كشفت التطورات الأخيرة التي عاشها نادي وفاق سطيف عن حقيقة واحدة هي ان الوفاق بات في خطر بسبب غياب الرئيس عبد الحكيم سرار
حيث عاد الفريق الى عشرات السنين الى الوراء وعجز اعضاء المكتب المسير عن تسيير يوميات الفريق بطريقة تضمن الاستمرارية، واقتصر الحضور المكثف لأعضاء المكتب المسير لتقسيم المبلغ الموجود في رصيد النادي والشركة التجارية والمقدر بـ3.8 مليار سنتيم، على أمل ان يبادر الأعضاء الى جمع مبلغ مماثل لفك اسر الوضع وضمان استقرار بيت الفريق، إلا ان لا شيء تحقق واضطر اللاعبون الى شن إضراب في سابقة خطية على مستوى نادي بحجم وفاق سطيف احد الفرق التي تشكل واجهة كرة القدم الجزائرية .
من جهة اخرى، لم يكلف اعضاء المكتب المسير أي طريقة تضمن تسديد مستحقات اللاعبين بطريقة تحفظ ماء الوجه، بل اهتدوا الى طريقة تسديد مستحقات النادي على اعتبار غياب الرئيس سرار وأمين المال المتواجد ين بالبقاع المقدسة وهو الظرف الذي اظهر تململا وتراجعا فضيعا في تطبيق إجراءات الاحتراف التي تشترط وجوب تسديد مستحقات اللاعبين في شكل أجور شهرية تمر عبر الإطار القانونية ضمانا لتسديد مستحقات التأمين الاجتماعي ومساهمة اللاعبين في دفع الضريبة على الدخل، غير ان المكتب المسير الحالي لم يكلف نفسه عناء تطبيق الإجراءات.
من جهة أخرى، تفيد عدة مصادر متطابقة من محيط الفريق أن اتفاقا تم بين اعضاء الطاقم المسير على تسديد مستحقات اللاعب الدولي عبد القادر العيفاوي مع الحرص على إضافة كل عضو مبلغا من المال لإرضائه كونه الوحيد الذي طال صبره على مستحقاته، إلا أن احد الأعضاء سرب فحوى الاتفاق ما أثار حفيظة باقي اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم في رواق جيد للضغط مجددا على الإدارة لنيل اكبر قسط من مستحقاتهم خاصة في غياب الرئيس رجل الاقناع والثقة .
من جهة اخرى، يواجه الفريق خلال الأيام القليلة القادمة مصاعب مالية جديدة خاصة وان الإدارة تكون مطالبة بتحضير مبلغ 4 ملايير سنتيم قبل نهل الشهر الجاري لتسوية مستحقات اللاعبين المتبقية، ومن جهة اخرى، قد يجد الرئيس نفسه في مواجهة تحد آخر وهو تسديد مستحقات بعض الدائنين والذين قدموا له مبالغ مقابل حصولهم على وثيقة اعتراف، والتي ينتظر تسديدها ضمن تاريخ محدد، وأمام كل هذه التحديات لا تزال أمور الشركة التجارية في خبر كان لعدم تفعيل نشاطها وإتمام إجراءات الاكتتاب الذي طالما راهنت عليه إدارة النادي.
الأيام القليلة القادمة قد تحمل الكثير من القرارات الحاسمة لإرجاع قطار الوفاق على السكة لولوج مسار الاحتراف من الباب الواسع الذي مر حتما عبر مراجعة الكثير من الخيارات التي تضمن انطلاقة حقيقية بكثير من الواقعية، وعلى الرئيس سرار وحده فقط اتخاذ القرارات المناسبة والحاسمة التي تضمن له رسم أفاق واعدة بعيدا عن أي توظيف لاسم الوفاق دون مقابل .