أشارت دراسة جديدة قامت بها وحدة المؤتمرات الهاتفية (بي تي كونفرنسنغ) التابعة لشركة بي تي «بريتيش تيليكوم»، أن المرونة الكبيرة التي تمتاز بها المؤتمرات الصوتية التي تقام عبر الهاتف تعنى أن أكثر من 68 المائة من مستخدميها قد شاركوا بمؤتمر أو اجتماع هاتفي صوتي وهم يرتدون ملابسهم المنزلية، وأن أكثر من نصفهم قد قام بهذه المؤتمرات مرتدين الملابس الداخلية فقط، في حين لم يُعر 20 بالمائة منهم أي اهتمام لارتداء أية ملابس على الإطلاق خلال هذه المكالمات.
وتتعامل وحدة (بي تي كونفرنسنغ) مع أكثر من 15 مليون مؤتمر هاتفي تضم أكثر من 60 مليون شخص سنوياً في المملكة المتحدة وحدها، أي انخراط عدد كبير من الأشخاص بهذه المؤتمرات بملابسهم المنزلية. وعلى مستوى العالم، تقوم بريتيش تيليكوم بإدارة أعداد ضخمة من المؤتمرات الهاتفية الصوتية سنوياً، إذ تقوم بإدارة 60 مليون مؤتمر تربط أكثر من 140 مليون شخص.
وأدت الزيادة الكبيرة في أعداد المؤتمرات الهاتفية ومستخدمي خدمات بريتيش تيليكوم – الأعداد التي زادت بمعدل 31 و19 بالمائة على التوالي على مر السنة الماضية – في كل يوم عمل إلى القيام بمؤتمرات هاتفية من بعض المواقع الغريبة والشاذة.
وأشارت الدراسة إلى أن المكان الأكثر شيوعاً للقيام بمؤتمر هاتفي هو السرير أو الأريكة- الأمر الذي يفسر الأسباب التي تقف وراء قيام العديد بالمشاركة في المؤتمرات الهاتفية مرتدين ملابسهم المنزلية. كما أشارت الدراسة إلى أن الغرفة الأصغر في المنزل، أو الحمام هو الموقع الثاني الأكثر شيوعاً.
إلا أن مفهوم المرونة بالعمل لا يعنى بالضرورة مزاولة العمل من المنزل، فقد شارك العديد في مؤتمرات هاتفية انطلاقاً من القطار أو السيارة، إلا أن الأماكن الغربية تبدو السمة اللافتة والأكثر شيوعاً وشعبية. ولا تمنعنا العطلات من المشاركة في هذه المؤتمرات، حيث أن المشاركة بمثل هذه المؤتمرات من أعلى المنحدرات الثلجية آتت على رأس القائمة، فيما يبدو على أنها أحد الممارسات الشائعة هذه الأيام. وفي الوقت الذي لا نقوم به بالمشاركة في مؤتمر هاتفي من أعلى المنحدرات الثلجية فإننا نقوم بها من على الشاطئ. وحتى اللحظات المريرة والمأساوية لم توقفنا، إذ يقوم بعض بهذه المكالمات خلال مراسيم العزاء أو الجنازة.
ولا يكتفي البعض بالتركيز خلال مشاركتهم في المؤتمرات الهاتفية، بل يصر الكثيرون على الاستفادة من المرونة التي تتمتع بها هذه المكالمات والقيام بالكثير من المهام المختلفة. ومن أبرز هذه المهام هي الطهي، إلا أن الكثيرون أيضاً يقومون بتغير حفاضات الأطفال وإطعامهم، في حين يقوم غيرهم بالتسوق وشراء الحاجيات. ومن الأشياء الأكثر غرابة التي يقوم بها البعض خلال التواجد على المؤتمرات الهاتفية هي طلاء الأسقف، أو التمتع بمساج، أو الاعتناء بالأقدام لدى خبراء معالجة الأقدام. ومن أغرب الأشياء التي يمكن أن نقوم بها هي قيادة قارب تجديف في حديقة ليغولاند. ويمكن للمشاركة في هذه المؤتمرات الهاتفية الصوتية من هذه الأماكن والحالات الغريبة أحياناً والرائعة أحياناً أخرى أن يؤدي إلى اكتشافنا من قبل زملائنا، إلا أن الكثير أفاد خلال الدراسة البحثية التي أجرتها (بي تي كونفرنسنغ) أنه لم يضبط من قبل زملائها في مثل هذه الحالات، إلا أن الكثير ممن يسعون إلى تحقيق التوازن بين حياة العمل وحياتهم الشخصية قد ابدوا انزعاجاً في كثير من الحالات التي تظهر فيها صيحات وبكاء الأطفال، أو أصوات الحيوانات الأليفة كمواء القطط وعواء الكلاب، أو صوت صنابير المياه في الحمامات، أو غليان الماء على أفران الغاز خلال صنع الشاي أو القهوة في خلفية المكالمة. كما تبرز أيضاً أمثلة أخرى كصراخ زوجة أحد المديرين التنفيذيين لشركة كبيرة لكي "يصمت"، أو ذاك الشخص الذي سقط نائما في أحد المؤتمرات الهاتفية المملة.
وفي هذا الصدد، قال آرون ماكورماك، الرئيس التنفيذي لوحدة المؤتمرات الهاتفية (بي تي كونفرنسنغ) التابعة لشركة بريتيش تيليكوم: "يشكل الاستخدام المتزايد للمؤتمرات الهاتفية أنباء جيدة بالنسبة لنا. إذ أنها تجمع في مكالمة واحدة عدداً من الأشخاص من كافة أنحاء العالم تقريباً، وتقلل من أوقات السفر، والتكاليف والنفقات وانبعاثات ثاني وأكسيد الكربون، كما يمكن لهذه المؤتمرات مساعدتنا في الحفاظ على توازن واقعي في حياة العمل".
في العام 2008، ساعد استخدام شركة بريتيش تيليكوم للمؤتمرات الهاتفية في توفير أكثر من 700 ألف اجتماع شخصي وأكثر من 1.4 مليون رحلة التي وفرت بدورها 53 ألف طناً من غاز ثاني وأكسيد الكربون.
وتابع ماكورماك قائلاً: "تشير الدراسة إلى أن المؤتمرات الهاتفية تمكن الأشخاص من القيام بالأشياء التي لم يكن بالإمكان القيام بها من قبل، إذ أصبح بالإمكان الآن عقد اجتماع في أي وقت وبغض النظر عن مكان تواجد زملاء العمل أو العملاء أو الموردين. إننا لا نؤيد بأن تستحوذ الحياة العملية للأفراد على حياتهم الاجتماعية، إلا أننا على ثقة أن المؤتمرات الهاتفية تشكل أداة قيمة يمكن تطويعها للمساعدة في تحقيق التوازن بين حياة العمل ومسؤوليات الحياة المنزلية والاجتماعية".
وتشير الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسة البحثية "أوفيوم" أن أوقات المشاركة إلى مؤتمر هاتفي بملابس المنزل قد تصبح محدودة نظراً للانتشار الكبير لاستخدام المؤتمرات الهاتفية الفيديوية عالية الجودة والتي يمكن من خلالها رؤية الطرف الأخر كما لو كان في الغرفة ذاتها. وتتوقع مؤسسة "أوفيوم" تنظيم 26 بالمائة من المؤتمرات الهاتفية بواسطة الفيديو خلال العام 2012.