الأسباب : ي إحدى المباريات الدولية كان الحكم يتكلم الانجليزية وأحد الفريقين يتكلم الإسبانية فقط، وأعطى الحكم إنذارا لأحد لاعبي هذا الفريق، وكان إعطاء الإنذار في ذلك الوقت يحتم أن ينادي الحكم على اللاعب ويخبره أن ضده إنذار، وقد احتج الفريق بأن الحكم لم يعط اللاعب إنذار، بدليل أن الحكم لا يعرف إلا الانجليزية واللاعب لا يعرف إلا الإسبانية، وفعلا اجتمعت اللجنة المختصة بالبطولة وسألت الحكم بأي لغة أعطيته الإنذار؟ فقال: بالإنجليزية، وتبين أن اللاعب لا يعرف إلا الإسبانية.
الفكرة :
لقد التقط السير ستانلي راوس الحكم الدولي السابق ورئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم هذه الحادثة، وقام بالتفكير في معالجة تعدد اللغات وعدم معرفة بعضها بين الحكام واللاعبين، وهنا برزت لديه فكرة استعمال البطاقة الصفراء للإنذار والبطاقة الحمراء للطرد، وبذلك يتغلب على مشكلة اللغة بين الحكام واللاعبين .
بداية التجربة :
بدأت تجربة هذه الطريقة أثناء الدورة الأولمبية عام 1968 بالمكسيك، وحققت نجاحا كبيرا، خاصة أن مدة تنفيذ البطاقة على اللاعب لم تستغرق وقتا طويلا .
وعلى إثر ذلك اجتمعت لجنة الحكام الدولية بتاريخ 19 و20 سبتمبر 1969 وقررت الاستمرار في استعمال نظام البطاقات في جميع المسابقات ( البطاقة الصفراء للإنذار، البطاقة الحمراء للطرد ).
لكن السؤال المطروح في ذلك الوقت هو : هل استعمال البطاقات إجباري أم اختياري؟
الاتحاد الدولي أعطى السلطة للاتحادات الوطنية في استعمال البطاقات أي أنها اختيارية بالنسبة لمسابقات الاتحادات الوطنية الداخلية، ولكن استعمالها يكون إجباريا في المسابقات التي يشرف عليها وينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم مثل "كأس العالم" و"الدورة الأولمبية" و " كأس العالم للشباب والناشئين ".
انجلترا والبطاقات :
رغم قرار لجنة الحكام الدولية باستمرار استعمال البطاقات إلا أن الإتحاد الانجليزي كانت له وجهة نظر أخرى وأسلوب خاص في تنفيذ الإنذار والطرد، ولم تبدأ انجلترا في تطبيق استعمال البطاقات، إلا في أول أكتوبر 1976 وبعد عدة سنوات رأى الإتحاد الانجليزي أن هذه التجربة لم تنجح، حيث استعملها الحكام بطريقة استفزازية ضد اللاعبين وبانفعال سريع، مما نتج عنه توقيع 3520 إنذار و114 حالة طرد في عام 1980 في حين كانت النسبة قبل استعمال البطاقات 2412 إنذار، 94 حالة طرد.
وفي 19 جانفي 1981 قرر الاتحاد الانجليزي إلغاء النظام والرجوع إلى النظام السابق، علما بأن الحكام الانجليز يستعملون البطاقات عند إدارتهم للمباريات التي تخضع لإشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم .
وفي موسم 87 / 1988 قرر الاتحاد الانجليزي العودة إلى استعمال البطاقات الصفراء والحمراء في الدوري العام لأندية الدرجة الأولى والمحترفين فقط، بعد أن تبين أنه لاداعي لتطبيقها على الشباب والناشئين وطلبة المدارس والمسابقات الأخرى.
وقد ناقش المجلس الدولي التشريعي موضوع استعمال البطاقات، حيث أن الإتحاد الدولي لكرة القدم تلقى استفسارات كثيرة عن عدم استعمالها في مباريات الدوري الانجليزي الذي يشاهده ملايين من جماهير كرة القدم في جميع أنحاء العالم، ولذلك أوصت اللجنة باستعمال البطاقات في الدور الانجليزي تماشيا مع ماهو متبع في الاتحادات الأخرى .