل الصحف ربما يفوق 50 أو 60 بالمائة من إهتمام الصحف. فهذا الحدث صنعه المنتخب الوطني وواكبه الإعلام بصورة كبيرة. إذا فهذا العام مبارك إعلاميا.
طرحت المعالجة الإعلامية بخصوص المباراة الكروية الأخيرة بين الجزائر ومصر كثيرا من علامات الإستفهام بسبب ما رافقها من مفردات لا علاقة لها بالمهنة.. هل تعتقد أن مباديء المهنة قد اغتيالها بهذه الطريقة؟
- أولا أنظر إلى هذا الأمر من زاوية جزائرية بحتة. الإعلام الجزائري واكب هذا الحدث الرياضي حيث اتسم بالمهنية وتقديم المعلومات التي تهم الرأي العام وتهم القاريء سواء في الداخل إو في الخارج، فهذه المتابعة شهدت إهتماما غير مسبوق.
ويمكنني أن اقول أن أكثر من 300 إعلامي وصحفي رافقوا المنتخب الوطني في رحليته إلى القاهرة والخرطوم، وهذا يؤكد الإهتمام الكبير والشعور بحاجة الرأي العام الجزائري والأجنبي إلى متابعة إعلامية قريبة، فيعد هذا الإهتمام تأكيدا آخر من أن الإعلاميين أو الناشرين فهموا حاجة المجتمع إلى تقيدم مادة إعلامية يومية مفيدة وجديدة ومتجددة باستمرار. لهذا فأنا قلت بعد تأهل المنتخب الوطني أن هناك قوة إعلامية واكبت هذه النتيجة التاريخية المبهرة تمثلت في التعبئة التي شهدها الإعلام الوطني سواء فيما يتصل بالفريق الوطني ورحلته منذ بداية العام إلى غاية تأهله أو من خلال ما تعرض له المنتخب من محاولة المساس به والإعتداء الذي تعرض له بالقاهرة.
كل هذا جعل مختلف وسائل الإعلام الجزائرية متحدة في موقف واحد هو الدفاع عن المصلحة الوطنية والمنتخب الوطني وتمجيد هذا الفريق الذي حقق حلما انتظره الجزائريون طويلا.
هناك قناعات لدى الكثيرين بأن الدولة الجزائرية كانت محقة عندما تأخرت في فتح مجال السمعي البصري، وذلك بالنظر للإنزلاقات التي وقع فيها الإعلام المصري في معالجة هذا الحدث؟
- صحيح.. هذه القراءة أيدها الكثيرون من المهتمين والخبراء الذين لاحظوا حالة الإنزلاق التي تتسبب فيها بعض وسائل الإعلام الخاصة، و التي تدعو إلى مزيد من التفكير والدراسة في هذا الموضوع، وإن كنا نحن دائما نقول إن هذا الموضوع مقرون ومشروط بتأمين مناخ تشريعي واقتصادي وفني وبشري لأن المسألة لا تنبع فقط من مزاج عابر لكنها بحاجة لتأكيد مدى أهمية أو هل يشكل هذا إضافة حقيقية أم لا يشكل؟ فنحن في هذه المرحلة نعمل على تحسين أداء المؤسسات الإعلامية الموجودة وأن تكون استجابتها لحاجيات المجتمع دائمة ومتواصلة ومتنوعة وفيها الإضافة المطلوبة.
على ضوء ما ذكرتم ماهي الرهانات المستقبلية للقطاع في العام الجديد؟
- على صعيد النصوص القانونية سنعمل على مناقشة وإثراء النصوص المتاحة لدينا بهدف إجراء تقييم للعشرين سنة الماضية اي منذ إصدار قانون الإعلام في أفريل 1990 . بعد عشرين سنة ما لهذه المهنة وماعليها، وهذا التقييم يجب أن يشارك فيه الجميع لأن مثل هذه العملية يمكن أن تنبهنا للإختلالات الموجودة وتفتح أعيننا على المسائل التي يجب الإهتمام بها أكثر.
