لم تمر مباراة في كرة القدم دون مشاهدة أهداف نظيفة تلغى بحجة التسلل، وأهداف أخرى تحتسب رغم تواجد اللاعب في موقف التسلل، وعلى إثر ذلك ارتأيت أن أتطرق هذا الأسبوع إلى تحليل موقف التسلل المنصوص عليه في المادة 11 من قانون لعبة كرة القدم، حيث تنص على أن التواجد في موقف تسلل ليس مخالفة في حد ذاتها وإنما يكون اللاعب في موقف تسلل إذا كان أقرب لخط مرمى الخصوم من كل الكرة وآخر ثاني خصم. ونستنتج من هذا التعريف وخاصة عبارة كان أقرب لخط مرمى الخصوم تعني أي جزء من رأسه أو جسمه أو قدميه عندما يكون اللاعب المهاجم أقرب لخط مرمى الخصم من كل الكرة وثاني آخر منافس، هنا نلاحظ أن الأيدي ليست مشمولة في هذا التعريف بسبب أن كرة القدم تلعب بالأقدام والجسم والرأس ويكون هناك احتمال للاستفادة من قرب هذه الأجزاء من خط مرمى المنافس، أما الأيدي فلا تتوفر لها فرصة الاستفادة إذا تقدمت على الخصم .
أما المخالفة من تواجد اللاعب في موقف تسلل يعاقب فقط إذا كان في رأي الحكم في لحظة لمس الكرة لزميله أو لعب زميله الكرة، مشتركا في اللعب النشط بأن: تداخل في اللعب أو تداخل مع الخصم أو حصل على فائدة من تواجده في موقف تسلل. فالتداخل في اللعب يعني لعب أو لمس الكرة التي يتم تمريرها أو لمسها من قبل الزميل. أما التداخل مع الخصم يعني منع الخصم من اللعب أو من القدرة على لعب الكرة باعتراض واضح لخط رؤية الخصم أو تحركاته أو القيام بإشارات وتحركات تكون في رأي الحكم أنها تخدع وتشتت الخصم.
* أما كسب الفرصة أو منفعة من التواجد في موقف التسلل يعني لعب الكرة المرتدة إليه من القائم أو العارضة وكان اللاعب في موقف تسلل أو لعب الكرة المرتدة إليه من الخصم وكان في موقف تسلل .
أما إذا تسلم اللاعب الكرة مباشرة من ركلة مرمى أو رمية تماس أو ركلة ركنية فليس هناك مخالفة تسلل .
كما أنه لا يكون اللاعب في موقف تسلل إذا تواجد في نصف ملعبه أو إذا كان على مستوى خط واحد مع آخر ثاني منافس وإذا كان على مستوى خط واحد مع آخر منافسين .
وفي هذه الحالة من المهم جدا أن يكون الحكم المساعد بالتواصل البصري مع الحكم إلى غاية نهاية المباراة مع تطيق تقنية الانتظار ثم القرار .
ومن ثم يقوم باستخدام رايته للإشارة إلى منطقة الميدان التي وقع فيها التسلل، فإذا لم يشاهد الحكم الرئيسي الراية مباشرة فيتعيّن على الحكم المساعد الاستمرار بالإشارة (أي رفع الراية) حتى يقرّ بها الحكم أو تكون الكرة تحت سيطرة الفريق المدافع بشكل واضح، وينبغي أن ترفع الراية باستخدام اليد اليمنى مما يعطي الحكم خط رؤية أفضل .
وتفاديا لاتخاذ قرارات خاطئة تؤثر على نتيجة المقابلة وحرمان فريق معيّن من الحصول على نقاط مستحقة بسبب أخطاء واضحة مرتكبة من طرف الحكام، رغم تزويدهم بوسائل إلكترونية حديثة للتشاور، يجب على كل حكم عند تأدية مهمته تطبيق قوانين اللعبة التي تنص عليها الفيفا والمجلس الدولي التشريعي (البورد) بطريقة موضوعية، دقيقة وموحدة. وكل مخالفة ترتكب من طرف الفريق المحلي يجب معاقبتها بنفس الطريقة التي يعاقب بها الفريق الزائر مع معاملة كل اللاعبين على قدم مساواة واحدة.
كما يجب معاقبة الأخطاء التي ترتكب في منطقة العمليات بنفس الصرامة التي يعاقب بها في مكان آخر من الميدان. وفي كل الحالات يجب اتخاذ قرارات عقابية دون أخذ بعين الاعتبار الفريق أو اللاعبين المعنيين بها.
كماأنه ينبغي أن يتمتع الحكم في وقتنا هذا بلياقة بدنية ممتازة، حيث يجب عليه أن يبرمج تحضيراته البدنية بحيث يكون في كل وقت ذا لياقة بدنية جيدة، لأنه لا يسمح لحكم اليوم تسيير لاعبين يتدربون مرتين في اليوم بينما يتدرب هو مرة واحدة في الأسبوع أو لا يتدرب إطلاقا، مع العلم أن الحكم البطيء أو الذي لا يتمتع بجاهزية بدنية ونفسية دائمة، لا يمكنه السيطرة على مجريات اللقاء .