قيل الكثير مؤخرا عن غياب النجم الجزائري الأسبق رابح ماجر عن دورة الصداقة التي ستنظمها ودادية اللاعبين القدامى في الفاتح مارس القادم بالقاعة البيضاوية وبمشاركة نجوم المنتخب الفرنسي الحائز على كأس العالم لعام 1998 بقيادة الجزائري الأصل زين الدين.
ونتذكر أن "الشروق" كانت قد استفسرت رئيس الودادية علي فرڤاني حول تجاهل هيئته لصاحب الكعب الذهبي، فكانت إجابته أن الدورة مفتوحة للاعبين المنخرطين في الودادية، وأن ماجر لم يرغب بعد الالتحاق بركب قدامى اللاعبين الدوليين.
ومثلما كان متوقعا لم يرق كلام القائد الأسبق لـ"الخضر" في مونديال 1982 إلى ذوق ماجر، الذي كان لنا معه اتصال هاتفي من مقر إقامته حاليا بالدوحة القطرية، عبر من خلاله عن أسفه الشديد لصدور مثل هذه التصريحات من صديق سابق في المنتخب الوطني.
" أنا حزين لما قاله فرڤاني عني .. !"
"صراحة، أتأسف كثيرا عندما أسمع فرڤاني يصرح بهذه الطريقة، أنا لست على اطلاع بما تنوي تنظيمه ودادية قدامى اللاعبين الدوليين، ولكن الاحتكام إلى معيار الانخراط من عدمه في هذه الجمعية للمشاركة في أية تظاهرة كروية تخص قدامى لاعبي الخضر فإن ذلك في نظري أمر محزن للغاية. هذا هو شعوري الآن، خاصة وأن المشرفين على الودادية وفي مقدمتهم علي فرفاني تجمعني بهم علاقة قوية بنيت بفضل السنوات الطويلة التي قضيناها معا بالملاعب الوطنية والعالمية.. أظن أنه من العيب أن نحرم الجمهور الجزائري من رؤية نجومه في مثل هذه المناسبات، لأن هذا اللاعب أو ذاك غير منخرط في الودادية، أقول هذا الكلام وأنا لست في وضعية الدفاع عن نفسي لأنني أتحدث أيضا عن اللاعبين الدوليين الآخرين الذين تم تجاهلهم أيضا، وعليكم أن تتصلوا بهم لمعرفة الأسباب التي تدفعهم لعدم الانخراط في هذه الجمعية"، قال لنا محدثنا.
وعندما استفسرنا ماجر عن الأسباب التي تدفعه لعدم الالتحاق بالجمعية المذكورة، خاصة وأن فرڤاني نفسه كان قد صرح لنا أنه عرض الأمر عليه مؤخرا ولكن بدون فائدة، رد قائلا: "صحيح، كان لي حديث في الموضوع مع فرڤاني، ولكنني شرحت له بأن ارتباطاتي خارج الوطن تحرمني من أن أكون عضوا نشيطا في الجمعية التي أسسها، أو بمعنى آخر فإنني لن أكون مفيدا في شيء وعليه ارتأيت عدم الانخراط معهم.. ومع ذلك، أظل تحت تصرف أية مبادرة خيرية ترمي مثلا لتنظيم دورة أو مقابلة كروية يتم صرف عائداتها لصالح فئة المعوقين أو أية فئة أخرى من المجتمع هي بحاجة إلى المساعدة، هذه هي المهمة الملقاة علينا كلاعبين سابقين في رأيي " .
" تحليلاتي في الكان كانت موضوعية وليست تشويشا على المدرب الوطني "
ولأن الفرصة كانت مواتية، فقد عدنا مع ماجر إلى مشوار المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة، خاصة وأنه تابع عن كثب هذه المنافسة بحكم عمله في تلك الفترة كمحلل لقناة العربية .
"أشكركم لأنكم أتحتم لي المجال كي أضع النقاط على الحروف بخصوص بعض المسائل التي أراها مهمة، وهي متعلقة بالتحليل الذي كنت أقوم به حول لقاءات المنتخب الوطني في أنغولا. أرجو أن لا يكون الجمهور الجزائري قد فهمني خطأ، حيث كان علي في تلك الدورة أن أتحلى بالنزاهة والموضوعية بعيدا عن العاطفة في كل التحاليل التي أقوم بها سواء تعلق الأمر بمقابلات المنتخب الجزائري أو الفرق الأخرى. عندما أدى الخضر مباراة قوية أمام كوت ديفوار هللنا كلنا لذلك المردود المشجع الذي قدمه لاعبونا، وعندما لم تسر الأمور على النحو المطلوب أمام مالاوي ومصر، لم نجامل أحدا وقلنا ما كان يتوجب قوله لأننا لا نريد من ذلك سوى المصلحة الوطنية ولا شيئا آخر مثلما يمكن أن يتصوره البعض ."