هناك عمل كبير نقوم به في مجال تطوير أداء الإعلام الجزائري سواء على صعيد الصحافة المكتوبة من خلال إنشاء المطابع وتحسين سوق إنتشار الصحافة من خلال حث المشتغلين في هذا الحقل على ضرورة الإنتظام في هيئات وجمعيات تسهل عملية التواصل والتعامل معهم وإمكانية التشاور معهم في القضايا التي تهم المهنة ومستقبلها وتحسن من أدائها، غلى جانب متابعة مسار الرقمنة والمشاريع المسجلة في القطاع وهي كثيرة ومتنوعة.
بخصوص القنوات التلفزيونية التي أعلنتم عن إنشائها قريبا، هل تعتقدون أن الحاجة هي التي أملت ضرورة إنشائها خصوصا للقناة الرياضية؟
- طبعا هذه القنوات تدخل ضمن تنمية التلفزيون الجزائري وتطوير قدراته وتحسين ادائه وفي ظل التطور المهول الذي تشهده تكنولوجيات الإتصال والتطور الذي يشهده عالم الرقمنة يفرض علينا ضرورة مواكبة هذه التكنولوجيات.
وهذا الفضاء الجديد الذي لم يعد خيارا لنا بل حتمية المواكبة بسرعة مطلوبة ضمن خيارات مدروسة وعملية تشاور تشارك فيها كل الخبرات الوطنية وكذا الإستعانة بالخبرة الأجنبية في ما نرى فيه ضرورة.
فإنشاء القناة التلفزيونية الأرضية يفرض علينا إنشاء باقة من القنوات التلفزيوينة المتخصصة، والتي درسناها بعناية ورأينا الحاجة إلى إنشائها، وهي مسألة يفرضها التطور ويمليها واجب الإستجابة لحاجيات المجتمع سواء على الصعيد الثقافي أو السياسي أو الرياضي أو الإخباري أو التكفل بالإعلام المتصل بحركةالتنمية في الجزائر العميقة. كل هذا أخذناها بعين الإعتبار، وهناك عملية إنضاج للملفات المتعلقة بهذه القنوات وربما نرى من الأولوية الإستجابة لحاجة المجتمع لإعلام رياضي سريع. فنعمل على إنشاء هذه القناة التي نرى أن الشارع الجزائري حريص على أن يتابع النشاط الرياضي الوطني وتمثيل الجزائر في مختلف الفعاليات وأن يراه ضمن قناة متخصصة في هذا المجال لأن الضغط الآن صار كبيرا على القنوات العامة.
ومتى ترى النور هذه القناة؟
- سنعمل على تحقيقها إن شاء الله في السداسي الأول من السنة الجديدة.
وهل تم تحديد هوية معالم هذه القناة من مجلس الإدارة ومدير وغيرها؟
- هذه الأمور سنتركها للتفلزيون الجزائري لأنه المؤهل والمخول بوضع الإطار العام لهذه القناة.
في هذه النقطة بالذات، هناك حديث عن أن الجزائريين قد لا يشاهدون مباريات كاس إفريقيا على قناتهم الوطنية.. إلى أين وصلت المفاوضات مع الملك الحصري لحقوق البث؟
- المسألة وما فيها أنه بعد إغلاق ملف الحصول أو متابعة مباريات كاس العالم مع شبكة راديو وتلفزيون العرب وما حدث أمر طاريء يتعلق بشراء الجزيرة الرياضية لكل الحقوق الرياضية الحصرية لقناة “إي أر تي” ما يعني الآن أن الإحتكار صار بحوز قناة الجزيرة الرياضية ، ولذلك بدا التلفزيون الجزائري التفاوض مع الجزيرة الرياضية قصد الحصول على حقوق بث مباريات أمم افريقيا، والمسألة ستعرف حلا خلال الأيام القليلة المقبلة، وسيشاهد الجزائريون المباريات على قناتهم الوطنية دون اي إشكال.
.. وبخصوص المونديال؟
- بالنسبة للمونديال الأمر مسوى لأن التلفزيون الجزائري كان وقع رسميا مع راديو وتلفزيون العرب الذي ينسحب أيضا على إدارة الجزيرة الرياضية التي تمتلك حقوق المونديال وتطبق بنود هذا العقد.
لكن كان يمكن أن يكون الوضع نفسه مع الجزيرة الرياضية بخصوص كأس افريقيا؟
- لا يمكن ذلك لأن الجزيرة الرياضية صار الآن في عهدتها هذا العقد بمعنى ليس هناك أي مشكل لأن الجزيرة اشترت ما هو سابق ولاحق من راديو وتلفزيون العرب.
