يظل المدرب الوطني رابح سعدان وفيا لخط سيره الذي رسمه قبل انطلاق الدورة الإفريقية الـ27 والذي يعتمد أساسا على تسيير المشوار الجزائري في هذا الموعد القاري مباراة بمباراة..وليس لأن الخصم هذه المرة اسمه منتخب مصر مع كل ما تحمله المواجهة من خلفيات هو الذي بإمكانه أن يدفع " الشيخ " لتغيير تعامله مع الموعد
حيث يظل يردد نفس الخطاب الذي كان يقوله منذ أيام قليلة فقط، وبالضبط قبل مباراة الدور ربع النهائي ضد كوت ديفوار .
"لم يعد لدينا ما نخسره في هذه النهائيات ما دام أن هدفنا كان واضحا قبل الإنطلاقة، وهو ببساطة جعل دورة أنغولا محطة لتحضير المونديال"، يقول الناخب الوطني..وقبل ساعات عن المباراة الحاسمة ضد المنتخب المصري برسم المربع الذهبي لـ"الكان"، يعتقد سعدان أكثر من ذلك بحيث صرح سهرة أمس الأول لقناة أبو ظبي الرياضية مباشرة بعد انتهاء الحصة التدريبية الأولى لـ"الخضر" ببانغيلا، أن "كل ما سيأتي في بقية مشوار المنتخب الوطني في هذه الدورة بمثابة الفائدة الكبيرة".
ولعل في تصريحات المدرب الوطني ما يؤكد بأن الرجل يريد أن يضع لاعبيه في أفضل الظروف المعنوية من خلال الحرص على تجنيبهم أي ضغط حتى يتمكنوا من خوض مباراة اليوم متحررين نفسيا تماما، مثلما كان الحال في المقابلة السابقة أمام كوت ديفوار، وأصبح الجميع يعرف الآن كيف يكون مردود التشكيلة الوطنية في مثل هذه الظروف، حيث يجمع الكل أن رفقاء " الماجيك " بوغرة قدموا بالمناسبة أفضل العروض لهم على الإطلاق منذ وقت طويل .
وعن رأيه في الخصم المصري سيما بعد المشوار القوي الذي أداه لحد الآن في دورة أنغولا، جدّد "الشيخ" تقديره للمنافس وقال بصريح العبارة: "أحترم كثيرا المنتخب المصري ومدربه حسن شحاتة، فلقد أدى هذا الفريق مشوارا جيدا لحد الآن في النهائيات الإفريقية، وأظن أن المهمة لن تكون سهلة أمامه، الفريقان يعرفان بعضهما البعض أحسن المعرفة ما يزيد في تعقيد مهمة كل واحد منهما، ولكننا سنلعب اللقاء بصفة طبيعية جدا، خاصة وأننا قد بلغنا كل أهدافنا في هذه الدورة، والمهم أن تسير الأمور فوق الميدان وخارجه بصفة طبيعية جدا".
ويبدو بأن الناخب الوطني غير مستعد لطي صفحة خلافه مع بعض وسائل الإعلام، على الرغم من أن المياه بدت مؤخرا وكأنها رجعت إلى مجاريها الطبيعية بين الطرفين، حيث عاد للتصريح خلال ذات الحوار الذي أدلى به لقناة أبو ظبي الرياضية بأن الإنجاز الذي حققه "الخضر" بوصولهم إلى الدور نصف النهائي "خير إجابة على الذين سعوا للإطاحة بي من خلال مخطط الانقلاب الذي ساروا عليه بنية فرض مدربين بأعينهم للإشراف على المنتخب الوطني تحسبا للمونديال، والحمد لله فإن مسعاهم قد خاب وكل الدروس التي أرادوا تلقينها لي بسبب اختيار الجنوب الفرنسي لإجراء التربص الذي سبق "الكان" ثبت فشلها، حيث تيّقن الجميع اليوم بأنني لم أخطئ التصرف، والدليل على ذلك المردود البدني الذي أصبح يقدمه لاعبونا في المقابلات الأخيرة، وخاصة منه ضد كوت ديفوار"، ختم يقول سعدان.