والواضح من كلام ماجر أنه يخشى أن يتكرر معه نفس السيناريو الذي حدث مع زميله السابق في المنتخب الوطني محمود ڤندوز. "لست على دراية بما قاله ڤندوز بالضبط ولكنني لا أشاطر الذين تجرأوا على اتهامه بالخيانة، فقد كان يتحدث بصفته محللا تقنيا، وعلينا احترام رأيه مهما كان " ، علق يقول محدثنا بخصوص قضية قندوز .
" الخضر بحاجة إلى تدعيم قبل المونديال .. والمشكل ليس في المهاجمين .."
وبعد أن طويت صفحة كأس إفريقيا للأمم، تفضل ماجر بالحديث إلينا عمّا ينتظر المنتخب الوطني خلال الفترة القادمة، سيما وأنه مقبل على الاشتراك في مونديال جنوب إفريقيا .
"هذا هو الأهم في نظري وليس شيئا آخر من دورات رمزية وغير ذلك، لأن الوقت حاليا هو للتجند وراء الفريق الوطني المطالب بعلاج نقائصه المسجلة في دورة أنغولا تحسبا للمونديال. أعتقد بأن المدرب الوطني قد استخلص كل الدروس من تلك المشاركة، وهو يعي اليوم أفضل من غيره ماذا ينقص المنتخب للظهور بوجه مشرف في جنوب إفريقيا.. صدقوني، ستكون الأمور مختلفة تماما هناك عن ما كان عليه الحال في أنغولا، وعليه يتوجب علينا أن نكون محضرين بصفة جيدة لتحقيق أهدافنا.. أعلم أن الجميع يبدي مخاوفه من خط الهجوم الذي كان بعيدا عن المستوى في كأس إفريقيا باستثناء ربما في مباراة ربع النهائي أمام كوت ديفوار، ومع ذلك أقول إن الخلل ليس فقط في خط الهجوم وإنما في العمل الهجومي، وأن الاجتهاد يجب أن يظل متواصلا على مستوى كافة الخطوط. أظن بأن الفريق الوطني بحاجة إلى تدعيم ببعض اللاعبين حتى يكون أكثر صلابة، وإذا تأكد مجيء لحسن فسيكون الأمر مفيدا كثيرا للتشكيلة الوطنية التي هي بحاجة ماسة لهذه النوعية من اللاعبين، مثلما سيكون الأمر مفيدا أيضا بعودة المهاجم جبور.. وعلى ذكر المهاجمين، دعوني أقول أن هدافا من طراز أكرور لا يزال قادرا على تقديم خدمات كبيرة للمنتخب الوطني، أعرف جيدا هذا اللاعب الذي يتميز بحس تهديفي متميز، وسيكون في رأيي إضافة جيدة للمهاجمين الآخرين الذين يمتلكهم حاليا المدرب الوطني . " .
" كلام حناشي عني يشرفني كثيرا .. ولكن سعدان وحده من يجب أن يقرر "
وتطرقنا مع ماجر أيضا إلى النداءات الأخيرة لبعض رؤساء الأندية والمراقبين عموما والمطالبة بتدعيم العارضة الفنية الوطنية، فجاء رد محدثنا مدافعا عن الناخب الوطني. "أود أن أشكر رئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي الذي علمت أنه صرح مؤخرا عبر جريدتكم أن ماجر يمكنه تدعيم العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، أنا ممتن بالثقة التي وضعها فيّ حناشي، ولكنني أؤكد بأن تدعيم العارضة الفنية للمنتخب الوطني من صلاحيات سعدان وحده، وبما أنه قال إنه ليس بحاجة إلى تدعيم فإنه يتوجب علينا احترام، رغبته وأن نتركه يعمل بهدوء مع التجند جميعا وراءه . الأمر نفسه ينطبق على التشكيلة التي سترافقه إلى جنوب إفريقيا، فهو المخول وحده لاختياره من دون تدخل من أحد، لأنه سيتحمل مسؤولية كل اختياراته " .
" العربية اقترحت علي العمل معها مجددا في كأس العالم "
ولم نختم حديثنا مع نجم الكرة الجزائرية السابق من دون سؤاله عن مشروع مجلة "فرانس فوتبول" التي تود رد الاعتبار إليه من خلاله منحه الكرة الذهبية العالمية التي لم يتمكن من الحصول عليها في 1987 بسبب القوانين التي كان معمولا بها آنذاك. "لم يصلني بعد أي جديد في هذا الموضوع، ولو أن بعض الأصداء تؤكد أن الإعلان عن منحي الكرة الذهبية قد يكون قبل المونديال القادم.. ومهما يكن من أمر، فإن مجرد الاعتراف بأنني كنت أهلا للظفر بهذا التميز يعد في حد ذاته مفخرة لي وللكرة الجزائرية"، قال مصطفى )مثلما يلقبه مقربوه( الذي كشف لنا في الأخير بأن قناة " العربية " اقترحت عليه إعادة تجربة الكان خلال نهائيات كاس العالم القادمة بجنوب إفريقيا، وأنه لم يفصل في هذا العرض بعد . "