.. وكيف ترى حظوظ المنتخب الوطني في أنغولا؟
- أعتقد أننا نمنلك نخبة قادرة على أن تحقق نتائج كبيرة نأمل إن شاء الله أن يكون اللاعبون في ابهى أيامهم.
ضجة كبيرة اثيرت حول مسألة التحاق اللاعب لحسن بالمنتخب الوطني. كيف ترى المسألة كمتتبع للشأن الكروي الجزائري؟
- أعتقد أن المنتخب الوطني بحاجة لأن يستفيد من خدمات أي لاعب يرى أنه مناسب من وجهة نظر الناخب الوطني أو الجهاز الفني، والذي يقدر هذا جيدا، وعندما قدر أن مهدي لحسن لاعب لا يمكن للمنتخب الوطني الإستغناء عن خدماته فله ذلك، ومطلق المسئولية للجهاز الفني. ولا اعتقد أنه في المنتخب الوطني من يتحفظ ضد اي لاعب يكون المنتخب بحاجة إليه.
هل تعتقد أن الجزائر أدارت بإحكام ملف التأهل إلى كاس العالم؟
- بدليل أننا تأهلنا !!
.. ومن صاحب الفضل في ذلك برأيكم؟
- الجميع صاحب الفضل، والبداية من دون شك لفخامة رئيس الجمهورية الذي أمد المنتخب الوطني بكل الإمكانات المادية والدعم المعنوي المتواصل وكل مؤسسات الدولة التي كانت سندا لهذا الفريق الذي أبان عن قدرات جعلت الجميع مستعدا لدعم ومساندته.
طبعا يمكن ذكر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي تمتلك الآن ربانا حقيقيا وهو الأستاذ محمد روراوة الذي منحها الكثير من المهنية والإحترافية والفعالية وأنه تجاوز منطق الترقيع الذي كان سائدا في الفترات السابقة وعقد من أداء المنتخب الوطني.
وأعتقد أن هذه المهنية صارت الآن في خدمة المنتخب الوطني. وربما العمل الآخر الذي يحسب لروراوة هو ما قام به لدى الفيفا عندما دافع عن حق اللاعبين الذين كانوا ضحية إنتمائهم لمنتخبات غير بلدانهم الأصلية، فهذا جعل كثيرا من المنتخبات تستفيد من خدمات لاعبين لعبوا في فترات سابقة لمنتخبات غير منتخبات بلدانهم الأصلية، واليوم يستعيدون الحق في اللعب لمنتخبات بلدانهم الأصلية كما هو الشان لبعض لاعبينا مثل مغني ويبدة وعبدون وعنتر يحي وغيرهم. كل هذا لا يحسب لروراوة على الصعيد الجزائري، بل أيضا على صعيد الدول الأخرى التي استفادت من هذا القرار الذي اتخذته الفيفا في مؤتمرها بجزر الباهاماس.
.. ومن تراه شخصية العام؟
- لا يمكن حصر شخصية العام في شخص واحد، بل هناك شخصيات في صعد مختلفة. فعلى الصعيد السياسي الرياضي يمكن اعتبار فخامة رئيس الجمهورية السيد عبدالعزيز بوتفليقة شخصية العام بالنظر لما قدمه للبلاد من خدمات كبيرة وجليلة على جميع الصعد سواء كانت سياسية أو رياضية وإقتصادية وغيرها.
وعلى المستوى الإداري الرياضي يحق لرئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم الأستاذ محمد روراوة أن يكون شخصيته، وذلك بالنظر للخدمات الإدارية الكبيرة التي قدمها للكرة الجزائرية والمنتخب الوطني.
أما على الصعيد الرياضي الرياضي فيستحق الناخب الوطني رابح سعدان أن يكون شخصية العام الرياضية، وذلك بعد أن كشف أن خبرته لطويلة في الملاعب بدأت تثمر هذا الحضور القوي للجزائر في المحافل الدولية. وأعتقد أن سعدان يستحق هذا التكريم لأنه ارتبط بالإنجازات الهامة للمنتخب الوطني