"شاوشي لم يتصرف معنا باحتراف"
"تأسفت لعدم الاعتماد على زياية في أنغولا"
ينضم الرجل الأول في وفاق سطيف إلى قافلة المراقبين الذين ينادون بضرورة تدعيم العارضة الفنية الوطنية، مؤكدا أنه ليس عيبا أن تتم المطالبة بذلك.. وتطرق سرار مع "الشروق" إلى مواضيع أخرى تخص لاعبيه الدوليين، وفي مقدمتهم قضية الحارس شاوشي، معرجا على أهداف الكحلة في بقية مشوار الموسم الجاري.
=لنبدأ من موضوع الساعة، ونقصد قضية حارسكم شاوشي المعرض للعقوبة عن ما صدر منه في مباراة الدور نصف النهائي لكأس إفريقيا للأمم، هل لديكم أصداء بخصوص ما ستؤول إليه هذه القضية؟
==صراحة، ليس لدي أية معلومة في هذا الشأن، ثم دعني أقول لكم أنني شخصيا غاضب على شاوشي الذي أثبت مرة أخرى أنه لاعب هاو لا صلة له بالاحتراف، وإلا كيف نفسر عدم رده على مكالمات مسيريه في وفاق سطيف بعد عودته من أنغولا.. ففي الوقت الذي عاد فيه محترفو مختلف المنتخبات الإفريقية إلى أنديتهم، يفضل شاوشي تمديد راحته دون أن يبرر ذلك لمسيريه. لقد صرفنا ملياري سنتيم من أجل جلبه إلى الوفاق، ولكنه لم يكن أهلا للثقة التي وضعناها فيه، وأظن أن تصرفه يؤكد مرة أخرى أن لاعبينا بعيدون كل البعد عن العقلية المحترفة، ومادام الأمر كذلك فإنه سيصعب بالتأكيد إعادة الاعتبار للاعب المحلي.
=ألا تخشون أن تمتد العقوبة المحتملة ضد شاوشي إلى الصعيد الوطني مثلما كان الأمر في وقت سابق مع الحارس عبدوني؟
==صدقوني، لست قلقا كثيرا في هذا الخصوص لأنني ببساطة، أثق كثيرا في الحارس فراجي الذي كان موفقا في كل مرة نعتمد فيها عليه.. ومع ذلك، أتمنى أن لا تكون عقوبة شاوشي قاسية، على الأقل حتى لا ترهن مستقبله الرياضي، لأنه رغم كل ما بدر منه، إلا أنه يظل حارسا مميزا سيستفيد منه الفريق الوطني كثيرا.
=يتردد في محيط اتحاد جدة أن هذا الفريق يسعى لاستقدام هداف "الكان" المصري محمد جدو، ألا يرهن ذلك انتقال زياية إلى هذا الفريق؟
==لا أرى أين يكمن الإشكال بالنسبة لزياية ما دام أنه أمضى بشكل رسمي لصالح اتحاد جدة.. أعلم أنه في حالة استقدام النادي السعودي لجدو فإنه سيكون مطالبا بالتخلي على أحد لاعبيه الأجانب، لكن الأمر لا يخص زياية أبدا.. ولعلمكم، فإن إدارة اتحاد جدة أرسلت لي تذكرة سفر عبد المالك، حيث سينتقل إلى جدة خلال الساعات القليلة القادمة )الحوار أجري سهرة الأربعاء الماضي(، وشدد المسيرون السعوديون على أن تكون السفرية عبر الدرجة الأولى، ما يؤكد لوحده القيمة التي يملكها زياية لدى الاتحاد.
=ما دمنا نتحدث عن زياية، يقال أنكم غير راضين على المدرب الوطني بسبب عدم اعتماده عليه في أغلب المقابلات. هل هذا صحيح؟
==بالفعل، تمنيت لو اعتمد سعدان على زياية أكثر، لأنني مقتنع كل الاقتناع بأنه كان بمقدوره إفادة المنتخب الوطني كثيرا، سيما وأن الجميع وقف على عجز خط الهجوم في هذه الدورة.. للأسف الشديد، اختار سعدان أن يعتمد على نفس اللاعبين وعندما كان يقحم زياية، كان يفعل ذلك لدقائق محدودة وفي مرتين فقط، وكان خلالها المنتخب الوطني منهزما.. ويجب أن يعلم الجميع بأنني إذ قررت الحديث في هذا الموضوع، فذلك من منطلق المصلحة العامة، لأن زياية لم يعد ينتمي لوفاق سطيف، ولا يمكن لأحد أن يقول بأنني أدافع عنه لتسويقه إلى الخارج، لأن الوفاق أخذ نصيبه من صفقة انتقاله إلى السعودية.. الكل شاهد كيف أن غزال الذي لعب أساسيا في كل المقابلات لم يتمكن من تسجيل أي هدف، وعليه كان حريا بالمدرب الوطني أن يجرب حلولا أخرى.
=نفهم من كلامكم بأنكم من الذين يحملون المسؤولية إلى غزال، خاصة وأن كلاما كثيرا أثير بشأنه في الفترة الأخيرة؟
==شخصيا، أظل مقتنعا بأن مشكلة الهجوم التي يعاني منها المنتخب الوطني منذ مدة سببها غياب صناعة اللعب في التشكيلة الوطنية، ما يحرم قلب الهجوم من فرص واضحة أمام المرمى.. ومع ذلك، أنا مقتنع أن زياية كان من بين الحلول التي تمنيت اللجوء إليها، خاصة وأن الجميع على علم اليوم بأننا لا نملك بدائل كثيرة على مستوى البطولات الأوروبية.
=قضية أخرى طفت إلى السطح في أنغولا، وتخص لاعبا آخر من وفاق سطيف، ونعني به خالد لموشية.. كيف تعلق على الذي حدث بينه وبين المدرب الوطني؟
==ليس لدي تعليق في هذا الخصوص، لأنه ليست لدي تفاصيل القضية كاملة.. ومع ذلك، أفضل طي الصفحة لأن لموشية عاد إلى وفاق سطيف وهو يعمل بصفة طبيعية، وأملي كبير في أن تعود المياه إلى مجاريها بينه وبين المنتخب الوطني، سيما وأنه قدم دائما أفضل ما لديه للتشكيلة الوطنية.
=بعد نهاية مغامرة الفريق الوطني في كأس إفريقيا، بدأ الحديث عن ضرورة تدعيم العارضة الفنية للمنتخب الوطني، على غرار ما صرح به مؤخرا للشروق رئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي.. هل أنتم مع هذا الرأي؟
==شخصيا، أعتقد بأن تدعيم العارضة الفنية الوطنية أصبح أمرا ضروريا.. أنا لست هنا لأنتقد سعدان لأن الجميع يعترف بكفاءته ودوره في إعادة الروح إلى المنتخب الوطني، لكن الكرة الحديثة تعتمد على طواقم فنية موسعة، فلم لا نفعل نحن مثل الفرق المحترفة، خاصة وأن الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني.. أعود وأكرر أن ذلك ليس انتقاصا من قيمة المدرب الوطني ولا تشكيكا في قدراته، وعندما ننادي بتدعيم العارضة الفنية لـ"الخضر"، لسنا هنا بصدد التشويش على الفريق الوطني، ولا نقصد إطلاقا "التخلاط" مثلما قد يتصوره البعض، لأن المصلحة العامة هي التي تدفعنا لأن نتصرف بهذه الطريقة.
=من هو المدرب الذي ترونه مفيدا لتدعيم العارضة الفنية الوطنية؟
==لست هنا لتقديم الأسماء لأن ذلك من اختصاص رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، وكما يقال فإن أهل مكة أدرى بشعابها. وبالنظر إلى الكفاءة الكبيرة التي يتمتع بها رئيس الفاف فإنني واثق كل الثقة بأنه سيختار الرجل المناسب إذا رغب في تدعيم الطاقم الفني، والمهم أن يتم كل ذلك في إطار منظم، لأن ما وصل إليه المنتخب الوطني في وقت وجيز يحتم علينا جميعا حمايته.
=ما دمتم تتحدثون عن إنجازات "الخضر" في فترة وجيزة، فكيف تقيمون مشواره في النهائيات الإفريقية؟
==إذا كنا واقعيين في حكمنا، فإنه علينا أن نفخر بما قدمه المنتخب الوطني في أنغولا.. الكثير ربما نسي أنه إلى وقت قريب جدا كنا نخسر بنتيجة ثقيلة بميداننا، على غرار ما حدث لنا مع الغابون في عنابة، وعليه فإن مجرد الوصول إلى المربع الذهبي من كأس إفريقيا يعد إنجازا كبيرا لنا.. ومع ذلك، أعتقد أنه كان بمقدورنا تحقيق أفضل من المرتبة الرابعة التي ختمنا بها الدورة الإفريقية الأخيرة.
=الكثير يعتقد بأن نتائج "الخضر" الأخيرة أصبحت بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة.. ماذا يجب فعله لإعادة الروح إلى البطولة الوطنية المطالبة بالعودة إلى دورها الأساسي في تدعيم المنتخب الوطني باللاعبين الجيدين؟
==قبل ذلك، لا بد من الاعتراف بالدور الذي لعبه الحاج روراوة في جمع هؤلاء اللاعبين المحترفين منذ بضع سنوات والذين بفضلهم عادت الكرة الجزائرية إلى الواجهة، ولكن ذلك لا يكفي لبعث منتخب قوي مثلما كان عهده في السابق..يجب أولا العودة للإعتماد على اللاعبين المحليين، ولو أن ذلك صعب للغاية في ظل تدني مستوى البطولة الوطنية وأنديتها..والأكيد أن الجميع يلاحظ هجرة الجمهور عن الملاعب حتى أصبحت مباريات البطولة تلعب أمام مدرجات شاغرة، وهو أمر مؤسف، رغم أنه يسمح لبعض الفرق بأن تلعب بدون ضغط، وهي فرصة لتشجيع المواهب الشابة وعليه العودة إلى التكوين.. وأريد في هذا الصدد الحديث عن تجربة المنتخب المصري الذي يقول البعض أنه تمكن من قهر فرق محترفة بلاعبين محليين، ولكن الذي يجهله هؤلاء أن المصريين في أفضل رواق من المنتخبات الإفريقية الأخرى، لأنهم يعتمدون على لاعبين ينشطون في البطولة المحلية وبالتالي بمقدور مدربهم جمعهم في كل مرة يرغب في إجراء تربص لهم، وهو ما يحسد عليه من طرف المدربين الأفارقة الآخرين الذين ينتظرون دائما تواريخ "الفيفا" لجمع لاعبيهم.
=قبل أن نختم حوارنا معكم، لا بد من التطرق إلى أهداف الوفاق هذا الموسم، سيما وأنه سيشرع خلال الأيام القليلة القادمة في مغامرة إفريقية جديدة..
==لا أخفي عليكم أن هدفنا هذا الموسم هو رابطة أبطال إفريقيا التي نريد الذهاب فيها إلى أبعد حد ممكن، وهو ما يدفعني شخصيا لعدم الاهتمام كثيرا بالبطولة الوطنية، سيما في ظل تجاهل الجمهور لهذه البطولة.